جريدة أحوال مصر
بعد ما كشفه الامين العام للمجلس الاعلى للصحافة من تدابير خفية لتصفية وتقليص العمالة فى الصحف القومية بادعاء ان الركود اصاب المهنة ، وان الدولة يجب ان ترفع يدها عن المؤسسات لتعتمد على مواردها الذاتية ، ثم طعن فى كفاءة ومهنية من يديرون هذه الصحف قائلا “عدد محررى الصحف القومية اكبر من عدد قرائها “!!..بالطبع هذا هراء وكلام غير علمى،كما انه كذب وافتراء على كفاءات شابة تدير الصحف القومية .
لا اعتقد ان المجلس الاعلى للصحافة اهتم بازمة المؤسسات الصحفية ، بل انه لم يشكل فرق انقاذ لدراسة الازمة ووضع الحلول لها ، وليس فى اعضائه ، مع كل الاحترام لشخوصهم ، الكفاءة الادارية التى تستطيع تقديم الحلول ، المؤسسات خاسرة وتعتمد على الحكومة هذه حقيقة بدأت منذ اكثر من اربعين عاما ، تراكمت الخسائر ، وازدادت الديون ، لكن الصحف القومية لازالت محمية من الرئيس والحكومة ، وعندما يفكر مسئول فى الحل يجب اولا اسقاط الديون والتى تزيد على خمسة عشر مليار جنيه بحسب تقديرات المجلس الاعلى للصحافة نفسه ، كنت اود ان يتحدث الامين عن المرتبات الشهرية التى تصرف من الخزينة العامة للدولة شهرياللمجلس الاعلى ولمؤسسات لا تملك سداد مرتباتها مثل دار الهلال وروزاليوسف والمعارف والجمهورية ، اضافة الى ما تحصل عليه مؤسسات الشمال ( الاهرام واخبار اليوم ) من قروض شبه معدومة ومنح لا ترد .
يجب ان يعلم المجلس الاعلى للصحافة انه فشل فى حل الازمة المالية والاقتصادية للصحف القومية ، وليس العيب فى شخوص رؤساء واعضاء مجالس الادارة والتحرير وعلى الحكومة ان تلجأ الى علماء الادارة والاقتصاد والمحاسبة لاعادة هيكلة هذه المؤسسات دون اللجوء لاسهل الحلول بتسريح العمالة ، مثلما فعل عاطف عبيد فى القطاع العام وصلاح دياب وهشام قاسم واكمل قرطام فى الصحافة الخاصة ، ويريد امين عام المجلس الاعلى للصحافة ان يفعل فى الصحف القومية ، لقد انتهى عصر ادارة المهنة بفكر العواجيز ، ولنعطى الفرصة للشباب ليديروا صحفهم دون وصاية المجلس الاعلى الذى يشوبه البطلان .!
