أشاد مجلس جامعة الدول العربية، على مستوى وزراء الخارجية، فى دورته 144 بمواقف الدول الأوروبية التى بادرت إلى تحمل مسئولياتها فى استضافة الأعداد المتزايدة من اللاجئين السوريين، وخصوصا حكومات ألمانيا وفرنسا والنمسا والسويد.
وناشد المجلس الدول الأوروبية الأخرى إلى اتخاذ مواقف وإجراءات مماثلة، بما فى ذلك توفير طرق آمنة لعبور الحدود أمام الأشخاص المعرضين للخطر، ودون تمييز.
وحول أزمة اللاجئين السوريين، أعاد المجلس فى بيان أصدره فى ختام أعماله، مساء اليوم الأحد، التذكير مجددا بأن وضع حد لتفاقم أزمة اللاجئين، وما ينتج عنها من مآس إنسانية قاسية، لا يمكن معالجتها جذريا، إلا عبر تضافر الجهود العربية والإقليمية والدولية، للإسراع بإيجاد الحل السياسى المناسب لكل من تلك الأزمات.
وأكد المجلس فى بيانه، على ضرورة اضطلاع مجلس الأمن بمسئولياتها السياسية والأخلاقية فى هذا الشأن، باعتباره الجهاز المنوط به المسئولية الأولى فى الحفاظ على السلم والأمن الدوليين.
وشدد المجلس على التزام الدول العربية الثابت، بالترحيب باستقبال الأشقاء العرب، من الدول التى تعانى من مآس النزاعات المسلحة، وتقديم كل أشكال الدعم لهم، وفقا لأسس الإخوة، وبما تمليه واجباتها ومسئولياتها السياسية والأخلاقية تجاه أزمة اللاجئين والنازحين .
وأشاد المجلس بالإسهامات والجهود التى قامت بها المملكة العربية السعودية فى دعم الأشقاء السوريين، منذ بداية الأزمة السورية، وكذلك بالجهود التى بذلتها الدول العربية، ولاتزال، خصوصا حكومات لبنان والأردن والعراق ومصر والسودان، فى تحمل أعباء استضافة ما يفوق الثلاثة ملايين لاجيء سورى على امتداد أكثر من أربع سنوات من عمر الأزمة، رغم محدودية الإمكانيات والموارد المتاحة لها، وذلك لتوفير الحياة الكريمة لهم، والحفاظ على حقوقهم الإنسانية الأساسية.
وناشد وزراء الخارجية، الدول والجهات العربية والدولية المانحة، توفير المزيد من الدعم المباشر إلى حكومتى المملكة الأردنية الهاشمية، والجمهورية اللبنانية، وغيرها من حكومات الدول العربية المضيفة للاجئين، لمساعدتها على تحمل أعباء استضافة هؤلاء اللاجئين، وتقديم خدمات أفضل لهم، واحتواء الوضع الإنسانى الكارثى، الذى بات يفوق قدرات تلك الدول وإمكانياتها.
كما أشاد بالإسهامات التى تقدمها الدول العربية، ودول مجلس التعاون الخليجى على وجه خاص، من أجل توفير التمويل اللازم، وتقديم المساعدات الإنسانية للاجئين، حيث أخذت على عاتقها الإسهام الفعلى فى تنظيم المؤتمرات الدولية للمانحين، التى عقدت فى هذا الشأن، والوفاء بالتزاماتها وتعهداتها نحو إيجاد البيئة الملائمة التى تتيح تخفيف معاناة اللاجئين، ومن أبرز تلك الإسهامات، المؤتمرات الدولية الثلاثة، التى استضافتها دولة الكويت، تحت رعاية الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، والأمم المتحدة.
كما أشاد المجلس بجهود وكالات الأمم المتحدة المعنية، بتقديم المساعدات الإنسانية، خصوصا المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.
وحث المجتمع الدولى على بذل المزيد من الجهود، للإيفاء بالمسؤولية الأخلاقية والإنسانية نحو اللاجئين والنازحين، بما فى ذلك توفير التمويل المطلوب للجهات العاملة فى المجال الإنسانى، وتمكينها من القيام بواجباتها فى هذا الشأن.