نعم فان الشراكة المصرية الصينية وما شهده الزعيمان المصري والصيني اليوم من توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم شملت معظم المجالات الاستثمارية والثقافية والاجتماعية, تعد بمثابة ضربة قاضية لدعوات التأمر والتخريب التي أطلقها من لا يريدون الخير لهذا الوطن, ويعلمون علم اليقين أن المارد المصري اذا انطلق فلن يستطيع أحد ايقافه وأن انطلاقته ستغير الخريطة السياسية والاقتصادية للعالم بأكمله.
ليس هذا يا سادة ضربا من الخيال أو المبالغة ولكن المتأمل والمتعمق في تحليل الآحداث وما شهدته الكنانة من مؤامرات وأزمات وتكالب عالمي لاعاقة مسيرتها منذ 25يناير2011 وحتي الآن سيدرك تمام الادراك أهمية مصر وتأثيرها الاقليمي والدولي, فمصر انتقلت من سياسة الصداقة والتقارب الي سياسة التعاون والشراكة, وأكبر دليل علي ذلك ما شهدناه اليوم وشهده العالم كله من شراكة حقيقية مع أحد أهم النمور الآسيوية الصاعد بقوة الصاروخ وهو النمر الصيني الذي وضع نفسه كأحد المتحكمين الرئيسيين في خريظة العالم الاقتصادية وأصبح منافسا لقواه العطمي بما حققه من طفرة جعلت منتجاته تغزوا أسواق العالم بأكمله.
والآهم أن هذه الشراكة تعد انجازا كبيرا للادارة السياسية, بتوجهاتها الجديدة فبرغم ما تم تصديره لها من أزمات داخلية وخارجية ومناخ في غاية الخطورة, أثبتت أنها ادارة تستحق أن تقود سفينة الكنانة وسط تلك الآمواج المتلاطمة والرياح العاتية التي تحاول اعاقتها, فبعد أن ظلت مصر لسنوات سوقا مستهلكا وخانعا للمنتجات الصينية حتي الرديء منها لدرجة أنها دمرت بعض الصناعات الاستراتيجية وساهمت في حالة من الركود الاقتصادي, جاءت هذه الشراكة لتنقل مصر من خانة المفعول به الي الفاعل المؤثر, فقد تم اليوم توقيع 21 اتفاقية ومذكرة تفاهم جاء في مقدمتها ” تنفيذ مشروع القطار المكهرب الذي سيربط بين القاهرة والعاصمة الادارية الجديدة مرورا بمدن العبور والشروق والعاشر من رمضان, وكذلك عدد من الاتفاقيات خاصة بمشروعات استثمارية بمحور قناة السويس, وطريق الحرير, اضافة الي عدد كبير من مذاكرات التفاهم والاتفاقيات في مجال الطيران المدني والاسكان والصحة والثقافة والاعلام والتعاون الدولي والبيئة الخ…”, الآمر الذي سيقفز بالاقتصاد المصري قفزة نوعية تؤهله لآن يكون اقتصاد صاعد ومنافس في السنوات القادمة, الي جانب ما سوف يستوعبه من أيدي عاملة.
وهنا لابد أن نؤكد أن الرد علي دعوات التأمر والتخريب جاء ردا عمليا, لآن أهم سلاح استخدمه اللوبي العالمي الذي حاول اعاقة المارد المصري خلال الفترة الماضية الي جانب صناعة الآزمات هو زعزعة الثقة في الادارة السياسية وتصويرها علي أنها ادارة مرتعشة وغير قادرة علي التعامل مع الآزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تعاني منها مصر, ولكن ما حققته مصر من انجازات داخلية وخارجية منذ تولي الرئيس السيسي مقاليد الآمور وحتي الآن كان صادما لهؤلاء المتأمرين وجعلهم يدركون يوما بعد يوم أنهم ينعاملون مع ادارة تمتلك من الحنكة والدهاء السياسي ما يؤهلها للتصدي لمخططاتهم, فلم ينجحوا في ضرب التحالف المصري الروسي رغم تصدير أزمة الطائرة الروسية, بل وفشلت مخططاتهم في اعاقة عودة مصر لقيادة اقليمها العربي, والآن يستميتون في تصدير أزمة المياة من خلال “سد النهضة” الاثيوبي, اضافة الي اشعال الحدود المصرية, ولكن يوما بعد يوم يصابون بخيبة أمل فيحاولون استخدام خططهم البديلة, لكن ستبقي الكنانة دائما محفوظة باذن الله.
فاللهم اضرب الظالمين بالظالمين وأهلك المتأمرين ورد كيدهم في نحورهم….