سادت حالة من الغضب، بين الأوساط السياحية والأثرية، بعد رفض الأجهزة الأمنية فتح المعابد الأثرية ليلا للزيارة، وذلك لصعوبة تأمين المناطق بالبر الغربى ليلا، لوقوعها فى مناطق نائية تحوطها الجبال والزراعات.
والغريب فى الموضوع، أن اعتراض الأجهزة الأمنية جاء بعد أن أعلن الدكتور ممدوح الدماطى وزير الآثار، ومحمد بدر محافظ الأقصر، فى احتفالية عالمية حضرها ممثلون لكثير من الدول الأوروبية وعدد من القنوات الفضائية والتى أمنتها الأجهزة الأمنية بمعبد الرامسيوم، عن مشروع الإضاءة الليلية.
وقال محمد عثمان نائب غرفة شركات السفر والسياحة بالأقصر، إن ما حدث مأساة بمعنى الكلمة كانت الأقصر فى غنى عنها فى هذه الفترة الحرجة بالذات، ويدل هذا على تخبط الجهاز الإدارى فى مصر، فماذا نقول لدول العالم التى سمعت وفرحت بالمشروع وأقدمت بالفعل على زيارة الأقصر، وقد صال المسؤولون وجالوا قبل الإعلان عن المشروع، مؤكدين بدايته فى نهاية يوليو الجارى وبالتحديد يوم 25، لكن الأمن بعد ما تم الإعلان عن المشروع وبدأ تنفيذه تراجع ليضرب بمجهودات الجميع عرض الحائط.
فى سياق متصل أصيب العاملون بالقطاع السياحى من المرشدين السياحيين وأصحاب البازارات ومصانع الألباستر بخيبة أمل جديدة، بعد أن راودهم الحلم القديم الذى تحقق أخيرا – على حد قول أحمد بدير صاحب أحد مصانع الألباستر الذى طالب بمحاسبة المقصرين لأن ما حدث فضيحة عالمية لسنا فى حاجة إليها، بالإضافة إلى التأثير على دخولنا كأصحاب مصانع وبازارات لأن السياحة تحتضر عندنا فى شهور الصيف الطويلة، لكن فتح المزارات كان سيقوم بكسر هذا الوضع بجذب سياح جدد وتحريك المياه الراكدة وبث نوع من الأمل للعاملين بالسياحة بالأقصر لأننا بالفعل نحتضر من شدة ضيق الدخل أو انعدامه لأن الأقصر لا تقوم إلا على السياحة.
وأضاف أحمد أمين مرشد سياحى، أن البرامج السياحية ارتبكت بعد أن رتب الجميع من شركات سياحية ومرشدين الزيارة ليلا، ثم فؤجنا بمنعها وتسبب ذلك فى غضب السياح الذىن جاءوا فى رحلات الأوفر داى من الغردقة وسفاجا.
وتابع الطيب عبدالله نقيب المرشدين السياحيين بالأقصر قائلا: إن ما حدث تهريج على أعلى مستوى ولا أنكر أن فكرة المشروع جميلة، لكن التنفيذ ينقصه الترتيب والتنسيق فأين كانت الأجهزة الأمنية على مدار شهرين قبل الإعلان عن بدء تنفيذ المشروع وإعلان العالم به فالإضاءة غير صالحة لأنها صفراء ومزعجة لا تصلح للتصوير ولا الشرح، خصوصا معبد حتشبسوت واللافتات الإرشادية غير مضيئة، بالإضافة إلى عدم التأمين وخطورة بدء الزيارة فى هذه الفترة
وكلمة الأجهزة الأمنية هى التى حسمت الموضوع فى النهاية ووضعت وزير الآثار ومحافظ الأقصر فى موقف حرج أمام العالم.
وتابع: “وكان على الأجهزة المعنية فى حالة وجود ثغرات أمنية أو عدم القدرة على بدء الزيارة أن تجد بديلا آخر وهو استقبال السياح عن طريق النيل والمراكب حتى تسهل السيطرة الأمنية بدلا من استخدام الحافلات بالطريق الزراعى التى يصعب السيطرة عليها، أو بدء المشروع بطريقة تدريجية بمعنى يتم فتحها ساعة واحدة ثم اثنين ثم أكثر أو فتحها للمصريين فقط”.
ورد مصدر أمنى قائلا: “إن السبب فى منع الزيارة ليلا كان لوقوع تلك المعابد فى أماكن نائية تحوطها الزراعات والصحراء، وقد اتفقنا على عدة اشتراطات مع الآثار قبل الاحتفالية مثل إنشاء أسوار وبوابات، ولم يحدث بخلاف ذلك، وكان الاتفاق على بدء الزيارة الليلية فى 17 أغسطس المقبل، لكن فؤجئنا بالتغيير دون أخذ رأينا.