أخبار عاجلة

حسن الرشيدي يكتب.. “الاعلام و الانتخابات..!!”

خواطر طائرة
يحاول التليفزيون المصري العام أن يكون محايدا بقدر الإمكان في الانتخابات البرلمانية.. ولكن للأسف لم يظهر تأثيره علي الناخبين.. إلا قليلا.. لحثهم علي المشاركة الانتخابية أو التعريف بالمرشحين.. بينما بعض القنوات الفضائية الخاصة اتخذت موقفا منحازا لبعض المرشحين بصورة جلية تؤكد أن كل صاحب قناة قد استغل قناته لدعم المرشح الذي يريده.. وضرب المرشح المنافس.. ويلعب المال السياسي دورا رئيسيا فاعلا ومؤثرا بشدة في هذه المعركة الانتخابية.. ولم يعد غريبا أن يترك مرشح حزبه الأصلي وينتقل لحزب آخر يدفع أموالا أكثر.. أو يتولي الإنفاق بسخاء وبذخ علي حملته الدعائية.. بصورة تؤكد أن العديد من المرشحين لا تعنيهم المبادئ الحزبية ولكن المهم عندهم هو الوصول إلي كرسي البرلمان.. والتقرب من السلطة.. والفوز بالوجاهة الاجتماعية. 
صحيح أن بعض القنوات من خلال مذيعيها حاولت أن تظهر في صورة المحايد والوقوف علي مسافة واحدة بين جميع المرشحين.. ولكن الإعلام بكل صراحة لم ينجح في التأثير علي الناخبين للمشاركة الانتخابية والذهاب لصناديق التصويت.. وفشل في مساعدة الناخبين في التعريف بمعظم المرشحين رغم صرخات بعض المذيعين لحث الناس علي الإدلاء بأصواتها.. والمشاركة الإيجابية. 
فالتأثير الإعلامي علي الناخبين في المرحلة الأولي للانتخابات البرلمانية جاء ضعيفا.. رغم الانتهازية التي مارستها بعض القنوات من خلال مذيعيها أو مقدمي برامجها.. أو الانحياز الفج لبعض المرشحين ومناصرتهم بقوة.. ضاربة عرض الحائط بلجنة رصد المخالفات.. وكأن تلك اللجنة التي من المفترض أن تضم خبراء في الإعلام لا وجود لها.. ولا جدوي. 
حاول الإعلامي وائل الإبراشي أن يكون محايدا ولكنه اصطدم بمرشحة لا تريد الاستماع لأصوات معارضة.. ولا يعنيها أن تفهمها الناس ولا تري أن الانتخابات معركة.. فكان موقفها محل دهشة واستغرق.. وكلامها يثير الاستفزاز.. ومعارضة مسلمين ومسيحيين. 
الانتخابات لها ناسها.. ولا يمكن أن تكسب تأييد جمهور لا يفهمك.. حتي إذا كنت تري نفسك عبقريا ومفكرا كبيرا.. بينما يراك الآخرون مغرورا متعاليا أو مهتزا.. فإذا كان خطابك لا يفهمه الناس فإن العيب فيك وليس في الناس. 
أنا شخصيا أحترم هذه المرشحة وحقها في التعبير بحرية.. ولكن يجب أن تعيد النظر في أسلوب وطريقة تعاملها مع الآخرين. 
والإعلامي أحمد موسي.. اتخذ موقفا واضحا محددا.. لتأييد بعض المرشحين بقوة.. قد تختلف معه أو تتفق.. ولكن خطه الإعلامي واضح حتي لو كان يثير معارضة واحتجاج بعض الناس. 
أما الإعلامي جابر القرموطي.. بصراحة له أسلوبه الخاص في التناول الإعلامي.. ويحاول أن يكون محايدا بقدر الإمكان بطرح جميع الآراء.. ولكن حماسه الزائد أحيانا يجرفه لحفر ومطبات.. رغم حسن نواياه والعمل في قناة.. صاحبها يشارك في المعركة الانتخابية من خلال مرشحي حزبه الذي أسسه. عموما القرموطي له طعم خاص سواء كنت مؤيدا له أو معارضا.. بينما هنك إعلاميون لا يستطيع المشاهد أن يتحملهم.. ويضطر لتغيير القناة. 
من المتوقع أن يكون إقبال الناخبين في المرحلة الثانية التي تضم 13 محافظة علي رأسها محافظة القاهرة.. أكبر وأشد من المرحلة الأولي.. ولكن علي الإعلام أن يجهز نفسه لتلك المرحلة ويعرض الحقائق بحيادية.. ويقدم أعمالا وبرامج تجذب المشاهدين وتحثهم علي ضرورة المشاركة الفعالة في العملية الانتخابية.. كما ينبغي علي وسائل الإعلام أن تقوم بعمليات تنوير وتبصير الناخبين.. لاختيار الأصلح للوطن والشعب.. رغم قناعتي بأن بعض القنوات لن تغير موقفها وتستمر في انحيازها.. لارتباطها برجال أعمال يتمسكون بزواج المال بالسلطة. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *