يعد فيلم هيبتا من أكثر الافلام التى حاذت على اعجاب الجمهور فى الفتره الحالية ، و ظهر ذلك فى ايرادات الفيلم و التى اخطت الـ 15 مليون جنية فى خلال اسبوعين من العرض، و توقيت العرض يعتبر فى فترة امتحانات نهاية العام ، و مع ذلك كانت اغلب الحفالات مكتملة العدد فى الكثير من السينمات التى عرضت الفيلم.
هيبتا فيلم ماخوذ عن رواية للكاتب محمد صادق تحمل نفس الاسم ، الرواية وقت نشرها من سنتين أثرت تفكير الشباب لفترة طويلة فقد تصدرت المبيعات لمدة طويلة و حازت على أعجاب الكثيرين خاصة الشباب.
الرواية رغم ان تفاصيلها كانت غير واضحة و سببت للقارئ بعض التشويش و عدم التركيز ، و لا أجد قارئ لم يقرأها مرتين على الاقل ليستوعب النهاية، لكن المعانى بداخل الروايه كفيلة ان تجعلك كل فترة تعيد قراءتها مرة تلو الاخرة و تستمتع بها جداً.
فكرة ان الروايه تتحول الى فيلم سينيمائى ، كان هناك جدل بين القراء ، بين موافق و معارض ، فمن المعروف دائما ان الروايات يتم اختصارها و ضغطها ، فأحينا تتغير الاحداث و يظل المقصود هو توصيل المعنى فقط لا غير ، و هذا حدث بالفعل للعديد من الروايات العالمية و العربية ، و حتى الاحداث التاريخية يمكن تغييرها فى العمل الدرامى سينمائى كان او تلفزيونى او مسرحى.
لكن مع فيلم هيبتا ،أخراج هادى الباجورى و سيناريو وائل حمدى لم يحدث ذلك الاختصار الذى شوه الرواية ، بالعكس فقد حدث تعديل مناسب للروايه، الاصلية لم يخل بالاحداث ، و لكن وصل لحل مناسب يغنى المشاهد من الوقوع فى تشتت الموجود بالرواية، مثلما كانت الروايه تحكى عن اربعة اشخاص فى وقت واحد و لكن بدون اسماء ، فالاربعة كانوا مجرد احرف فقط ، فى الفيلم اعطى لهم اسماء ( شادى – كريم – رامى – يوسف ) فاصبحوا بالفعل اشخاص تتفاعل معهم ، و تتابع قصة كل شخص منهم برغم التداخل فى القصص الاربعة.
يذكرنا فيلم هيبتا بفيلم سهر الليالى ، ففى الحالتين لا يمكن ان تقول ان هناك بطل واحد للفيلم ، فكل شخصية تعتبر بطلة قصتها، و برغم ان افيش الفيلم فى الغالب يحمل صورة ياسمين رئيس و عمرو يوسف ، الا ان ذلك لا يجعلهم الابطال من وجهة نظر المشاهد ، او من خلال مشاهد الفيلم.
فالبطل فى الفيلم هو المشهد، كل مشهد اثر فى المشاهد يعتبر بطل ، بغض النظر عن من هو الممثل الذى قام به.
فمشهد شادى الطفل الصغير و هو جالس على الكرسى ليعاقب نفسه حتى تعود أمه التى توفيت بعد انتحارها ، مشهد اثار اشجان و دموع المتفرجين هو مشهد مؤثر.
ايضاً مشهد خروج كريم “احمد مالك” من المستشفى و مشهد توديع لعبد الحميد “احمد بدير” هو مشهد مؤثر لان عبد الحميد مات ، و لكن يدل على ان كريم لا يتقبل فكرة وفاة الاخرين بسهولة، و تظل بداخله.
نجد ان مشهد حوار الشات على “الواتس اب” بين رامى و علا و التحدى بينهم مشهد مس المشاهدين فمن منا حاليا لم يمر بمرحة التعارف على المواقع التواصل الاجتماعى لكن ان يخترق شخص الاخر بتلك القوة ، هو شئ لا يحدث ، و لكن يتمنا الاخرين.
اشهر مشهد فى الفيلم هو مشهد الحضن بين يوسف “عمرو يوسف” و رؤي “ياسمين رئيس”
يعتبر هو الماسترسين فى الفيلم هو بطل الفيلم ، و ما كتب عن هذا المشهد كفيل ان يخصتر الفيلم كله فى هذا المشهد.
و هناك مشهد العلاقة الطيبة بين “رؤى ” نيللى كريم ، و علا “شرين رضا” بيوضح ان ليس شرطا ان تكون هناك علاقة سئية بين زوجه سابقة و زوجة حالية ن لكن من الممكن ان يسود الود بينهم و الهدوء فى العلاقة.
اربع قصص مختلفة تجمع شخصيات مختلفة ، لكنها فى النهاية شخص واحد مر بعدة ظروف ، دليل على مدى تغير الانسان و حالته النفسية من فترة لاخرى.
ناقشها الفيلم بطريقة مشوقة ، مثلما ناقشتها الرواية ، فى الحقيقة الفيلم اضاف روح للرواية اكثر عندما وضع السناريست وائل حمدى لمسته فى السيناريو ، و جعل من شخصيات الرواية لحم و دم و اعطى لهم اسماء تميز كل شخصية بدلا من الاحرف التى وضعها محمد صادق.
و ايضا عندما وضع وائل حمدى الشخصيات فى الزمن غير واضح ، فلم يذكر تاريخ او حقبة زمنية ، مما أكد للمشاهد ان الأحداث كلها فى زمن واحد ، و الحقيقة ان ذلك التزامن اعطى الفيلم قيمة اخرى تساعد على توصيل فكرة الروايه و هى ان للوصول للهيبتا ليس مرتبط بزمن، فعلى مر الزمن يمر الفرد الواحد بكل مراحل الحب ليصل للهيبتا ، ليست مقتصرة على زمن محدد ، ففى الفيلم يظهر انه واقع حديث يريح عين المشاهد فليس هناك انتقال بين ماضى و حاضر فيجعل المشاهد يربط بين الاشخاص و لكن بشكل مختلف يشتته اكثر ، لكن عدم ظهور حقبة زمنية محددة ، قديمة او حديثة، و اوضحت ان طالما الانسان يعيش و فى اى عمر يعيش هو يمر بمراحل ست ليصل للمرحلة السابعة “الهيبتا”.
اضاءة الفيلم كانت مريحة للعين ، الانتقال بين المشاهد كان بسيط و ناعم ، لم يحدث قطع مفاجئ او مط كثير للمشاهد .
ما يميز الفيلم و يجعله فيلم عائلى ان الفيلم ليس به مشهد واحد صريح خارج عن الاداب العامة ، وذلك مع كم الرومانسية الموجوده بالفيلم و المفقوده فى الواقع ،الفيلم بطولة عمرو يوسف ، ياسمين رئيس، محمد داود، دينا الشرببينى ، ماجد الكدوانى، احمد مالك ، جميلة عوض ، احمد بدير ، اخراج هادى الباجورى و قصة محمد صادق ، سيناريو وائل حمدى