شهد الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وقائع الندوة التثقيفية العشرون التى نظمتها القوات المسلحة تحت عنوان ” أكتوبر الإرادة والتحدى ” بمناسبة الذكرى الثانية والأربعين لإنتصارات أكتوبر المجيدة .
بدأت وقائع الندوة بعرض فيلم تسجيلى بعنوان “بطولة ملحمة كبريت ” تناول ملحمة الصمود والتحدى لأبطال معركة ” كبريت ” والتى تعد واحدة من أكثر المعارك التى أظهرت بسالة وتضحية المقاتل المصرى خلال حرب أكتوبر حيث صمد أبطال الكتيبة فى موقعهم الذى كان مقراً لإحدى القيادات الإسرائيلية تم الإستيلاء عليه ، وإستبسالهم فى الدفاع عن الموقع لمدة ( 114 ) يوماً وإستشهاد العديد من الأبطال بينهم المقدم / إبراهيم عبد التواب خلال المحاولات الإسرائيلية اليائسة لإستعادة الموقع فى أطول حصار خلال الحرب .
وشهدت الندوة تقديم لمحة من ذاكرة الإنتصار العظيم قدمها اللواء / باقى ذكى يوسف أحد أبطال حرب أكتوبر وصاحب فكرة إستخدام خراطيم المياة لفتح الثغرات فى الساتر الترابى لخط بارليف ، الذى تحدث فيها عن أهمية التفكير العلمى والبحث عن الحلول والبدائل الغير تقليدية للتغلب على المشكلات والصعوبات التى يمكن أن نواجهها فى سبيل تحقيق الهدف المنشود .
وقدمت الدكتورة لميس جابر محاضرة بعنوان ” العسكرية المصرية عبر التاريخ ” أشارت فيها إلى أن روح أكتوبر لم تكن وليدة تلك الحقبة التاريخية وإنما تعود لحضارة ممتدة لأكثر من 5000 عام ظل خلالها الجيش المصرى يؤدى دوره بكل كفاءة وإقتدار لبناء الحضارة المصرية والدفاع عنها بدءاً من عصر الدولة القديمة حتى عصرنا الحديث ، كما إستعرضت مراحل تنظيم وتطور العسكرية المصرية كأول جيش نظامى عرفه التاريخ وفقاً لأسس الإدارة والقيادة العسكرية وتنظيم الجيوش وتسليحها وبناء الأسطول والمعسكرات .
وألقى السفير جمال بيومى مساعد وزير الخارجية الأسبق محاضرة تناولت ” إقتصاد الدولة خلال حرب أكتوبر ” أشار فيها إلى أن حرب أكتوبر لم تكن حرب عسكرية فقط إنما معركة سياسية وإقتصادية شاملة تمت وفقاً لتخطيط إستراتيجى متكامل لإعداد الدولة للمعركة وإعادة تخصيص الموارد والإعتمادات المالية ووضع أسبقيات وأولويات التنفيذ ، ومساهمة الدول العربية والإتحاد السوفيتى فى تقديم الدعم السياسى والإقتصادى لمصر وقواتها المسلحة فى وقت كانت تعانى فيه الدولة المصرية من أزمة إقتصادية طاحنة تعد الأصعب فى تاريخها ، مشيراً إلى أن مصر تمتلك العديد من المقومات الإقتصادية والإجتماعية والبشرية التى تؤهلها للإنطلاق بخطى واثقة نحو المستقبل وما تمثله علاقات الشراكة الإقتصادية على المستوى الإقليمى والعربى والدولى من قيمة مضافة تتيح العديد من فرص الإستثمار الذى يساهم فى دفع عجلة التنمية .
كما قدم الشاعر جمال بخيت مجموعه من القصائد الشعرية التى جسدت مسيرة الوطن طوال سنوات الحرب والبناء .
وقام الرئيس عبد الفتاح السيسى بتكريم عدد من قدامى قادة وأبطال نصر أكتوبر وأسر شهداء القوات المسلحة الذين لبوا نداء الواحب وقدموا أرواحهم دفاعاً عن مصر وشعبها ، كما قام بتكريم أسرة الشهيد / إبراهيم عبد التواب وعدد من مصابى العمليات الحربية .
وفى نهاية الندوة قدم الرئيس السيسى التعازى بأسم الشعب المصرى للدولة الروسيه حكومة وشعباً فى ضحايا حادث تحطم طائرة الركاب الروسية بوسط سيناء ، مؤكداً على عمق الروابط الإستراتيجية بين الشعبين الصديقين ، وتطابق رؤى الدولتين تجاه المواقف والتحديات التى تشهدها المنطقة ، وطالب الحضور بالوقوف دقيقة حداداً على أرواح الضحايا .
وأكد الرئيس السيسى خلال كلمته أن مصر ومنطقتنا العربية تواجه العديد من التحديات غير المسبوقة فى حماية الأمن القومى المصرى والعربى ، فى ظل ما تموج به المنطقة من مخاطر وتهديدات تستهدف أمن وإستقرار الشعوب ، مشيراً إلى الجهود والمساعى المصرية فى التنسيق والتعاون المشترك مع كافة الدول الشقيقة والصديقة من أجل التوصل إلى أنسب الحلول لمواجهة تلك التحديات على المستويين الإقليمى والدولى.
وأشاد بما تحققه قوات إنفاذ القانون من القوات المسلحة والشرطه المدنية من نتائج وجهود وطنية مخلصة خلال العمليات الأخيرة فى مناطق مكافحة النشاط الإرهابى بسيناء وتأمين حدود مصر على كافة الإتجاهات ، وتأمين الإستحقاق الدستورى الأخير لخارطة المستقبل ، مؤكدين قدرة الدولة المصرية على إقتلاع جذور التطرف والإرهاب وإستعادة البناء والإستقرار والتنمية .
حضر الندوة الفريق أول / صدقى صبحى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى ووزير الداخلية اللواء / مجدى عبد الغفار ووزير التعليم العالى والفريق / محمود حجازى رئيس أركان حرب القوات المسلحة وقادة الأفرع الرئيسية وعدد من قادة وضباط القوات المسلحة وقيادات وزارة الداخلية وعدد من الشخصيات العامة وطلبه الكليات العسكريه والجامعات المدنية .