ما يجري حاليا علي الشاشات وصفحات الصحف من شطحات وفزلكات وإيغال في السير عكس التيار ومحاولات ضرب أخلاقيات الشعب المصري مرة بدعوي محاربة التطرف والإرهاب وأخري بدعوي حرية الإعلام فيوقعون بين الدولة ومحيطها الحيوي من جيران في المنطقة العربية ، ومرة بدعوي تطوير الخطاب الديني فينطلق شاب بحماسة بحيري محطما قواعد كثيرة بدعوي أن الرجل يطور ويجدد وان شتائمه للعلماء الكبار مجرد حماس وطيش وعلينا ان نكرمه ونرفعه الي مصاف العقاد وطه حسين وهو الطائش الأسير لمقولات القس زكريا بطرس التي يرددها علي قناة الحياة ليل نهار ..!!
ومرة بدعوي حرية الإبداع فينشر احمد ناجي علي صفحات صحيفة أدبية مملوكة للدولة وبأموال المصريين كلاما قبيحا شديد السقوط والتردي ولم يستطع المدافعون عنه ـ خجلا ـ قراءة بضع سطور أمام المحكمة ولا علي الهواء في قناة النيل الثقافية .
والحاصل أن النخبة المصرية انقسمت الي ( فسطاطين كما يقول بن لادن ) .. ، فسطاط يرفع لواء حرية الإبداع والتعبير والإعلام .. ، وفسطاط يقول للحرية حدود .. الفسطاط الأول يتهم الثاني بالرجعية والتخلف والاخونة والسلفنة . والفسطاط الثاني يتهم الأول بالفوضي غير الخلاقة والعبث بالأخلاق والقيم وكلاهما يحرض السلطة ضد الآخر وكلاهما يدعي امتلاك الحقيقة .. ما يزيد الأمر تعقيدا ويزيد المواطن العادي حيرة علي حيرة ويشغل وقتا ثمينا من وقت صناع القرار ..!
وقد قرأت مندهشا بيانا لمجموعة من ( المثقفين ) يدين حبس المدعو احمد ناجي لمدة عامين لنشره فصلا من رواية ( بورنو ) في جريدة أدبية وكانت تهمته خدش الحياء العام وقد أحزنني أن سلماوي شهد في المحكمة بان الرواية قطعة أدبية فطلبت المحكمة منه أن يقرأ صفحة فلم يستطع وطلب سمير صبري المحامي من حزين عمر المدافع عن ناجي علي الهواء في قناة النيل الثقافية أن يقرأ صفحة من الرواية لم يستطع لفجورها وفجاجتها وسقوطها وتهافت لغتها .. كيف تسني لمن يدعون الفكر والأدب ان يدافعوا عن كلام ساقط تحت مسمي ان الرواية عمل إبداعي لا شأن للمحاكم به وان من يحاكم المبدع هو الناقد ؟؟
نعم .. قلنا من قبل نحن معكم في مقولات لا يحاكم العمل الأدبي إلا ناقد محنك مكتملة أدواته وذائقته ذلك حين يكون العمل منتميا للإبداع ، أما إذا كان المنشور ( قلة أدب وهرطقات فارغة ) كيف نجعل منه أدبا ونحاكمه كما نحاكم الأدب الأصيل ؟؟
ولهذا نحن ضد حبس أشباه الأدباء وأنصاف المثقفين لأن حبسهم يصنع منهم أبطالا ويمنحهم شرفا لا يستحقونه !!
ورغم أنني من أوائل من هاجم إسلام بحيري علي صفحات روزا اليوسف وكشفت عن مقولاته المأخوذة حرفيا من القس زكريا بطرس وبعض المستشرقين إلا أنني ضد حبسه وضد مصادرة أية مطبوعة ولهذا رددنا عليه بالحجة والبرهان وقلنا انه لا فضل له فيما بث من سموم في برنامجه وجل ما قاله دل علي جهل بعلوم القران وعلوم السنة وعلوم اللغة وقلت إن الرجل بحاجة إلي المعرفة والي الإفهام فقد ولج بحرا عميقا قبل أن يتعلم السباحة .
لا بد من مواجهة ضلالات وأفك هؤلاء الناس.. بالفكر والتنوير والمجادلة ، أما الحبس والإغلاق والمصادرة فهو يسئ للدولة ويصنع من أنصاف المثقفين أبطالا وينشط دكاكين حقوق الإنسان ويؤلب المجتمع الدولي ويعطي المتربصين بمصر فرصة للتضييق والازعاج في وقت أحوج ما نكون فيه إلي دعم دولي في معركتنا ضد سد النهضة وضد ما يحاك لهذا الوطن من مؤامرات.