أثار اعتذار رئيس الجمهورية للمحامين على واقعة اعتداء الرائد أحمد عبد الهادى، نائب مأمور قسم شرطة فارسكور، على المحامى عماد محمد فهمى، بالضرب بالحذاء، شعورا بالهدوء والسعادة لدى جموع المحامين، الذين قطعوا بأن السيسى يتعامل مع المصريين بروح الأب، وأنه يوجه رسائله لكل مسؤول للنهوض بمسؤوليته.
◄هيكل: الرئيس حريص على توحيد صف المصريين
من ناحيته، وجه المحامى أسعد هيكل الشكر لرئيس الجمهورية على موقفه من أزمة المحامين والشرطة، مضيفًا أن اعتذار الرئيس السيسى للمحامين اليوم، خلال افتتاحه بعض المشروعات التنموية، هو موقف يحسب له، ويسجل فى تاريخ الرؤساء العظماء، مضيفًا أن الرئيس قطع من خلال اعتذاره الطريق على المزايدين فى هذه الأزمة.
وتابع هيكل: “يبدو أن الرئيس انتبه مبكرا إلى أن الأزمة فى طريقها للتصاعد باستغلال أطراف كثيرة ومختلفة، داخلية وخارجية، كما حدث من قبل فى أزمة محامى طنطا”.
وأشار هيكل إلى أن هذا الاعتذار هو بمثابة خطوة إيجابية كبيرة، تعمل على توحيد صف المصريين، وقال: “فهناك فرق بين رئيس عمل على زيادة هوَّة الفرقة بين أفراد الشعب، كما حدث فى عهد الرئيس الأسبق محمد مرسى، حينما وصل الخلاف بين أفراد الأسرة الواحدة، وفرق بين رئيس يعمل دائما وأبدا على رأب الصدع بين أفراد الشعب، أيَّا كان حجم القضية أو الأزمة”.
وأكد هيكل أن اعتذار الرئيس يحمل رسالة أخرى هامة، وربما تكون أهم آثار هذا الاعتذار، وهى تحمل شقين، الأول فى إطار أزمة المحامين مع الشرطة، بأن يتحمل وزير الداخلية وأجهزته المساعدة مسؤولية إعادة صياغة العلاقة بين الشرطة والمحامين على وجه خاص، والمواطنين بوجه عام، وأن يتلافى سلبيات ما حدث مستقبلًا.
وتابع هيكل، أنه على الجانب الآخر، فإن نقيب المحامين أيا كان اسمه ومجلسه، والنقابات الفرعية، أن تتحمل مسؤوليتها فى إعداد المحامى وتأهيله وتثقيفه، حتى يكون على قدر تحمُّل المسؤولية التى يحملها.
ولفت أسعد إلى أن الاعتذار يحمل رسالة أخرى إلى كل مسؤول عن رعية يرعاها، بأن يتقى الله فى هذا الوطن، وأن يٌقدِّر الثمن الباهظ الذى دفعه الشعب المصرى فى ثورتيه، من أرواح ودماء أبنائه، وأن يبادر إلى التغيير المنشود، فالرئيس وحده لن يستطيع أن يغيِّر أو يتحمل أخطاء غيره.
◄قناوى: السيسى يعى دوره جيدا
وقال أحمد قناوى، المحامى والناشط النقابى، إن اعتذار رئيس الجمهورية يعنى أنه يعى دوره، ويتعامل بروح رئيس المصريين جميعا، مضيفًا أن الاعتذار أمر جيد، يؤسس لفكرة تحمُّل المسؤولية، ولاحترام حق كل إنسان وكرامته، ومشيرا إلى أن الاعتذار لا يصب فقط فى صالح أزمة المحامين، لكنه يؤكد على ضرورة احترام كل مسؤول للمواطن المصرى خلال ممارسة عمله، وخلال التعامل مع المواطنين، على اختلاف توجهاتهم وأعمالهم، وتابع قناوى: “لا توجد محاماة إلا فى وطن حر”.
◄نقيب الإسكندرية: الرئيس ينصف القانون
وأشار نقيب محامى الإسكندرية، عبد الحليم علام، إلى أن اعتذار الرئيس السيسى للمحامين عن إساءة ضابط فارسكور، تُعد بمثابة رد لكرامة المحامين وتقدير يعتز جموع المحامين به، مضيفًا “الاعتذار كافٍ لرد حق المحامى الذى أساء له الضابط، وهو أكبر دليل على أن المحامى المصرى له قيمة كبرى فى المجتمع المصرى خصوصا وأنه يعمل على إنصاف القانون والترسيخ للعدالة”.
◄ وكيل نقابة محامى شمال القاهرة: السيسى يرد الحق لأصحابه
قال عبد الجواد أحمد، وكيل نقابة محامى شمال القاهرة، إن اعتذار رئيس الجمهورية للمحامين يُعد بمثابة وسام على صدر كل محام، وهو جاء بمثابة رد الحق لأصحابه، خصوصا أن توجيه الإساءة لمحام هو إساءة لجموع المحامين، موضحًا أن السيسى أكد على قدرته على استيعاب جميع الأمور أيًا كانت صعوبتها.
وأوضح عبد الجواد أن السيسى أثبت أنه رئيس لكل المصريين، وأنه يستطيع حل الأزمات بسهولة، ويعطى كل ذى حق حقه، خصوصا أنه لم يكتف بتقديم الاعتذار للمحامين، لكنه كان حريصا على توجيه رسالة للشرطة من خلال الاعتذار، بأن يتحسبوا لكل تصرُّف يقومون به تجاه المواطنين.