قال سفير كوريا الجنوبية لدى مصر، جونج كوانج- كيون، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى بلاده الأسبوع المقبل ستضيف زخما كبيرا للعلاقات الإستراتيجية بين مصر وكوريا وستنقل التعاون بين البلدين إلى مستوى جديد.
وأضاف السفير- في بيان صحفي له اليوم- أن الزيارة التي تعد الأولى لرئيس مصري منذ 17 عاما، ستشهد توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مجالات التجارة والصناعة والتعليم وتنمية الموارد البشرية والنقل وتطوير الموانيء.
وأعرب كوانج -كيون عن يقينه بأن الزيارة ستعمل على جذب انتباه المستثمرين الكوريين إلى السوق المصرية، واصفا الزيارة بأنها “ستكون بمثابة نقطة تحول تدشن مرحلة جديدة من التعاون بين كوريا ومصر في السنوات المقبلة”.
وأشار السفير إلى أن الاستثمارات الكورية في مصر تشهد إتجاها تصاعديا منذ عام 2013 وارتفعت بنسبة 64% عام 2015 وتتركز معظمها في مجالات الإلكترونيات والمنسوجات والبتروكيماويات، مضيفا أن شركتين من كبريات الشركات الكورية في مجال الإلكترونيات لها مصانع في مصر وتوظف حوالي 4700 مصري.
وتابع: “إن مصر تمهد طريقها لتحقيق معجزة اقتصادية شبيهة بالمعجزة الكورية التي نهضت من انقاض ويلات الحرب ومحنة تقسيم البلاد إلى مرحلة التصنيع والديموقراطية خلال 50 عاما فقط، ومن هذا المنطلق فإن كوريا على استعداد كامل لتكون شريكا فعالا لمصر”.
وأضاف، أن وكالة كوريا للتعاون (كويكا) في القاهرة تهدف لدعم التنمية في مصر من خلال برامج للزمالة وإيفاد خبراء إلى مصر، ومنذ عام 1998 وحتى عام 2015 قدمت الوكالة دعما إلى مصر بقيمة 60 مليون دولار تركزت في مجالات التعليم وتطوير الموارد البشرية.
وأشاد السفير الكوري، بنجاح مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري، الذي عقد في مارس العام الماضي، في جذب المستثمرين الأجانب، بما في ذلك المستثمرين الكوريين، خاصة بعد الكشف عن رؤية مصر للتنمية المستدامة وخطة الإصلاح الاقتصادي وإطلاق مشروع العاصمة الإدارية الجديدة ومشروع تنمية محور قناة السويس الطموح.
وأضاف: أن تلك المقومات العظيمة جعلت من مصر مركزا لاهتمام العالم أجمع من ضمنها الشركات الكورية، ومع تنفيذ مبادرات الحكومة المصرية لتحسين بيئة الاستثمار فإنني على يقين أن ذلك سيشكل دفعة كبيرة للاستثمارات ومزيد من الشراكة المثمرة مع الشركات الكورية.
وفي مجال التعليم، قال كوانج-كيون، إن مصر وكوريا تبحثان سبل إنشاء جامعة فنية مصرية كورية بهدف تخريج فنيين على قدر كبير من الكفاءة، مضيفا أن كوريا أنشأت أربعة مراكز للتدريب المهني للسيارات في القاهرة والإسكندرية وكفر الزيات حيت دربت وأهلت 6400 مهندس، بالإضافة إلى تأسيس مجمعا للتعليم الفني المتكامل بالقاهرة بتكلفة تصل إلى مليون دولار.
وعلى الجانب الثقافي، قال السفير إن كوريا افتتحت المركز الثقافي الكوري بالقاهرة عام 2014 وهو الأول من نوعه في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، “وهو ما يمثل إعترافا واضحا من الحكومة الكورية أن مصر بلد رئيسي في المنطقة من المنظور الثقافي”، مضيفا (باللغة العربية) :”مصر أم الدنيا” والتي تعني أن مصر هي مهد الحضارة العريقة والتي تقاسمتها مع العالم.
وأشار السفير إلى أن المركز نظم أكثر من 70 فعالية ثقافية في معظم المحافظات احتفالا بمرور 20 عاما على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، “ويبذل المركز الثقافي جهودا كبيرة لتعزيز علاقات الصداقة مع الشعب المصري تحت شعار (نافذة التبادل الثقافي)”.
وعن العلاقات الدبلوماسية، أكد كوانج-كيون أن مصر وكوريا تتمتعان بعلاقات قوية ومزدهرة “والتى من شأنها أن تساعد على تطوير علاقات الصداقة والتعاون”، مضيفا أن العام المنصرم شهد احتفال البلدين بالذكرى الـ20 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية، “وبذلك تكون العلاقات الثنائية قد وصلت الى مرحلة النضوج، وأعتقد أننا سوف نصل بهذه العلاقات إلى مرحلة أكثر نضجا وحيوية”.
ولفت السفير إلى أن الرئيس السيسي التقى الرئيسة الكورية، بارك جيون هاي، على هامش اجتماعات الجمعية العمة للأمم المتحدة بنيويورك عام 2014، ثم زار رئيس وزراء كوريا مصر في العام ذاته لمناقشة سبل دعم العلاقات الثنائية، كما زار وزير الخارجية المصري، سامح شكري، كوريا في نوفمبر الماضي، تبعها اجتماعا بين وزيرا خارجية البلدين في ميونخ في شهر فبراير الجاري.
وأكد الدبلوماسي الكوري تطلع بلاده إلى تعزيز العلاقات بين البلدين “فكوريا تثمن دور مصر كشريك رئيسي انطلاقا من دور مصر في المنطقة وخارجها”، معربا عن ثقته أن هذا العام سيشهد مرحلة جديدة من التعاون بين القاهرة وسول،قائلا : “أنا على يقين أن شراكتنا ستنمو بشكل أكبر، وأعتقد أننا سنشهد علاقات تعاون أقوى وعلى نطاق أشمل مما سيؤدي إلى ازدهار واستقرار مشترك”.
وأعرب السفير عن استعداد كوريا للتعاون مع “رؤية مصر العظيمة وفتح آفاق جديدة في جميع المجالات”، لافتا أنه مع اكتمال خارطة الطريق السياسية تكون مصر على أهبة الاستعداد للانطلاق نحو بناء “مصر الجديدة” وهي تجربة تنموية مشابهة لتلك التي مرت بها كوريا.
تأتي زيارة الرئيس السيسي لكوريا الجنوبية ضمن جولة آسيوية مرتقبة تشمل كازاخستان، واليابان وكوريا، وتهدف الجولة إلى تعزيز أواصر التعاون مع الدول الثلاث في مجالات الاقتصاد الزراعة والنقل والبنية التحتية والتعليم.