عقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة، الأحد، لبحث التصعيد في حلب والتطورات في سوريا بعد انهيار الهدنة، وقد كان لافتا في هذه الجلسة تصعيد اللهجة ضد روسيا التي اتهمتها العواصم الغربية بارتكاب مجازر غير مسبوقة في حلب.
فقد وقع اشتباك لفظي بين القوى الكبرى التي حضرت الاجتماع، وهي روسيا مع ممثلي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا.
وألقت القوى الغربية الثلاث باللوم على موسكو لدعمها هجوما يشنه حليفها المقرب الرئيس السوري بشار الأسد، يعد الأكثر دموية خلال الحرب المستمرة منذ خمس سنوات ونصف.
ووصفت الولايات المتحدة ما تفعله روسيا في سوريا بأنه “وحشية” وليست محاربة للإرهاب، بينما قال مبعوث روسيا في الأمم المتحدة إن إنهاء الحرب “بات مهمة شبه مستحيلة الآن”.
وقالت سفيرة أميركا في الأمم المتحدة سامنثا باور لمجلس الأمن: “إن ما ترعاه روسيا وتقوم به ليس محاربة للإرهاب بل هو وحشية.. بدلا من السعي للسلام تصنع روسيا والأسد الحرب”.
وأضافت “بدلا من المساعدة في إيصال المساعدات التي تنقذ الأرواح إلى المدنيين تقصف روسيا والأسد قوافل الإغاثة الإنسانية، والمستشفيات، وأول من يهبون في محاولة يائسة لنجدة الناس، وإنقاذ أرواحهم”.
ووصلت توابع حدة جلسة الأحد إلى التهديد “غير المباشر” لروسيا، حيث أكد وزيرا خارجية فرنسا وبريطانيا أنها ربما تدان بارتكاب جرائم حرب.
وكان وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون قال، في مقابلة أذيعت الأحد، إن روسيا تسببت في إطالة أمد الحرب في سوريا، وربما ارتكبت جرائم حرب باستهداف قافلة للمساعدات.
كما بدت المعارضة السورية وكأنها فقدت الأمل تماما في موسكو كأحد رعاة محادثات السلام المتعثرة منذ أشهر.
روسيا تدافع
وعلى الجانب الآخر ألقى المندوب الروسي السفير فيتالي تشوركين باللوم على المعارضة السورية في انتهاك وقف إطلاق النار، المبرم في 9 سبتمبر.
ولأن “الهجوم خير وسيلة للدافع” كما قال نابليون، هاجم تشوركين التحالف الغربي، متهما إياه بالفشل في الفصل بين المعارضة المعتدلة و”الجماعات الإرهابية”، ومنها جبهة فتح الشام. معلنا أن “جلب السلام أصبح مهمة شبه مستحيلة الآن”.
إلا أنه أبلغ المجلس أن روسيا لاتزال ترغب في وقف إطلاق النار، واستئناف المفاوضات بين الأطراف السورية المتناحرة.
أما سوريا فعندما دعي مندوبها السفير بشار الجعفري لإلقاء كلمة، غادر المندوبون الثلاثة قاعة المجلس احتجاجا.