وانت هنالك بين ربوع الرضا والسلام
تطلين كالقمر المتحجب من فرط تقوى وضاءته بالغمام
تطلين كالنجمة المتواضعة اللمعان
ولكنها تتحدى برغم تواضعها كبرياء الظلام
تطلين دندنة تتردد فى جنباتى
وابحث عن مصدر النغمات
فألمح فى الافق طيف بيانو وهيئة عازفة
والعصافير تنصت من حولها باهتمام
تطلين من عتبات السماء
سحابا خفيضا خفيف البياض
تجلى ..فها هو وجهك
نفس الملامح حين تطالعنى بابتسام
تطلين والفجر مبتهل
ومياه الوضوء التقية تقطر من مرفقيه واى من الذكر
تفتح بستانها القدسي امام الانام
تطلين والشمس تجمع حبات سبحتها فى المساء
وتشرع فى غمس تمرتها باناء الغروب لكسر الصيام
تطلين من كوة فى الفراغ الملئ بما لا نراه
وما ليس نسمع عنه وما لم نفكر به من نظام
ومثل الشهاب تزيحين اضلاف شباكك الشفقي
المشرب بالارجوان المطعم بالعاج فى رقة واحتشام
ومثل الشهاب تمدين كفك نحوى شعاعا عجولا من النور مكتسيا بنسيج من الفل والياسمين
اقبل كفك ثم قرير العيون انام
وحين انام اراك..اجل تجلسين امامى
كأنك لم ترحلى ابدا
وكأن الذى كان اضغاث حلم وحطت على القلب مثل الرخام
كأنك كنت مسافرة فى الليالى وعدت
كأنك كنت مخاصمة لى ببعض الشئون
وسامحتنى بعد ذاك الخصام
كأنك كنت تريدين تربيتى من جديد
فعاقبتنى بالغياب
وعدت اذا ما تأكدت انى تربيت جدا وشأنى استقام
بعدت..وعدت
لأنك موقنة اننى فى بعادك امسى مريضا
وعلم انك تخشين حتى علي الزكام
فمن هو بعدك يا ام يخشى علي
ومن هو بعدك ينصحنى ان احاذر فى مثل سنى انا
من عبور الطريق
فكل امورى لديك امور جسام
بعدت وحين رأيت من البعد حزنى
صعبت عليك..فعدت..وها انت دونى
كما كنت جالسة فوق نفس السرير الذى زعموا
ان فيه احتضرت وغشاك حاشاك موت زؤام
اراك كما انت امى التى لم
تزل ملء حضني وما زلت ذاك الرضيع الذى لم يصل
بعد سن الفطام