بعد ما وصل اليه المشهد المصري, الي ما يشبه المسرحية الهزلية, وتحولت منابرنا الاعلامية الي خشبة مسرح تقدم وصلات من الردح والانحطاط والتدني الاخلاقي, من خلال مجموعة ممن تقدموا المشهد وأصبحوا أبطالا لتلك المسرحيات الهزلية المنحطة التي تعدت كل الخطوط الحمراء, وخرجت عن مجرد مايسمي بالانحراف عن مباديء الاعلام ومعاييره وأخلاقياته, الي تهديد سافر ومباشر للآمن القومي المصري.
والآمر هنا يجعلنا نتسأل: هل هؤلاء مجرد نتاج طبيعي لمرحلة السيولة التي تعيشها مصر منذ 25يناير..؟!!, وهل الدولة عاجزة بكل مؤسساتها عن التصدي لتلك المهازل..؟!!
والسؤال الآهم كيف يحدث هذا ومصر ذاخرة بالقامات الاعلامية الوطنية التي يجب أن تتقدم الصفوف ولديها من الخبرة والحنكة والحكمة ما يمكنها من التصدي لهذا المشهد العبثي وانقاذ مصر من مجموعة المنتعين والخونة وأصحاب الآجندات, واستعادت الريادة الاعلامية المصرية.
والحديث هنا يا سادة.. عن الاعلام لما يمثله من خطورة باتت تهدد انطلاقة سفينة الكنانة نحو مستقبل مشرق لها ولآمتها العربية, رغم ما يبذله الرئيس السيسي وحيدا من جهود لقيادة دفتها وسط هذه الآمواج المتلاطمة والعواصف العاتية.
ورسالتي هنا أوجهها للرموز الوطنية من الاعلاميين وغيرهم.. الوضع بات خطير.. فلا تتركوا الرجل وحيدا يحارب بمفرده نتاج ستون عاما من الفساد والخيانة التي أصابت مقومات مصر السياسية والاقتصادية والاجتماعية والآخلاقية, بل وأخطر ما خلفته حالة تجريف الوعي التي أنتجت لنا كل تلك الظواهر السلبية, وبات المجتمع صيدا سهلا يمكن استهداف فكره ووعيه من خلال الرسائل السلبية الممنهجة والمخططة بدقة من المتأمرين علي الكنانة والذين يدفعون بكل امكانياتهم للتصدي وايقاف مسيرة انطلاق المارد المصري.
وأخطر ما يستخدمه اللوبي الصهيوأمريكي لتحقيق ذلك, هو الاعلام الموجه لبث حالة من عدم الثقة تجاه النظام السياسي ومؤسسات دعم الآمن القومي المصري, والمحزن أن اعلامنا الداخلي بدلا من أن يستشعر الخطر علي وطنه ويحاول توحيد جهوده لانتاج رسالة اعلامية تكون بمثابة حائط الصد الآول لتلك المحاولات وتحفز الطاقات الايجابية وتكون رأي عام يدعم تحولنا الديمقراطي, صارت تلك الآبواق في ركاب المؤامرة, وتحولت منابرنا الاعلامية الي ما يشبه مصاطب الردح والعهر الاعلامي, اما عن جهل أو عن عمد, فصدرت تلك المنابر حالة من الاحباط داخل المجتمع, من خلال محتوي هابط يتلاعب بالغرائز والشهوات, واثارة قضايا هامشية وخلق جدل عقيم لا معني في أخطر مراحل الكنانة التاريخية.
لهذا كانت دعوتنا “لانقاذ الاعلام المصري” لآنه بمثابة “انقاذ للوطن”, وأطلقنا من أجل ذلك دعوة لكل وطني غيور علي وطنه ويجد في نفسه القدرة علي فعل شيء ايجابي أن لايتخازل أو يتواري, مهما كانت حجته أو أسبابه, لآن التخلي عن الوطن في هذه المرحلة الخطيرة, ليس مجرد خزلان بل هو خيانة.
والمفاجأة التي تبعث علي الآمل في غد مشرق, هو أن فور اطلاق تلك المبادرة, كان رد الفعل غير متوقع وأقوي مما كنا نتخيل, الآمر الذي يؤكد أن كنانة الله في أرضه لم تنضب بعد المخلصين والوطنييون المستعدون للدفاع عنها في أي وقت..
فاللهم احفظ مصر وشعبها ورد عنها كيد الكائدين ومكر الماكرين..