أخبار عاجلة

تامر جلهوم. يكتب.. “نعيب زماننا…!!”

يقول المتنبى وإذا كان النفوس كبارا ..تعبت فى مرادها اﻷجسام.
فعندما نتحدث عن الزمان نجد مايرمون أخطائهم على الزمان ثم يرددون الزمن قد تغير, عفوا فالزمن لم يتغير إنما القلوب واﻷخلاق والمبادئ هى التى تغيرت فلا تشكو الزمان فليس العيب فيه وإنما العيب فيمن يعيشون فيه فقدسادت ملامح الزمن كثيرا فالجدران التى كنا نلطخها بالطباشير والفحم بالفرح والمرح أمست تلطخ بالدم والحزن..!!.وأصبحنا نطلق على قوم لوط(جنس ثالث) والمتشبهات من النساء بالرجال واللاتى لعنهن الله نطلق عليهن (بويات).ونتعامل مع الكبائر على أنها (حالات نفسية )ونستهلك الكثير من وقتنا فى حوارات مقرفة مع (بويات) و(جنس ثالث) ومدمن خمر ومخدرات ..!!.واﻷغرب من ذلك تجد علماء نفس وإجتماع يناقشون ويحللون…!
عفوا ماذا تناقشون ؟!.
أبناء يمارسون العقوق بأبشع صورة ونقول أسباب نفسية ..!
فتيات يمتهن الدعارة ….ونقول أيضا أسباب نفسية ..!
وكأن الحالة النفسية شماعة زمن بشع..!
فعندما أتذكر طفولتنا كانت لعبة اﻷلوان وكراسة الرسم مابعدها متعة فالرسم كان بمثابة (الكمبيوتر والنت والبليستيشن)وفى طفولتنا كانت القنوات التليفزيونية مدرسة من مدارس الحياة وكانت هناك ثوابت إذاعية ﻻ تتغير بها كان البث التليفزيونى يبدأ ب(السلام الوطنى) ثم (القرآن الكريم) ويليه (الحديث الشريف) ثم أفلام الكرتون التى كنا نطلق عليها (رسوم متحركة) ثم المسلسلات العربية المحترمة والتى كان ﻻيصلينا منها إلا الصالح ﻷن رقابة التليفزيون فى ذلك الوقت كانت ﻻتتجاوز الخطوط الحمراء وكانت تحمل فى أجندتها ماتحرص على إحترامة بدءا بالدين وإنتهاءا بالعادات والتقاليد فكانت مشاهد (العرى)تحذف ومشاهد (الرقص)تحذف ومشاهد(القبل)تحذف و(اﻷلفاظ البذيئة )تحذف وكان وقت اﻵذان مقدس فماتبقى اﻵن من إعلام ذلك الزمان؟إلا إعلام العار..!يتمثل فى مشاهدرقص وعرى وإعلانات مخجله بدءا ب(مزيلات الشعر )و(قرص الجنس) وإنتهاء ب(الفوط الصحية )ومذيعات كاسيات عاريات..!.فأما تكون المذيعة (رجل)تناقش وتحاور فى المواضيع السياسية والرياضية بحدة وأما أن تكون (دمية )تتراقص وتتمايل بملابس أقرب ماتكون لملابس النوم والتحدث عن اﻹبحات بدون خجل أوحياء لينهار من جبال اﻷخلاق ماينهار..!.إلامن رحم ربى ..!
نهيك عن المسلسلات التركية وآخر أنواع المخدرات التى صدرت للوطن العربى فﻻعادات تتناسب مع عادتنا ولاتقاليدنا ولامفاهيم يتقبلها ديننا فﻻيكاد يخلو مسلسل تركى من إمرأة حامل تحمل فى أحشائها بذرة حرام وتتابع المسلسل والبذرة تكبر..!.
ونحن نتعاطف مع المرأة ﻷنها بطلة المسلسل التى يجب أن نعيش حكايتها الحزينة ونترقب اﻷحداث بلهفه عظيمة ونتحاور ونتناقش هل ستعود إليه اﻷم أم ﻻ..!.
متجاهلين أنها زانية تحمل فى بطنها سفح ضاربين بعرض الحائط كل القيم التى تربينا عليها فمسلسل واحدكفيل بأن ينسف بنا من اﻷخلاق الكثير..!
وأصبح التناقض يسرى مسري الدم ففى الوقت الذى نربى فيه فلذاتنا على الفضيلة واﻷخﻻق ننسف هذه الفضيلة وهذه اﻷخلاق أمامهم فى جلسة واحدة لمتابعة مسلسل تركى بطلته حامل من صديقها البطل ونحن نصفق ونشجع ونتعاطف ونبكى وننتظر وﻻدتها بفارغ الصبر…!.
ترى عزيزى القارئ بأننا أصبحنا نعيش فى زمن اللى أختشوا ماتوا..!!.
وعندما نتحدث عن الماضى اﻷجمل ..!.
كان ابن الخامسة عشر يحمل السيف ويفتح البلدان ويتحدى البحر والصعاب فى زمن الغوص من أجل لقمه العيش فاليوم أصبح ابن الخامسة عشر فى زماننا مراهق يمر بمرحلة خطرة ولابد من مراعاة مشاعرة ولابد من اﻹنتباه إليه وتتبعه خطواته حتى ﻻيزال وإن أخطأ فهو (حدث) وﻻيعاقبه القانون وابنه الخامسة عشر كانت فى الماضى زوجة صالحة وأم على مستوى عال من المسؤولية وأصبح زواج أبنه الخامسة عشر اﻵن فعل يقترب من الجريمة فهى طفلة ﻻتتحمل مسؤولية نفسها وقراراتها خاطئة ومشاعرها مجرد نزوة مؤقته تتغير حين تصل لمرحلة البلوغ..!
أبنه الخامسة عشر فى الماضى كانت أم تربى أجيال وأبنه الخامسة عشر فى الحاضر مراهقة وإن لم نسخر حواسنا الخمسة فى مراقبتها ضاعت ..!. ترى لماذا لم يراهق شباب الزمن الماضى وفتياته ؟
هل المراهقة مرحلة من إختراعنا نحن؟هل نحن من أوجدها وألصقناها فى زماننا ؟؟!!.
وفى النهاية لايسعنى غير أن أقول دعونا نقف لنفكر فى مستقبل وطننا ونفكر كيف ننتقل به من مكان ﻵخر بدون النظر إلى مكاسب ضيقة وأفكار عفا عليها الزمان فالوطن ﻻيمكن أن ينتقل من مكان ﻵخر أكثر رحابه وسعه بدون أن تتجسد إرادة الجميع لتحقيق ذلك وبدون أن نشكل حالة تصالح مع الذات بعيدا عن حاﻻت إنفصام الشخصية التى يعيشها البعض أخيرا
ويقول اﻹمام الشافعى نعيب زماننا والعيب فينا 
وما لزماننا عيب سوانا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *