يعقد مجلس الامن الدولي اجتماعا طارئا الليلة بناء على دعوة كل من فرنسا وبريطانيا وأستراليا لمناقشة التطورات الأخيرة بمصر، بعد قليل من تنديد الرئيس الأميركي باراك أوباما بالعنف ضد المدنيين، في حين يستعد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي لبحث الوضع “المأساوي” وسط إدانة دولية واسعة.
كما يعتزم وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي بحث الوضع في مصر خلال اجتماع يعقد بعد أيام، بعد أن استدعت دول غربية عدة السفراء المصريين بها للإعراب عن قلقها.
فقد أعلنت وزيرة الخارجية الإيطالية إيما بونينو الخميس اعتزام وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي بحث “الوضع المأساوي” في مصر خلال اجتماع يعقد يوم الاثنين أو الثلاثاء المقبلين.
وأضافت بونينو أن هناك مشاورات مستمرة بين الشركاء الأوروبيين حول الوضع في مصر.
وأشارت الوزيرة الإيطالية إلى أن محاولة جرت بالمشاركة مع الولايات المتحدة للتوسط في الأزمة المصرية لكن الجيش المصري رفض ذلك.
ودانت بونينو تدخل قوات الأمن المصرية لفض اعتصامين لأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي في القاهرة الأربعاء ووصفت هذا التدخل بـ”القمع الوحشي وغير المقبول”، مضيفة “أن الجيش يستخدم للحماية من التهديدات الخارجية وليس لإطلاق النار على السكان”.
واستدعت الحكومة الإيطالية السفير المصري في روما وبحثت معه “التطورات الخطيرة جدا للوضع في مصر” بحسب بيان صادر عن الوزيرة الإيطالية.
وكان وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله قد اقترح عقد اجتماع أزمة لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي لبحث تصعيد العنف في مصر.
وقال فيسترفيله “أعتقد أنه يكون من المنطقي الآن أن يجتمع الممثلون الأوروبيون والدول الأوروبية سريعا، وربما يكون ذلك على المستوى الوزاري”.
وكان فيسترفيله قد أمر باستدعاء السفير المصري في برلين إلى مقر الخارجية الألمانية لمطالبة حكومة بلاده بوضع حد “لسفك الدماء” في مصر.
وفي هذا السياق ألمح رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الألماني روبرشت بولنتس إلى إمكانية قيام برلين بتعليق مؤقت للتعاون المالي والاقتصادي مع القاهرة بعد العنف الذي وقع أمس الأربعاء أثناء فض قوات الأمن المصرية لاعتصامي أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي.
وعلى صعيد متصل اعتبر وزير الخارجية النرويجي أسبن بارث أيدي الخميس أن ما يحصل في مصر يحمل “كل مواصفات الانقلاب العسكري”.
وأضاف الوزير النرويجي “هناك رئيس منتخب أقيل ونائب رئيس استقال والرجل القوي هو قائد عسكري”. وتابع قائلا “إن العسكريين يقولون إن لديهم خطة للعودة السريعة إلى حكومة مدنية. يقولون الأشياء الجيدة، إلا أن كل ما حدث تقريبا منذ السيطرة على السلطة يسير في الاتجاه الخاطئ”.
من جهتها، أكدت باريس رغبتها في تفادي “حرب أهلية” في مصر. وفي خطوة استثنائية استدعى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند السفير المصري في فرنسا إلى قصر الإليزيه ليؤكد له “ضرورة بذل كل الجهود لتفادي حرب أهلية”.
وقال هولاند في بيان إن “فرنسا متمسكة بالبحث عن تسوية سياسية وترغب في تنظيم انتخابات في أقرب وقت ممكن تنفيذا لما تعهدت به السلطات الانتقالية المصرية”.
كما أعلنت وزارة الخارجية البريطانية الخميس أنها استدعت السفير المصري في لندن لتعرب له عن “قلقها الشديد”، داعية السلطات إلى التحرك “بأكبر قدر من ضبط النفس”.
وأعلنت وزارة الخارجية الإسبانية أيضا أن السفير المصري في مدريد سيستدعى الجمعة إلى الوزارة لإبلاغه بقلق إسبانيا حيال أعمال العنف وإعلان حالة الطوارئ في مصر.
أما الدانمارك فقد علقت مساعدات لمصر بقيمة أربعة ملايين يورو “بسبب الأحداث الدموية والمسار المؤسف جدا الذي وصلت إليه الديمقراطية”.
وفي آسيا، ذكرت وزارة الخارجية الصينية في بيان أن بكين “تأمل في أن تغلب جميع الأطراف مصلحة الأمة والشعب بإبداء أقصى قدر ممكن من ضبط النفس لتفادي سقوط ضحايا جدد”.
كما أعربت باكستان عن “الغضب والقلق العميق” من مقتل الأبرياء، واصفة الأحداث بأنها نكسة كبيرة لعودة مصر إلى الديمقراطية.
وفي الفلبين دعت السلطات رعاياها البالغ عددهم 6000 شخص في مصر إلى مغادرة البلاد بسبب “الاضطرابات الأهلية المتصاعدة”.
من جانبها نددت تركيا بعنف بالأحداث الدامية التي شهدتها مصر، وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان”يجب أن يجتمع مجلس الأمن سريعا لمناقشة الوضع في مصر”.
وكانت تركيا قد أدانت بحزم تدخل قوات الأمن المصرية العنيف ضد المعتصمين المطالبين بإعادة مرسي إلى السلطة، داعية الأسرة الدولية إلى وقف “المجزرة” في مصر فورا.
وفي ردها على ما حدث الأربعاء في مصر طالبت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، قوات الأمن بممارسة أقصى درجات ضبط النفس، كما دعت الحكومة المصرية المؤقتة إلى “إنهاء حالة الطوارئ في أسرع وقت للسماح باستئناف حياة طبيعية”.
وأضافت آشتون “وحده الجهد المنسق بين جميع المصريين والمجتمع الدولي يمكنه إعادة البلاد إلى طريق الديمقراطية وتجاوز التحديات التي تواجهها مصر”، داعية كل الأطراف إلى التزام “عملية سياسية تهدف إلى استعادة البنى الديمقراطية”، وإلى إجراء انتخابات “بالمشاركة السلمية لكل القوى السياسية”.
كما أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما الخميس إلغاء المناورات العسكرية التي كان من المقرر أن تجريها الولايات المتحدة قريبا مع مصر احتجاجا على مقتل مئات المتظاهرين المصريين.
ودعا أوباما السلطات المصرية إلى رفع حالة الطوارئ والسماح بالتظاهر السلمي، إلا أنه لم يعلن عن تعليق المساعدات العسكرية السنوية لمصر التي تبلغ قيمتها 1.3 مليار دولار.