صرخة قلم…
*** كشف لي المطرب إيمان البحر درويش عن حقيقة هامة وهو أن النشيد الوطني للبلاد “بلادي.. بلادي لك حبي وفؤادي” لم يكن الموسيقار محمد عبدالوهاب – كما يردد البعض – هو الذي رشحه للرئيس السادات ليكون هو النشيد الوطني للبلاد.
*** لأن عبدالوهاب كان كارها لسيد درويش صاحب النشيد ويتهمه بأنه حشاش وعندما سألوه لو عاش سيد درويش كان هيعمل ايه قال: هيعيش علي الحشيش.. ولهذا السبب وقتها رفع ابنه محمد البحر قضية علي عبدالوهاب وكانت أول قضية من نوعها.
*** والقصة الحقيقية وراء اختيار السادات نشيد فنان الشعب سيد درويش عام 1979 ليكون نشيدا للبلاد هو الشعب نفسه حيث كان السادات وقبله الزعيم جمال عبدالناصر عندما يذهبان لأي مكان لايستقبلهما الجمهور إلا ببلادي.. بلادي رغم ان النشيد الوطني وقتها كان “والله زمان يا سلاحي” للموسيقار كمال الطويل كلمات الشاعر صلاح جاهين.
*** وعلي هذا الأساس اختار السادات بلادي.. بلادي.. ونظرا لمكانة عبدالوهاب الفنية وقتها حيث كان علي قمة الهرم الغنائي وله من الأعمال ما يستحق التكريم فجاء تكريم السادات له أن يقود النشيد وكتب عليه توزيع محمد عبدالوهاب كنوع من التكريم له مع أنه من المعروف ان عبدالوهاب لا يوزع حتي أغانيه وكل ما فعله انه اقترح أن يبطأ النشيد ليزداد وقارا مع أن الأناشيد الوطنية يجب أن يكون فيها الحماس.
*** وفي النهاية سيد درويش عندما يذكر فهو فنان الشعب وقال عنه السنباطي لا يلقب بموسيقار إلا سيد درويش فكلنا نلعب في فناه.. وعبدالوهاب موسيقار الأجيال.. ومطرب الملوك والأمراء وقد نجحت الناس وقتها في زرع الفتنة بينهما.
*** الغريب ان نشيد بلادي ألحان الموسيقار سيد درويش والذي يردده التلاميذ يوميا بجميع المدارس لا يعرف الطلبة من هو مؤلفه وهو الشاعر الكبير الراحل محمد يونس القاضي وبعض كلمات النشيد مأخوذة من خطبة مشهورة للزعيم مصطفي كامل.
*** وهنا أشيد بخطوة مكتبة الإسكندرية في توثيق تلك الأعمال الخالدة ضمن ذاكرة مصر من خلال اتفاقها مع جمعية المؤلفين والملحنين.
*** فالمبدع الحقيقي والجندي المجهول دائما هو المؤلف والملحن ويجني المطرب ثمرة نجاحهما لتسلط عليه الأضواء.
صرخة تفاؤل
*** لا أعرف السر وراء الهجوم علي راديو النيل والحملة علي الإعلامي ماهر عبدالعزيز رئيس مجلس إدارتها فالشركة حققت إيرادات وانفرادات إذاعية علي المستوي المهني وماهر عبدالعزيز إعلامي صاحب تاريخ ويكفي انه كان مدير عام راديو مصر في فترة من أصعب الفترات عامي 2012 و2013 لدرجة ان الإعلامي الكبير إبراهيم الصياد تناوله في كتابه “اللحظات الحاسمة شهادة من قلب ماسبيرو” وقبلها كان مسئولا عن المندوبين والمراسلين عام 2011 في فترة صعبة أيضا وأدار وقتها الأمور بحكمة وعقل والتقي مع العديد من المشاهير منهم نيلسون مانديلا وياسر عرفات وعمر الشريف وغيرهم كثير فهو صاحب تاريخ وإداري ناجح فتحية لهذا الرجل الذي يعمل في صمت بعيدا عن أي ضجيج إعلامي.