دعا اليوم الرئيس التركي رجب طيب إردوجان الأحزاب السياسية في بلاده إلى العمل بسرعة على تشكيل حكومة جديدة قائلا إنه يجب تنحية المصالح الذاتية جانبا وإن التاريخ سيحكم على من يترك تركيا في حالة تخبط .
وفي أول ظهور علني له منذ الانتخابات البرلمانية يوم الأحد الماضي صرح إردوجان إنه يجب عدم السماح لأي تطور سياسي بأن يهدد مكاسب تركيا ، مضيفا أنه سيقوم بدوره لإيجاد حل في ضوء السلطات التي يكفلها له الدستور
علي الجانب الاخر صرح رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو اليوم أن التاريخ أظهر عدم ملاءمة الحكومات الائتلافية لتركيا ، لكن حزبه الحاكم مستعد لجميع الاحتمالات .
وقال أوغلو – خلال اجتماع للمسؤولين المحليين في حزب العدالة والتنمية الحاكم – “لقد استخدمنا نماذج الحكومات الائتلافية في السبعينيات والتسعينيات كأمثلة لنبرهن أن الائتلافات ليست مناسبة لتركيا وسنتمسك بهذا الموقف.”
وتابع ” وسط المشهد السياسي الحالي الحزب الوحيد الذي يمكن أن يقدم حلولا واقعية هو حزب العدالة والتنمية ، ونحن منفتحون على أي احتمالات في تركيا تستند على التطورات الأخيرة .
وكان أوغلو قد قدم استقالة حكومته إلى الرئيس رجب طيب أردوجان يوم الثلاثاء الماضي و تم تكليفه بتصريف الأعمال حتى تشكيل الحكومة الجديدة .
جدير بالذكر ان حزب العدالة والتنمية بدأ مشاورات تشكيل الحكومة مع المعارضة، وذلك عقب نتائج الانتخابات التشريعية التي لم يحصل فيها على الأغلبية المطلقة في البرلمان و حصل على 258 مقعدا من أصل 550 .
و من المقرر ان يترأس الجلسة البرلمانية الأولى بعد الانتخابات دينيس بيكال الزعيم السابق لحزب الشعب الجمهوري و الذي حل في المركز الثاني في الانتخابات بحصوله على 132 مقعدا، بالاضافة الي اعتباره الأكبر سنا ، كما انه يتعين على الأحزاب السياسية التوصل إلى اتفاق خلال خمسة وأربعين يوما .
و تعتبر هذه المرة الأولى منذ 13 عاما أن يكون حزب العدالة والتنمية غير قادر على انتخاب رئيس للبرلمان من فريقه، فيما تصر المعارضة على اقتناص المنصب الذي يتولي عدة مهام حيوية منها تولى الرئاسة بالإنابة خلال سفر الرئيس و وضع الأجندة اليومية للبرلمان وتقرير المواضيع التي ستتم مناقشتها ، وهو ما حرمت منه المعارضة طوال هذه الفترة.
ويتقدم البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلو لائحة الأسماء المطروحة لرئاسة البرلمان، بعدما اختارته المعارضة مرشحها للانتخابات الرئاسية العام الماضي، وهو الآن يشغل منصب نائب عن حزب الحركة القومية.
و أكد مراقبون ان كل أحزاب المعارضة تصر على تحديد صلاحيات الرئيس وترفض تدخله في شؤون الحكومة، الا ان داود أوغلو يشترط يشترط عدم المس بسلطات أردوجان خلال المفاوضات مع أي حزب على تشكيل الحكومة الجديدة.