سميرة إبراهيم المصرية حرمت من الجائزة الدولية
لمعاداتها السامية وإسرائيل
ألغت وزارة الخارجية الأميركية تكريم مصرية «من شجاعات ميدان التحرير» بعد أن اتهمتها منظمات يهودية بمعاداة اليهود. وكان مقررا أن تنال، مع تسع نساء أخريات، وسام «الجائزة الدولية للمرأة الشجاعة» في حفل أول أمس (الجمعة) يحضره وزير الخارجية جون كيري، والسيدة الأولى ميشيل أوباما.
وفي المؤتمر الصحفي اليومي الذى أقيم أول أمس، قالت فيكتوريا نولاند إن الناشطة المصرية سميرة إبراهيم، كانت اختيرت «بسبب الشجاعة الاستثنائية التي أظهرتها خلال المظاهرات في ميدان التحرير» في القاهرة.
وأضافت نولاند:كما تعرفون، تعرضت سميرة إبراهيم للعنف الحقيقي من رجال الشرطة واعتقلوها، لكنها لم تتكلم فقط بصراحة عما حدث، بل أصبحت قيادية في بلادها، وأصبحت من المطالبات بمعالجة العنف الموجه ضد النساء، والاعتداءات على حقوق الإنسان، وعلى هذا الأساس تم اختيارها.
وأضافت نولاند: «لكن، علمنا مؤخرا بوجود هذه التعليقات المنسوبة إلى السيدة سميرة إبراهيم. وبعد دراسة متأنية لهذه القضية، قررنا إرجاء التكريم الذي كان مقررا هذا العام للسيدة سميرة إبراهيم، وذلك ليتاح لنا الاطلاع بشكل مفصل على هذه التعليقات.
وكانت مجلة (ويكلي ستاندرد) :قد اتهمت سميرة إبراهيم بالكتابة في صفحتها في موقع (تويتر) آراء معادية للسامية، ومعادية لإسرائيل، ومناهضة للولايات المتحدة.
ونشرت المجلة الاتهامات تحت عنوان «ميشيل أوباما وجون كيري سيكرمان معادية للسامية». ونشرت تراجم تغريدات منها، بعد الحادثة التي قتل فيها خمسة سياح إسرائيليين في بلغاريا: «انفجار في حافلة تقل إسرائيليين في مطار بورغس في بلغاريا على البحر الأسود. ياااااااامسهل. النهاردة اليوم حلو أوي.
وتغريدة: «اكتشفت مع الأيام أنه ما من فعل مغاير للأخلاق، وما من جريمة بحق المجتمع إلا ولليهود يد فيها… هتلر».
وتغريدة: «النهاردة ذكرى 11 سبتمبر. كل سنة وأميركا محروقة».
وكان الإعلام الأميركي أشاد بالمصرية سميرة إبراهيم واعتبرها من أشهر الناشطات المصريات، وأنها تعرضت عام 2011 لما يسمى «فحص للعذرية» على يد الجيش المصري بعد أن شاركت في احتجاج في ميدان التحرير.
وقالت نولاند إن سميرة أكدت للخارجية الأميركية أن حسابها على «تويتر» تعرض للقرصنة، وإن من جملة أكثر من 18 ألف تغريدة أرسلتها خلال الأعوام الأخيرة، فقط تغريدتان انتقدتا اليهود، وإنها لم تكتب أربع تغريدات أخرى أيدت الإرهاب.
وقالت نولاند إن سميرةعادت إلى مصر. وكتبت سميرة مؤخرا تغريدة في حسابها على (تويتر( ردا على الجدل الذى أثير، قالت فيه: «سرق حسابي أكثر من مرة، وأي تغريدة عن العنصرية والكراهية ليست مني».
وكانت سميرة واحدة من بين ثلاث نساء عربيات سيتم تكريمهن، الثانية هي: فارتوون أدان، المديرة التنفيذية لمركز إلمان للسلام وحقوق الإنسان في الصومال. والثالثة: رزان زيتونة، وهي محامية حقوق الإنسان ومؤسسة لجان التنسيق المحلية في سوريا. وكانت مجلة «أتلانتك» قالت إن متحف الهولوكوست في واشنطن، الذي يثقف الناس عن المحرقة النازية، ويحذر من نتائج معاداة السامية، لفت نظر وزارة الخارجية للأمر، وإن ناشطين مصريين، لم تحددهم المجلة، هم الذين لفتوا نظر متحف الهولوكوست لكتابات سميرة.
إلى ذلك وجهت الحقوقية سميرة إبراهيم، التي اشتهرت بوقوفها في مواجهة المجلس العسكري، استغاثة إلى وزارة الخارجية في بلادها، من أجل مواجهة «ضغوط كبيرة تتعرض إليها»، على حد قولها، بعد أن أعلنت الإدارة الأميركية تراجعها عن تكريمها بمناسبة يوم المرأة العالمي، لـ«اتهامها بتبني مواقف معادية للسامية أو مناهضة للولايات المتحدة عبر صفحتها على موقع (تويتر)». وقالت الحقوقية سميرة إبراهيم: «إن رفضها الاعتذار للوبي الصهيوني في أميركا أدى لسحب الجائزة منها».
وتعرف سميرة بـ«فتاة كشف العذرية»، بعد أن قاضت المجلس العسكري المصري، الذي تولى الحكم بعد ثورة 25 يناير (كانون الثاني) عام 2011، بسبب إجبارها على الخضوع لـ«اختبار كشف العذرية»، بعد إلقاء القبض عليها خلال احتجاجات بميدان التحرير في مارس 2011، واعترف المجلس العسكري بالواقعة.
ولم تكتف سميرة حينها بالحديث عما تعرضت له على يد ضباط بالجيش أثناء اعتقالها، لكنها أصبحت ناشطة حقوقية في مصر عملت على التصدي للعنف القائم على نوع الجنس وانتهاكات أخرى لحقوق الإنسان.
من جانبها، نفت سميرة أن تكون التصريحات المعادية للديانات السماوية قد صدرت منها، وقال إن «التصريحات المعادية للصهيونية هي التي صدرت منها»، مضيفة أنها تعيش تحت ضغوط نفسية وتريد العودة من واشنطن إلى مصر بمساعدة المسؤولين بوزارة الخارجية.
وقالت سميرة إبراهيم عبر تغريدات جديدة لها على موقع «تويتر» أمس، إنها «رفضت الاعتذار للوبي الصهيوني في أميركا عن تصريحات سابقة معادية للصهيونية تحت ضغوط من الحكومة الأميركية فتم سحب الجائزة».
وقد أثار القرار غضب الكثير من المنظمات الحقوقية والنشطاء في مصر. وقالت داليا زيادة المدير التنفيذي لمركز ابن خلدون، إنه «شيء مؤسف.. فاسميرة إبراهيم ذهبت لتكرم بواسطة وزارة الخارجية الأميركية وليست الإسرائيلية.. وما قالته هو يعد حرية رأي وتعبير».
وتساءل الناشط الحقوقي محمود عبد العال، على موقع «تويتر» قائلا: «هل سمعتم عن جائزة دولية حجبت عن صهيوني أو يهودي أو أي تصنيف آخر لأنه شمت بموت فلسطيني أو عربي