أخبار عاجلة

حسن الرشيدي يكتب.. “تليفزيون ماسبيرو.. والمليارات الضائعة !!”

خواطر طائرة 
عندما وطأت قدماي مبني الإذاعة والتليفزيون بمباسبيرو منذ أيام.. أحسست أنني داخل سوق الموسكي.. زحام.. وطوابير من الموظفين والعاملين والضيوف تنتظر أمام المصاعد.. وأحسست أن البشر أكثر من الحجر داخل المبني الجريح الذي يعاني ويئن ويسأل الله انقاذه من سوء حاله.. ومعاناته وعدوان جحافل الموظفين والعاملين عليه يومياً.. وكأن لسان حاله يقول.. ارحموني يا أهل المبني.. تتقاضون من خزينة الدولة مرتبات شهرية حوالي 220 مليون جنيه.. وتزداد ديونكم وتتخطي 21 مليار جنيه بنيما أعمالكم تتضاءل.. ولم يشاهدها غالبية الناس.. لأن الأموال تذهب للمرتبات والبدلات والحوافز وضلت طريقها نحو المحتوي الإعلامي.. أو إنتاج البرامج الجاذبة المؤثرة في الرأي العام. 
تألمت لحال ماسبيرو الذي يتدهور كل يوم فأحسست أنه يحتاج لمنقذ أو مسئول وطني أصيل يتخذ قراراً شجاعاً بإعادة الهيكلة الحقيقية للإذاعة والتليفزيون للاستفادة من الطاقات العاطلة.. وكتائب العاملين والموظفين الذين يشكلون عبئاً ثقيلاً علي المبني العريق الذي يطل علي النيل في أغلي بقعة بوسط العاصمة.. وما أكثر موظفي الأمن المنتشرين في كل موقع.. ومدخل ومخرج.. بالجملة.. 
من خلال التصريحات “الضعيفة.. الخايبة” لقيادات ماسبيرو حول نظرتهم للهيكلة.. انتابني الإحساس.. أن كلماتهم عن الهيكلة مجرد مسكنات.. تحفظ بقاءهم في المنصب.. كلمات نفاق للعاملين والموظفين. 
فعندما يقول المسئول.. إن إعادة الهيكلة لن تمس المنصب الوظيفي.. أو المرتب.. أو المزايا التي يحصل عليها كل عامل.. فهل هذا المسئول يدرك معني إعادة الهيكلة وأبعادها.. ومفهوم الإدارة الرشيدة للاستفادة من كل الطاقات المعطلة.. أم أنه يخشي فقط علي كرسيه؟! 
ماسبيرو يحتاج لقيادة قوية تنقذه من عثرته.. وتعيد توزيع العاملين.. والاستفادة من طاقاتهم المعطلة.. وتطوير البرامج.. والتخلص من المجاملة والمحاباة.. وتوزيع المناصب علي الأحباء والمقربين.. وحرمان أهل الكفاءة والخبرة من تولي المواقع المناسبة. 
بصراحة أشعر أن مليارات الجنيهات مهدرة علي ماسبيرو.. بلا فائدة.. ودون جدوي.. فهناك قنوات فضائية أكثر انتشاراً وتأثيراً من جميع قنوات ماسبيرو التي تدعمها الدولة.. بينما يقوم بتشغيلها عدد محدود من البشر. 
ماسبيرو.. يضم الكثير من الكفاءات والعناصر المتميزة ولكنها لا تحظي بنصيبها المناسب الذي تستحقه.. ومحرومة من الدعاية التي تصنع نجوماً. 
بعض الإعلاميين الذين كانوا مغمورين في ماسبيرو.. أصبحوا نجوماًً.. في قنوات أخري.. لأن بعص قيادات ماسبيرو تخشي صناعة النجوم لتظل في مواقعها.. وبعضهم يسيطر عليه الحقد الأعمي الرافض لنجومية الآخرين. 
بعض المذيعين في قنوات ماسبيرو يشعرون بالغبن والظلم.. لأنهم يرون في أنفسهم طاقات لم تستثمر بعد.. وأن هناك عناصر أقل منهم كفاءة وخبرة ولكنهم نالوا حظاً أوفر.. ونجومية أوسع. 
ماسبيرو.. يضم الآلاف من الطاقات المعطلة التي يمكن الاستفادة بها في مختلف المجالات.. والمهن.. فيهم الحداد والنجار والنقاش والسباك والسروجي.. وما أكثر المهندسين.. والمعدين والمخرجين والمصورين.. ورجال الأمن.. وغيرهم من أهل المهن التي يمكن الاستفادة بها واستثمارها. 
ماسبيرو.. يحتاج لروشتة.. تنقذه.. هل يعقل أن هذا المبني الضخم.. وهذا الاتحاد الذي يسمي اتحاد الإذاعة والتيلفزيون.. لم يستطع إنشاء قناة إخبارية تخاطب العالم الخارجي.. أو حتي تجذب العرب والمصريين المقيمين في الدول الأجنبية والذين يضطرون للجوء لمشاهدة قنوات أخري؟! 
صحيح.. لدينا قناة النيل للأخبار التي تضم بعض العناصر الممتازة.. ولكنها للأسف.. لا تحظي بالاهتمام الذي يدفعها لمكانة لائقة. 
إنني أشعر بالحزن العميق.. عندما أجد الفنادق في العديد من الدول الأجنبية توفر لعملائها ونزلائها قنوات إخبارية.. ليس فيها قناة مصرية. 
ماسبيرو.. يحتاج لقيادة.. واعية.. لديها ملكة الإدارة الرشيدة التي تستفيد من الطاقات العاطلة والمعطلة.. وتنظر لمصلحة الوطن.. ولديها الرؤية الصائبة للعمل الإعلامي الذي يتفق ومكانة مصر الكبيرة. 
إنني أشعر بوجع.. عندما أسأل أحداً.. هل تشاهد التليفزيون المصري… يقول.. لا!! 
وعندما.. أسأل.. لماذا؟ 
الإجابة.. دائماً لم يعد يجذبنا.. فالفضائيات الأخري أفضل!! 
إن تليفزيون ماسبيرو.. ملك الشعب.. ولا يمكن الاستغناء عنه.. ولكن إصلاحه ضرورة حتمية.. بالعمل وليس بالكلام!! 
ماينفق عليه من مليارات الجنيهات.. يعد إهداراً للثروة.. إذا استمر بصورته الحالية.. فالإنقاذ مطلوب حتي لا تضيع مليارات أخري بلا جدوي.. ولا نفع. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *