Breaking News

الاعلامي عمر أنور يكتب… “ساحر.. وفنان..ومنوم مغناطيسي..!!”

هو فنان كفيل ان يسلبك ارادتك صغيرا كنت أم كبيرا …شابا او ودعت الشباب من زمن طويل.يتلاعب بمشاعرك كيف اراد ومتي أراد يجعل منك انسانا آخر تمرح ترقص تبكي  تتفائل …تغوص ألي  سابع أرض  وبعدها بلحظات تحلق الي سابع سماء…يسيطر علي احاسيسك كيفما كنت عاشقا او كارها..هاجرا اومهجورا  محبا او لم تعرف الحب بعد.
لا أدري مهنته الاصليه هل هو ساحرا أم مسحورا….ام منوم مغناطيسي أو منوما فنان موسيقي ام فنان تشكيلي, اقتنعت بعد فتره انه كل هؤلاء جميعا ويزيد علي ذلك انه خبير عالمي في الاحجار  الكريمه وبعين الخبير يكتشف الاحجار العاديه ويصقلها بيد الخبير ليصنع منها اغلي انواع الالماس والياقوت وسائر اكرم الاحجار.
انه سابق عصره الفنان والصائغ الموسيقي بليغ حمدي, موسوعه فنيه او دائره معارف موسيقيه لم تترك لونا من الوان الغناء ألا وابدع فيها, لم يترك كلمه من كلمات اللغه الا وطوعها لألاته الموسيقيه يفرغها من معانيها اللغويه ويضفي عليها احاسيس ومعان جديده تسجل بأسمه ولحنه الي ما شاء الله .
تستطيع ولو كنت غير ملما بالموسيقي والألحان ان تميز الحانه عن بقيه الالحان مهما كان من وضعها, كلمات يصعب نطقها فما بالك بتلحينها وصياغتها في أغان. عبقري ومقتحم يفرض سطوته علي اذنيك بألحانه ويفرض نفسه علي اي فن من الفنون يتسلل اليه .
وضع اسمه بأحرف من النورالي جوار عمالقه السينيما حسين كمال وشاديه ومحمود مرسي في فيلمهم الأشهر (شيئ من الخوف) بعد ان اعتلي قمه الفيلم بموسيقاه الشجيه ولحنه الحزين واغنيته الشهيره (ياعيني علي الولد) فأصبح لا يذكر أحد عتريس وفؤاده الا ويذكر ياعيني علي الولد واستخدامه العبقري لهمهمات الكورس ليضفي هاله من الاسطوريه علي الفيلم.
وكأنه ولد عاشقا للموسيقي وراضعا لها …اتقن العزف علي العود وهو في التاسعه ودرس الموسيقي الي جانب دراسته الثانويه بأحد المعاهد الفنيه الخاصه ليكمل هوايته وعشقه للموسيقي بمعهد فؤاد الأول للموسيقي (معهد الموسيقي العربيه الآن) الي جانب دراسته للحقوق بالجامعه.
اطلق عليه الكثيرين الفنان البوهيمي حيث عاش حياته طولا وعرضا كما يقال …كان علي سجيته كطفل صغير كان يفعل ما يحلوا له في أي وقت وأي مكان. قدمه الفنان محمد فوزي الي ام كلثوم قائلا (ان الحانه ستغني اكثر من 60 سنه قدام) وقد كان والتقي بها في منزل طبيبها المعالج وطلبت من تلحين اغنيه فانتحي جانبا وجلس علي الارض ممسكا بعوده وبدأ التلحين وسط ذهول الحاضرين فما كان من ام كلثوم..(وما ادراك من هي أم كلثوم في ذلك الوقت) ماكان منها إلاان جلست علي الأرض الي جانبه في تواضع العظماء لتخرج ام كلثوم بعد اسابيع تشجونا (حب ايه اللي انت جاي تقول عليه) سنه 1960.
يحكي ان الموسيقار محمد فوزي كان مقررا له تلحين اغنيه ام كلثوم (انساك) وكان بليغ حمدي ضيفا علي محمد فوزي في منزله واستأذن فوزي بليغ لاستقبال احد ضيوفه وترك له كلمات الاغنيه يقرأها وعندما عاد فوزي بعد توديع ضيفه الي بليغ وجده قد أتم تلحين الكلمات التي اعجبته فاتصل العظيم فوزي بأم كلثوم يبلغها بأن بليغ قد قام بتلحين  الأغنيه افضل منه وتنازل عن الأغنيه لبليغ ومات دون تحقيق حلمه بالتلحين لأم كلثوم. من “تخونوه” أول الحانه لصديق عمره عبد الحليم حافظ في فيلم الوساده الخاليه..وحتي “حبيبتي من تكون” تلاعب الاثنان بمشاعرنا واحاسيسنا بدايه من (خايف مره أحب) و(سواح -وزي الهوا- وأحضان الحبيب) مرورا بوداد قلبي والهوا هوايا والتوبه  وحتي موال النهار وفدائي والمسيح وعاش اللي قال .
هو من امتعنا ايضا بحاول تفتكرني وأي دمعه حزن لاومن منا لا يؤرخ لذكريات شبابه ومراحل عمره بأغاني عبد الحليم وأم كلثوم وورده ونجاه الصغيره, هو السهل الممتنع في الحانه يصيغ اصعب الكلمات لتصبح اعزبها وأقربها الي قلبك, هو صاحب الموسيقي الراقيه والشعبيه والشرقيه المتغربه والغربيه المتشرقنه هو صاحب الالحان الدينيه من النقشبندي (مولاي اني بابك)وهوصاحب علي الربابه باغني لورده  امتعنا بسيره الحب لأم كلثوم وحب ايه وظلمنا الحب والحب كله وفات الميعاد وإنا فدائيون..وبعيد عنك…
من الشعبي والتراثي والديني والوطني والعاطفي وبين السينما والتليفزيون والمسرح والاذاعه ومن مسلسل بوابه الحلواني الي موسيقي فيلم ابناء الصمت ومن عدي النهار الي عالرمله لمحمد رشدي وخليك هنا لورده الي الحنه واخر ليله وأسمراني اللون  وياحبيبتي يامصر وخدني معاك لشاديه, ومن سكه العاشقين والطير المسافر وانا باستناك لنجاه الصغيره, ومن العيون السود لورده الي عبد الحليم مداح القمر ومن يابهيه وخبريني اجمل ما غني محمد العزبي وحتي لم يرحم احمد عدويه فلحن له ياختي اسملتين.
كان يقطر دمه الحانا علي مدي الامه العربيه من ورده الجزائريه التي أحبها وصعد معها لأقصي واجمل الحانه الي محمد عبده وطلال مداح  بالسعوديه مرورا بعزيزه جلال المغربيه ولطيفه التونسيه وصباح اللبنانيه وفايزه احمد السوريه وسائر البلاد العربيه ….كان وحده جامعه عربيه حقيقيه لا وهميه كما هي بحق جامعتنا العربيه.
ومع كثره وعظمه الحانه.. قد لا تجد جمله موسيقيه واحده مكرره لديه وفي اوقات كثيره تصورنا انه قد وصل بأبداعه الي قمته يفاجئك بليغ حمدي بتوهج وابداع جديد يسبق به العصر وتتذوقه من جديد ولو بعد ستون عاما كما قال الموسيقار محمد فوزي عن الحانه في بدايات شهرته.
رحمه الله بقدر ما اسعدنا وادهشنا وابكانا ووضع البسمات والتنهيدات علي شفاهنا . رحمه الله نبعا للأحاسيس المرهفه والالحان البسيطه الجميله التي تتسلل للقلوب دون سابق استئذان او ميعاد. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *