مازال امامنا الكثير كي نتسامى بالمبادئ و الأخلاق كمبادئ و كأخلاق ، مازالت تحركنا اهواؤنا ” الحب و الكراهية ” لا المبادئ و الأخلاق .
الشعب الذي ادان انتهاك خصوصية فتاة التحرش و صب غضبه على المذيعة لا بسبب التجسس و لكن لأنه توافرت لديه ثلاث اسباب للكراهية :
١- الكراهة المسبقة للمذيعة
٢- الكراهة المسبقة لموضوع التحرش
٣- الكراهة المسبقة للتشهير بإمراءة كإمراءة و خصوصا و انهم لا يحملون لها اية ضغينة بل العكس تنال منهم كل التعاطف لما تعرضت له .
في حين ان هؤلاء انفسهم ؛ الذين راعهم تصرف المذيعة ؛ هم من صفقوا لمن قاموا بأدوار مشابهة مع فوارق بسيطة هي : ان الفاعلين في الحالات الأخرى لم يكونوا مكروهين ، و ان قضاياهم كانت تحظى بقبول جماهيري واسع فلم يعترض احد لكشف ملابسات لاحداث تسببت في الغضب الشعبي العارم ! كما ان ابطال الاحداث لم تكن لهم لدى الشعب دية .
هذا بصرف النظر عن المبدأ لانه في حالة امن الأوطان تستباح مثل هذه الإجراءات بإذن النيابة و لو اننا كنا نرى ان التحقيقات ايضا محلها النيابة فالمتهم برئ حتى تثبت ادانته و القضاء هو من يتولى الإدانة و الحكم ، و اذاعة تسجيلات و فيديوهات للناس او الإحتفاظ بها يكون في جهات رسمية بالدولة مختصة بذلك كي لا يدخل الأشخاص تحت طائلة القانون و المحاسبة .
هذه المذيعة فعلت ما فعلت متصورة نفسها جندي من جنود الوطن في حالة دفاع عن جهاز من اجهزة الدولة مستخدمة في هذه الحرب كل الأساليب و قد صور لها خيالها انها ستجد منكم كل الدعم كما سبق و وجدوه من فعلوا ايضا بدافع الحفاظ على الدولة !
الناس هي من قبلت هذا ما وافق هواهم هي التي سمحت بذلك ! و نظرا لأن المبادئ لا تتجزأ لوموا ضمائركم !