حاولت جاهدا البعد عن طرح آرا ء سياسية منذ فترة لعدة أسباب ، منها :-
أولا : ان الاحداث والمواقف تداخلت وتشابكت والاقنعة تعددت والصفقات السرية الغير معلنة مزعجة وما يجرى وراء الكواليس غامض ومفزع فى نفس الوقت فما نجهله أعظم بكثير مما نعلم ، فاصبح الوضع سائلا والاحتمالات مفتوحة الى حد مضلل حتى صارت حقائق الامورمشوشة ويصعب اليقين من اى موقف وخاصة فى ظل فوضى اعلامية ومعلوماتية غير مسبوقة .
ثانيا : حالة الاستقطاب اصبحت عنيفة جدا لدرجة انك اذا لم تكن معنا فانت علينا – على رأى بوش ربنا يمسيه بمصيبة ماتخدوش بس تعذبه بقية عمره – ، فاذا لم يعجبك الاهلي فانت خائن عميل زملكاوى واذا كانت لك تحفظات على الزمالك فانت اهلاوى فاسد ، ولم يعد هناك اسماعيلى . اذا انتقدت النظام فى شيئ فانت تريد هدم البلد واذا أيدته فى شيئ فانت مصاب ب ” متلازمة استوكهلم ” . المهم انت كدا كدا مشتوم .
ثالثا : صارت العلاقات الانسانية على المحك بسبب رأى أو رؤية وانا لا افهم كيف تنتهى علاقة انسانية جميلة وطويلة – صداقة او زمالة او قرابة او اخوة – بسبب اختلاف رؤية او فكر ، المحبة لم تقم على اسس ايديولوجية . وبلغ بنا السفه أن الاختلاف السياسى كان من ضمن اهم اسباب الطلاق فى السنوات الماضيه طبقا لدراسات عديدة !!!
رابعا : لا أظن ان هناك جدوى من الحوار لانه لم يعد هناك حوار أصلا من حيث كونه (الحوار) تبادلا للآراء او المعرفة أو الوعى . هناك فقط اشتباك لفظى وغارات كلامية واطلاق الاتهامات وتشنجات وصرع . نحن فى حالة ارسال فقط حيث تعطلت لدينا اجهزة الاستقبال تماما .
خامسا : أقر واعترف اننى اصبحت أقل تحملا للجدل العقيم والهراء ( ويمكن استبدال الهاء بالخاء ) ربما لاسباب تتعلق بمرحلتى السنية فالباقى ليس كثيرا ، او لأنى املك مرارة واحدة يبدو انها اهترأت على مدار العمر فاصبحت انأى بنفسى عن أى مهاترات ومناهدات ما امكن للحفاظ على البقية الباقية من صفاء نفسى أحتاجه كطبيب لمرضاى – مع تحفظى على مفهوم هذه الكلمة ليس مجاله هنا الآن – واحتاجه فى حياتى الشحصية .
لكل هذا حاولت التزام الصمت والبعد عن الصحف والتوك شو والاخبار وحتى الرد على اى تعليقات أو الدخول فى مناقشات سياسية حرصا على ضغطى وصحتى النفسية وعلاقاتى الطيبة ببشر من اتجاهات عدة ومختلفة ، لكن لم استطع الا اهتم او اتوقف عن شيل هم هذا الوطن والقلق والضيق مما يحدث لنا وبنا ومنا للاسف . ومن ناحية ثانية ضميرى من حين لآخر يتهمنى بالاستسهال والاستهبال والتخلى والسلبية ومحاولة شرا الدماغ الفاشلة . ثم ومن ناحية أخرى تأتى تعليقات من اقرباء لى جدا من اتجاهات مختلفة فتفاجأنى ليس بالموقف المختلف ابدا فالاختلاف اصل الاشياء ولكن كأن الأصدقاء القريبين جدا يقرأونى بما ليس ” أنا ” .
بعد حضورى دورة فى الاستراتيجية والامن القومى قال لى صديق عمر ” يارب تكون غيرت مفاهيمك ” ، اللى هيه ايه يا حاج !!! . صديقة عزيزة جدا لاكثر من 25 سنة ورفيقة كفاح ومهنة فى محادثة تليفونية تسألنى باستغراب ” ايه دا انت كاتب اشعار ممنوعة م النشر انت عندك اعتراض ! ” . وتأتى القشة التى قصمت ظهر البعير فى التعليقات على الاحداث التركية الأخيرة وخاصة من زملاء واصدقاء المفروض انهم علميا واجتماعيا يصنفوا من النخبة ، فاذا بتعليقات بها كم من ” الانكار ” للواقع والوقائع عظيم جدا ، والانكار فى علم النفس أحد الحيل أو الميكانيزمات الدفاعية اللا شعورية التى تحدث لتفادى رؤية مؤلمة . مثلما ياتى الىَّ مدمن مع أهله فيبدأون بأنه مهذب جدا وطيب جدا بس ملموم على اتنين زبالة كدة هما اللى مضيعينه ثم يتضح أنه شيخ منصر وهو اللى علمهم ضرب المخدرات أصلا وخاربها . المهم أن كم الانكار فى تعليقات زملائى ادهشنى وآسفنى جدا خروج من أعتبره مهذبا عن اللياقة . لكنها تتفضل على بأن تخرجنى من صمتى وتجعلنى لا اقو على موقف الصمت اكثر من ذلك فقررت ان اكتب وجهة نظرى الشخصية على صفحتى الشخصية حسبما وصلنى وعلى قدر معرفتى ووعييى واللى عايز يفهم ماشى واللى مش عايز ربنا معاه ومع نفسه .
وانا لا ارجو ان اقنع احد بشيء فقط اريد تسجيل موقفى كاملا وواضحا ومباشرا ما امكننى . لايوجد موقف لى أفخر به ولا موقف اخجل منه ولكن فقط يوجد ” موقفى ” المتوافق مع ماهو ذاتى بغض النظر عن صحته أو خطؤه ، أوكما قال فرانسيس بيكون ” ونحن على يقين من طريقنا لا من موقفنا ” .
وعلى هذا ، استعنت على الشقا بالله وشرعت فى الكتابة عن عدة نقاط أرجو أن أستطيع استكمالها ونشرها تباعا ، منها :- مالنا بتركيا – ضد الجماعات – رابعة – ثورة الانقلاب وانقلاب الثورة – الحق والباطل فى المؤامرة – المؤسسة العسكرية والحكم – التفكير الموضوعى .. الغائب .
وحيث أن الصمت خيار استراتيجى فقد قررت انهاؤه ، ياللا هايجرى ايه يعنى ملعون ابو الاهلى على الزمالك .
ملحوظة : اذا ” هَنِّجْتْ ” هاكتب شعر هو الواحة اللى بستمتع فيها مهما كان .
بسم اللَّه توكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذُ بِكَ أنْ أَضِلَّ أو أُضَلَّ ، أَوْ أَزِلَّ أوْ أُزلَّ ، أوْ أظلِمَ أوْ أُظلَم ، أوْ أَجْهَلَ أو يُجهَلَ عَلَيَّ .
وإنا لله وإنا إليه لراجعون