أخبار عاجلة

أمنية قاسم تكتب.. “المشاعر فى عصر التكنولوجيا..!”

المشاعر الإنسانية هى من ضمن مجموعة من المميزات التى تميز الانسان، تختلف المشاعر و طريقة التعبير من شخص لآخر، لكن من الأكيد ان كل البشر يمرون بعدة مشاعر في اليوم الواحد، و ان لم يكن في الساعة الواحدة .
مهما وصفنا شخص بانه متبلد المشاعر ، فان الشخص اكيد يتأثر و لكن بشكل مختلف ، مما يجعله سخص غريب عديم المشاعر .
المشاعر تختلف ما بين الفرح و الحزن و الحب و الكره، و حتى غيرها كتير من الأحاسيس التى يشعر بها الانسان، كانت في السابق المشاعر هى من خصوصيات الفرد، نادرا ما كان يعبر الشخص عن مشاعره بسهولة، فكانت فى السابق مغلفة بالحياء و العزة.
اما الأن فأصبحت المشاعر إيجابية كانت او سلبية مشاع على الجميع و للجميع، اصبحت المشاعر المختفية داخل الفرد ، ظاهرة جلية اكثر من الشخص نفسه، اصبح المحب يعبر عن حبه بكل صراحة ، و اصبح الحزين يعبر بكل بساطة ، و اصبح المختلف معك في الرأى و على خلاف معك يعبر بكل طلاقة عن غضبه و يضع مع يحب من شتائم و سباب تعبر عن حالاته،، دون مراعة لشعور الطرف الأخر.
اصبحت التكنولوجيا هى وسيلة لتفتيت المشاعر و تحطيم العلاقات.
في السابق كانت الام تبدأ فى القلق على ابنها بعد ان يغيب كام ساعة ،، الأن الام تتحطم نفسيا بعد دقائق من غيابة، و لما السبب ،، لان لا يجيب على تليفونه المحمول فمن المؤكد انه تعرض لشئ خطير ، أصبحت التكنولوجيا مصدر القلق .
فى الماضى عندما يحدث خلاف بين المحبين ، كانت تاخذ وقت فى حلها ، او انهائها ، اما الأن فالحب يحدث برسالة ،، و انهاء العلاقة يحدث برسالة ، حتى الطلاق اصبح يحدث فى التليفون، كلمة غاضبة تنهى بيت و اسرة ومجتمع بأكمله.
الان اصبحت الرسائل على الفيس بوك و الواتس اب ، و كل وسائل و صفحات التواصل الاجتماعى ، سبب رئيسى فى انهاء التواصل الإجتماعي.
فاليوم لو قمت بارسال رسالة لصديقك و لم يجب عليا و ظهرت العلامات الشهيرة لكل برنامج منهم تدل على رؤية الرسالة بالفعل،، فذلك يدل على عدم اهتمامه ، و عدم احترامه لك، و انك من الافضل تجنبه،  لانه يتعمد اهانتك، 
اصبحنا لا نتقبل التأخر فى الرد ثوانى، و عدم التفكير فى ظروف الاخر و محاولة ان نجد له عذر ، فلماذا لا نفكر انه رأى الرسالة و ليس لدية رد فى الوقت الحالى، او انه كان فى العمل و لم يستطع الرد ، او مثلا النت فصل ، او ،، او ،، او،، هناك اسباب كثيرة ممكن ان تكون سبب ،، و لكننا اصبحنا نبحث عن اسباب تساعدنا على قطع العلاقات و ليس استمرارها، فاصبحنا نرسل الرسائل و نحن نتوقع ان نتصيد الاخطاء لبعضنا البعض،
اصبحت التكنولوجيا القاتل الخفى للمشاعر  الإنسانية.
لا تتركوا التقدم يقتل انسانيتنا، باسم التحضر، و التمدن، فالمشاعر كلما كانت بدائية و تلقائية كلما وصلت سريعا الى الاخرين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *