قال أشرف سالمان، وزير الاستثمار، إن اللائحة التنفيذية التى صدرت لقانون ضمانات وحوافز الاستثمار رقم 8 لسنة 1997، جاءت مراعاة وخدمة لفلسفة الدولة ومتطلباتها خلال المرحلة الحالية، من تحسين مناخ الاستثمار وتهيئة بيئة الأعمال، وكذلك العمل على تبسيط الإجراءات والتيسير على المستثمرين، مشيرًا إلى أن بنود ونصوص اللائحة الجديدة للقانون اشتملت على تعديلات هامة، من شأنها أن تحدث تأثيرًا واضحًا على نظرة ونشاط المستثمر المحلى والأجنبى خلال المرحلة المقبلة.
وكشف سالمان عن أن وزارة الاستثمار والهيئة العامة للاستثمار قد راعتا عند إعدادهما لمشروع وبنود اللائحة صياغتها وتنقيتها فى ضوء ما أفرزه الواقع العملى والتطبيق الفعلى لنصوص المواد، والتى جاءت لتشتمل على تنقية شروط وحدود عددٍ من مجالات الاستثمار، مثل إعادة صياغة المادة الخاصة بتنظيم نشاط صناعة السينما، وكذا المادة الخاصة بنشاط التخصيم، وذلك مع حصر الأنشطة والمجالات المطلوب إضافتها بقرار من مجلس الوزراء، وكذلك مراجعة ضوابط تحويل مسمى رأسمال الشركات من الجنية المصرى إلى أى عملة حرة قابلة للتطبيق، بهدف ضمان مراعاة مصالح المستثمرين دون الإخلال بحق الدولة، هذا فضلًا عن إضافة ضوابط ومعايير للمفاضلة بين المتقدمين، فى حال زيادة عدد الطلبات المقدمة من الشركات والمنشآت عن أعداد التراخيص المتاحة، وكذا تعديل منظومة منح التراخيص والموافقات النهائية، وذلك لتسهيل الإجراءات والتيسير على المستثمرين، مع تنظيم آلية التظلم من قرارات الجهة الإدارية فى شأن التراخيص.
وأوضح أن اللائحة التنفيذية الجديدة شملت إفراد فصل مستقل معنى بتنظيم منح التيسيرات والحوافز الإضافية غير الضريبية للمشروعات الاستثمارية، اتساقًا مع القرار بقانون رقم 17 لسنة 2015، وكذا تنقية المواد الخاصة بالمناطق الحرة وبما يتفق وأحكام القانون رقم 8 لسنة 1997 وتعديلاته، وكذلك بما يحقق مصلحة المستثمرين بنظام المناطق الحرة وفقًا لما أفرزته التجربة العملية للتطبيق.
وأضاف أنه تم استحداث باب جديد فى اللائحة التنفيذية الجديدة الصادرة أمس يختص بتنظيم المناطق الاستثمارية، وذلك من حيث السياسة الاستثمارية لتلك المناطق وطريقة تقديم الطلبات ودراستها، وكذا الحصول على الموافقات والتراخيص وتحديد القواعد والضوابط اللازمة للإنشاء.
وأشار إلى أنه تنفيذًا لأحكام المادة 32 بالدستور المصرى، فقد تم استحداث باب جديد فى القرار بقانون رقم 17 لسنة 2015 بشأن التصرف فى الأراضى والعقارات، حيث أحيلت بعض هذه المواد إلى اللائحة التنفيذية للقانون، وبناءً عليه، فقد تم استحداث باب جديد فى مشروع اللائحة التنفيذية للقانون رقم 17 لسنة 2015 يتضمن إلزام الجهات الإدارية بموافاة الهيئة العامة للاستثمار بخرائط تفصيلية، محددةً عليها الأراضى المتاحة للاستثمار على مستوى الجمهورية، على أن تشتمل هذه الخرائط على طريقة التخصيص وتقدير الثمن، بالإضافة إلى طرق استرداد الأراضى، كما يتضمن ربط هيئة الاستثمار مع الجهات صاحبة الولاية بنظام ربط إلكترونى، وذلك تفعيلًا لنظام الشباك الواحد، بالإضافة إلى عدم التصرف فى الأراضى والعقارات المتاحة للاستثمار قبل التأكد من عدم وجود أى نزاع بشأنها بين الجهات الإدارية المختلفة، وكذا التحديد الواضح لدور كلٍ من الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة والجهات صاحبة الولاية على الأراضى، فضلًا عن إتباع نظام القرعة العلنية فى حال التزاحم بين الشركات والمنشآت بشأن الأراضى المطروحة للاستثمار، مع ضرورة تنظيم إجراءات القرعة العلنية لمراعاة الشفافية، وهى البنود التى من شأنها أن تسهم فى تفعيل وترسيخ مفهوم الشباك الواحد المعمول به فى هيئة الاستثمار، وكذلك مزيد من التيسير على المستثمر، حيث تتولى هيئة الاستثمار إجراءات التعامل مع الجهات الإدارية المختصة لاستيفاء التراخيص والموافقات بدلًا عن المستثمر، على أن تلتزم أجهزة الدولة بمنح التراخيص والموافقات بالتعامل مع الهيئة دون غيرها، وهو ما ييسر على المستثمر إجراءات الحصول على التراخيص والتصاريح اللازمة للحصول على الأرض وبدء مشروعه، وقصر المدة الزمنية المستغرقة فى ذلك، والتى كانت قد تمتد فى بعض الحالات لعدة سنوات.
فى الإطار ذاته، أكد سالمان على استحداث باب للتظلمات من قرارات الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، وذلك حتى لا تصبح الهيئة خصمًا وحكمًا فى ذات الوقت، وفقًا للنظام السابق تطبيقه. حيث راعى نظام التظلمات الجديد أن تكون اللجنة محايدة برئاسة أحد مستشارى مجلس الدولة، مع النص على أن تكون قرارات الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، باعتبارها الجهة الإدارية المختصة، قرارات مسببة يمكن التظلم منها، كما روعى فى إعداد هذه المواد أيضًا تشكيل اللجنة وضوابط عملها والمدد المرعية لتقديم الطلب والفصل فيه.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن المواد والبنود المنظِّمة باللائحة التنفيذية لقانون ضمانات وحوافز الاستثمار لم يكن ليتأخر صدورها لو لم يكن المشرِّعون والمسئولون قد حرصوا على التدقيق واستطلاع الآراء المتخصصة، لمراعاة خروجها بما يتفق عليه مختلف أطراف منظومة الاستثمار فى مصر، مشيرًا على أن تعديل وتنقية مواد قانون ضمانات وحوافز الاستثمار ولائحته التنفيذية لم يكن يومًا هو الهدف فى حد ذاته، وإنما هو مجرد وسيلة وإضافة تشريعية، وخطوة إجرائية إيجابية جديدة، تم مراعاة إعدادها وخروجها فى أفضل صورة وصيغة قانونية ممكنة، من أجل توفير البيئة الملائمة للاستثمار فى مصر، ومن ثَمَّ جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية والمحلية، وهو ما لا يختلف أحدٌ على أنه الهدف المرجو فى ظل رعاية وتوجيهات وعزم القيادة السياسية، وفى إطار خطة وسياسة الدولة بوزاراتها وكياناتها وأجهزتها من أجل دعم الاقتصاد المصرى.