نحن مقبلون على موسم السياحة الامر الذي يتطلب اعادة النظر في كثير من الاليات في ظل الظروف التي تمربها البلاد ولابد ان نعترف اننا لدينا قصور في عملية الترويج السياحي وفي مصر هناك مناطق مازالت بكرا من ناحية الاستغلال السياحي كما ان المصريين ليس لديهم ثقافة السفر والترحال .
وسوف اضرب مثلا واحدا بمدينة ساحلية اذا تم الاهتمام بها يمكن ان تصبح واحدة من اكثر المناطق السياحية جذبا سواء للسياحة الخارجية او الداخلية وهي مدينة بورسعيد بشقها الاخر بورفؤاد المدينة المصرية المتكاملة التي تقع في قارة اسيا والاقرب للدلتا والقاهرة بداية لابد من الاعتراف ان مشروع المنطقة الحرة افسد بورسعيد من حيث الشكل والمضمون بمعنى ان الاهتمام على مدى اربعين عاما بعد عودة اهاليها من فترة التهجير كان يعتمد على فكر تحويل المدينة الى سوق تجارية كبيرة تجذب المستهلكين اكثر من جذبها للمستثمرين تحويلها الى منطقة تعتمد على استيراد السلع الكمالية والترفية اكثر من اعتمادها على استيراد مكونات الانتاج التي تعد الاساس لنمو الصناعات التي تخدم التنمية الشاملة ولهذا لم يتم خلال الاربعين عاما الماضية بتجميل المدينة .
بل على العكس الحدائق التي كانت تشتهر بها اما تم تحويلها الى عمارات سكنية او ردمها وتحويلها الى مقالب للقمامة واقرب مثل حديقة مساحتها 11 فدانا على مدخل المدينة فشلت كل الجهود الذاتية لاصلاحها في السنوات الماضية حتى جاء محافظ بورسعيد الحالي وشجع هذه الجهود من جديد لتتحول الى رئة خضراء وبالقياس الى غيرها من المناطق مازال لايوجد بها الفنادق متوسطة السعر الجاذبة للسائح بالخدمة الممتازة ولا يوجد بها سوى عدد محدود من الفنادق من مستوى الخمس والاربع نجوم وفي الواقع نزلت باحدها وكان مستوى الخدمة لا يتجاوز ال 3 نجوم اما القرى السياحية وهي ايضا قليلة العدد وجميعها تقريبا داخل كردون المدينة المحدود المساحة ومعظمها باستثناء قرية او اثنتين تقدم خدمات لا تساوي الاسعار العالية التي يدفعها محبو بورسعيد في الليلة الواحدة .
وكنت اتوقع ان يهتم محافظ بورسعيد الذي يتميز بالنشاط منذ ان تولى المسئولية بهذه القرى التي تتبع المجلس التنفيذي للمحافظة واقترح اذا كانت هناك نية لبناء قرى جديدة ان تكون على الطريق بين بورسعيد ودمياط او شرق بورفؤاد في الساحل الشمالي الشرقي ولابد ان يتولى الترويج السياحي فريق مؤهل لدية من الابتكار والفكر ما يحول بورسعيد الى لؤلؤة البحر المتوسط خاصة ان سفن الركاب الكبيرة بدات تعود وتمر بمينائها ويمكن استغلال توقفها لجذب السائحين الى المدينة بكل ماتحملة من جمال ورونق وهي المسجلة في كتاب التاريخ التي تصدت لاعتى الامبراطوريات في معركة السويس ومن الافكار التي يجب الاهتمام بها مهرجان التسوق على غرار مهرجان دبي الذي تجاوز عمره العشرين عاما وهو مناسبة سنوية لجذب ملايين السائحين من كل انحاء العالم مع الوضع في الاعتبار ان طقس بورسعيد هو الالطف على مدن البحر المتوسط حيث الفارق بين درجة الحرارة العظمي والصغرى لا تتعدى اصابع اليد الواحدة .