كنت فى طريقى الى قريتى الكفر الجديد بالدقهلية الجمعة الماضية ، ولكى تصل اليها لابد ان تسير فى طريق من اسوأ الطرق فى مصر ، يمر على بنها وميت غمر والمنصورة ودكرنس حتى تصل الى القرية العريقة التى ولدت نوابغ علمية وشخصيات عامة ورجال اعمال واساتذة جامعات وعلماء بالأزهر الشريف ، للاسف هالنى المنظر والطريق ، الارض الزراعية حتى اليوم تضيع وتأكلها المبانى الخرسانية امام المحافظين ولا احد يتحرك ، الناس لم تعد تقدر قيمة ان يكون لك انتاج زراعى من عمل يدك ، اليوم تصدر لنا الدول الخليجية الصحراوية المتجات الزراعية ، لاننا ببساطة طماعين للمال وكنزه ، نحول الارض الخصبة المجاورة للنيل الى مبانى ، الارض التى وهبنا الله اياها لنزرعها ووهبنا النيل مجرى الحياة لمصر والمصريين ، ونحن فى العصر الحديث نغلق المجارى المائية الموصلة للارض الزراعية من اجل تبويرها وتحويلها الى خرسانات ومساكن فارهة .
رأيت مثلا فى منطقة دكرنس مجموعة سكنية ضخمة فوق ارض زراعية ، العمارة فيها عشرة ادوار ، كانت هذه الارض تزرع بالارز ، اما اليوم فقد زرعوها بالاسمنت المسلح ، امام بصر المحافظين والحكم المحلى النائم فى انتظار قانون الخدمة المدنية !!.. وامس مر من هذا الطريق رئيس الوزراء ابراهيم محلب ، واظنه يعرف المنطقة جيدا ، فمسقط رأسه منها ( الجمالية دقهلية ) بجوار قريتى ، لكن كل ذلك لا يمنع انتقاد اداء الحكومة ، والوزراء والمحافظين الذين لا يعملون ، ويتركون الناس تعمل ماتريد بمساعدة الفاسدين بالحكم المحلى ،
كان الريف الجميل ملجأنا من زحمة القاهرة ، ومتنفسنا للهواء الطلق وسط الزراعات ، اما الان فلا نذهب اليه الا للضرورة القصوى بعد ان انتشر التلوث واتجه الناس الى بناء العمارات فوق الارض الزراعية ، ويأتينا كل وزير بتمثيلية يرتدى فيها الجلابية ويقول انا فلاح وبقيت وزير !!.ارجو ان يكون هذا المنظر قد لفت بصر المهندس محلب وهو ذاهب او عائد الى الجمالية ،وان يجد حلا ، بدلا من ان تمد مصر يديها لتستورد المنتجات الزراعية من روسيا واوكرانيا ودول الخليج . اعود الى اللقاء مع اهل قريتى فى مقال قادم بإذن الله .
دعاء : ربى احتاجك ، واحتاج الا احتاج لاحد سواك ، فياربى لا تحوجنى لغيرك ، ولا تجعل حاجتى الا اليك ، امين