أخبار عاجلة

التحالف الدولي يبحث في باريس سبل التصدى لتنظيم داعش

يجتمع وزراء 20 دولة في مؤتمر باريس لمناقشة استراتيجية التعامل مع تنظيم داعش وكيفية حماية الأقليات المضطهدة، وأزمة اللاجئين، إضافة إلى الحلول السياسية الكفيلة بحل الأزمة التي تعصف بالعراق.
ويضم الاجتماع وزراء عدة دول من بينها السعودية وتركيا وسيركز على مساعدة العراق في التغلب على أكبر هزيمة عسكرية منذ حوالي عام والتي سقطت فيها الرمادي عاصمة محافظة الأنبار والتي تبعد 90 كيلومترا فقط إلى الغرب من العاصمة بغداد.
وقال مصدر دبلوماسي فرنسي “الرمادي كانت ضربة كبيرة… لن نغير أساسيات استراتيجيتنا – الضربات الجوية ودعم القوات العراقية – لكن من الأهمية بمكان أن يكون الجميع في العراق جزءا من الحرب ضد تنظيم داعش.”
وفي حين يعمل المتشددون على تعزيز مواقعهم يجب على رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي وهو شيعي معتدل أن يحاول إقناع العشائر السنية بأن تنضم إلى القتال ضد تنظيم داعش.
وأكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي حضوره مؤتمر باريس، إلا أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري سيتغيب عن هذا الإجتماع بسبب إصابته بكسر جراء وقوعه عن دراجته.
ويأتي المؤتمر بعد يوم واحد من مقتل 45 شرطيا في الأنبار في هجوم شنه تنظيم داعش الذي استولى على مدينة الرمادي العراقي الشهر الماضي.
وينبغي أيضا على العبادي الذي يشارك في رئاسة الاجتماع مع وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن يظهر أن بإمكانه السيطرة على قوات الحشد الشعبي الشيعية القوية التي يعتمد عليها والتي أثارت انتهاكاتها السابقة غضب السنة من حكومته.
وقال مسئول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية للصحفيين “ليس هذا الاجتماع كالمعتاد… نجتمع في أعقاب الأحداث في الرمادي. جئنا لنناقش رئيس الوزراء العبادي في خطته… لتحرير الرمادي ومحافظة الأنبار.”
وقال المسئول إن أحد النقاط المحورية ستكون مناقشة العبادي في الجهود المبذولة لحشد مقاتلي العشائر السنية ضد داعش.
وأضاف المسئول “منذ تم الإعلان عن هذه الخطة (بعد سقوط الرمادي) التحق 800 من مقاتلي العشائر كمتطوعين للخدمة أو مقابل مرتبات من الدولة أو دعم بالسلاح للخروج والمشاركة في القتال إلى جانب قوات الأمن العراقية.”
ويعتمد العراق بشكل أساسي على المتطوعين الشيعة أو ما تعرف بقوات الحشد الشعبي لمواجهة تنظيم داعش وهو ما يثير مخاوف دخول البلاد في أزمة طائفية.
وقالت مصادر صحفية إن ” الضربات العسكرية التي نفذتها دول التحالف الدولي ضد تنظيم داعش فشلت في تحقيق هدفها، لذا فهناك أحاديث تدور عن إمكانية تصدي المقاتلين الشيعة لهم”.
وعلق وزير الخارجية الفرنسي على ذلك قائلا إن” الوزراء سيناقشون الحلول السياسية الكفيلة بحل الأزمة التي تعصف بالعراق”.
وقال مصدر أمني رفيع المستوى في الأنبار إنه ” يتم وضع اللمسات الأخيرة للخطة التي بموجبها سيتم طرد تنظيم داعش من الرمادي”، مؤكدا أن “العملية ستبدأ خلال أيام”.
وأضاف المصدر إن “6 قاذفات صورايخ إيرانية الصنع نقلت إلى الصفوف الأمامية في الأنبار وأن 3 آلاف مقاتل أنهوا تدريباتهم الأساسية قرب قاعدة الحبانية العسكرية، التي تقع شرق مدينة الرمادي، استعدادا لتحريرها”.
وسيبحث المؤتمر أيضا، تهديد تنظيم داعش للتراث الثقافي، فقد دمر التنظيم المتشدد العديد من الآثار التاريخية في العراق تعود إلى ما قبل ظهور الإسلام، وهناك مخاوف من تعرض مدينة تدمر الأثرية في سوريا لاعمال نهب وتدمير.
ومن المقرر أن يراجع الاجتماع أيضا كيف يحقق التحالف هدفه وهو “خنق” داعش من خلال إجراءات تشمل ضربات جوية في سوريا ووقف تدفق المقاتلين الأجانب وقطع التمويل وتقديم المساعدات الإنسانية والتصدي للجماعة على الإنترنت وتحقيق الاستقرار في المناطق العراقية التي تضررت بسبب القتال.
وقبيل الاجتماع مع العبادي سيجتمع فابيوس مع مجموعة صغيرة من الوزراء لمناقشة الوضع في سوريا في أعقاب سيطرة داعش على مدينة تدمر بينما يبدو أن الرئيس السوري بشار الأسد يتعرض لانتكاسات.
وسيناقش الاجتماع جهود استئناف محادثات السلام المتوقفة ومساعدة تركيا في تأمين حدودها التي يخضع بعضها لسيطرة تنظيم داعش في سوريا.
وتتهم الأمم المتحدة تنظيم داعش وغيرها من الجماعات المسلحة الأخرى في سوريا والعراق بتعذيب الأطفال وقتلهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *