Breaking News

محمود عابدين يكتب… “ماذا تفعل «الجغرافية الأمريكية» والنصاب «ريفز» بآثارنا ؟!”

 رداً على مقالى الأسبوع الماضى..فوجئت بالزميل جابر القرموطى-مشكوراً- يستضيف د.زاهى حواس فى برنامجه الشهير « مانشيت » على «أون.تى.فى»  ليستفسر منه عن صحة ما كتبته حول موضوع تكرار ثقب الهرم الأكبر..فى الحقيقة لى ملاحظتان على رد د.حواس، الأولى إنه– كعادته معى- كان مهذباً للغاية.. وهذا ما عاهدته عليه حينما وصفنى بـ «الأستاذ محمود عابدين كان صديقى و…….» .. الملاحظة الثانية أنه «لم يخطئ فى شخصى على الرغم من قسوة نقدى له..وهو يعلم جيداً أننى حينما أكتب فإن دافعى هو الصالح العام وليس لى مصلحة شخصية على الإطلاق»..لذا وجب على أن أشكره على سعة صدره ورقيه فى الرد..كما يجب أن أوضح للقارئ الكريم إننى أنصفته كثيراً وهو يعلم ذلك فى حوارات وتصريحات صحفية مازلت أحتفظ بها إذا كان قد نسى ذلك..لذا تعجبت جداً من حالة الغضب التى تملكت الرجل وهو يرد على «القرموطى»!!..وصراحة لا أدرى لماذا يحاول د.حواس شخصنة الأمور كما لو أن العبد لله ابتزه أو تقاضى منه شيئاً-لا سمح الله؟؟!!.
 ما سبق يجعلنى أتمنى من د.زاهى-الذى أكن له كل مودة على المستوى الشخصى-أن يوضح لنا حقيقة ما صرح به منذ أيام لإحدى الفضائيات الصينية عندما قال «سأقلب العالم باكتشاف جديد فى هرم خوفو».. ولماذا لم يُصرح بهذا الكلام هنا فى الإعلام المصرى.. وما حقيقة هذا الاكتشاف..وهل سترعاه أيضاً الجمعية الجغرافية الأمريكية المملوكة لإمبراطور الإعلام الصهيونى روبرت ميردوخ كما حدث فى ثقب سبتمبر  2001؟!..مع العلم إنها جمعية أهلية متخصصة فى البيئة والتاريخ الطبيعى ولا علاقة لها بالآثار على الإطلاق..والسؤال : كيف دخلت هذه الجمعية إلى مصر؟؟..ومن منحها حق العبث بتراثنا واحتكار أى معلومة تخص الآثار الفرعونية تحديداً للأسرتين «18 + 19» المقرونتان بدخول وخروج بنى إسرائيل لمصر دون الآثار الرومانية واليونانية والقبطية والإسلامية ؟؟..وهل يمكن أن نربط واقعة منح تلك الجمعية درجة الدكتوراه الفخرية للسيدة سوزان مبارك ببداية تواجد عناصرها هنا وانضمام د.حواس ضمن مجلس أمنائها..ثم اختراقها لآثارنا بعد ذلك ؟؟..فدرجة الدكتوراه حتى لو كانت فخرية..لا تُمنح إلا من الجامعات المعترف بها وليست من جمعيات مشبوهة..ولذا أسأل ما السر الخفى وراء فتح أبواب بعض الأماكن الأثرية المغلقة مثل وادى المومياوات بالواحات البحرية والهرم المدرج من الأسفل لهذه الجمعية دون غيرها..مع أن تلك الأماكن مغلقة ومحرم دخولها حتى على الأثريين؟؟..أسئلة مشروعة يجب الرد عليها من أجهزتنا المعنية صاحبة منح أو رفض التصاريح لهذه الجهات.
بقى لى أن أذكر د.حواس الذى أخطأ فى حق مصادرى المحترمة بالتصريح الذى أدلى به يوم الاثنيـن 9 أغسطس 2010 العدد 11577لجريدة الشرق الأوسط عندما قال إن: «روبوت طوله 11 سم سيكشف عن أسرار الهرم الأكبر بعد شهرين، لافتاً إلى إن «هرم خوفو ما زال مليئاً بالألغاز والأسرار ونأمل فى كشفها خلال المحاولة المقبلة»..واعترف الرجل بـ «إجراء عدة تجارب فى نفس العام استعداداً لكشف أسرار 3 فتحات بها أبواب سرية..منها اثنتان فى الطرف الجنوبى..وثالثة فى الطرف الشمالى» !!..وبمناسبة الطرف الشمالى وقبل أن أنتقل لفقرة أخرى..أريد فقط لفت انتباه د.حواس بالحدث الجلل الذى اهتز له العالم أجمع عندما سقط حجر من «الناحية الشمالية» المشار إليها فى حديثه فى شهر 12-2005 . حينها علق فاروق حسنى- وزير الثقافة ورئيس المجلس الآعلى للآثار آنذاك – قائلاً إن «هرم خوفو أو أى من أهرامات مصر لايمكن أن يكون فى خطر..وإن هذا الأمر لا يمكن السكوت عليه أو قبولة..حيث عاش هذا الهرم أكثر من‏4600‏ عام..ولن نسمح بأن يمسه الأذى أبداً..وإذا أصابه خطر لن نحاكم من قبل المصريين فقط..بل من العالم كله».. معترفاً بأن ما حدث عبارة عن سقوط كتلة حجرية صغيرة من الناحية الشمالية للهرم غير مؤثرة تماماً بالقياس لحجم الهرم..لذا كان ضرورياً أن نشير إلى كلام د.حواس المتواتر والذى يؤكد فيه أن الهرم الأكبر معجزة معمارية فريدة..ومن ثم يجب عدم العبث به وتركه كما تركه لنا أجدادنا العظماء.
د.حواس كشف أيضاً إنه» اختار فريقاً من علماء الروبوتات بـ «ليدز»البريطانية لأنه كان الأكثر جدية.. وهو فريق متخصص فى الروبوتات يعمل على تجهيز إنسان آلى يأمل فى كشف لغز الهرم الأكبر الذى ظل لنحو 4500 عام يُسحر الناس ويبهرهم دون أن يتمكن أحد من اختراق أسراره».. كلام فى منتهى الخطورة لم يعلم عنه العديد من الأثريين أى شىء على الإطلاق..إذن حدث عام 2001 لم يكن هو الأخير كما ظننا..بل تبعته أحداث مريرة ضد تاريخنا وحضارتنا. .وهنا سأترك الحكم فى هذه الجرائم للقارئ..والسؤال:هل سنصمت على عمل ثقوب أخرى تتسبب فى سقوط أحجار تهدد هذا المبنى «المعجزة»..هذا السؤال موجه لكل صاحب ضمير حى أثرياً أكان أم مواطناً عادياً. وحتى يطلع القارئ العزيز على مسلسل الانتهاكات بحق تاريخه وحضارته..لابد أن يعرف أيضاً ما فعله د.ممدوح الدماطى-وزير الآثار السابق- عندما استعان بعالم المصريات-البريطانى-الصهيونى نيكولاس ريفز المتهم بجريمة تهريب الآثار المصرية منذ 11 عام تقريباً للكشف عن مقبرة الملكة نفرتيتى استناداً إلى ادعائه الكاذب بـ«أنها مدفونة فى مقبرة توت عنخ آمون»..وهو نفس ادعاء كل من عالم الآثار ونائب رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق إيجائيل يادين و الصهيونى إدجار كيسى فى مؤلفه «القصة المذهلة»..الأمر الذى ترتب عليه استمرار الجدل والكشوف الرادارية داخل المقبرة الفرعونية الوحيدة التى عثر عليها شبه مكتملة دون تخريب.
وبالسؤال عن تفاصيل الموضوع وجدت تصريحاً لـ «د.حواس» يؤكد فيه أن «ريفز» موتور وغير طبيعى..فيما اعترف الأثرى أحمد شهاب بأن خطورة الكشف المزعوم تكمن فى «دس» نقوش بالعبرية القديمة بالمقبرة..وقال الأثرى بسام الشماع إن» هذا الصهيونى متهم بتهريب آثار مصر ومُنع من عمل المسح الجغرافى فى وادى الملوك..أما د.مونيكا حنا-أستاذ الآثار بالجامعة الأمريكية- فرفضت المساس بالمقبرة وحذرت من تنفيذ خطة «ريفز»..للأحداث السابقة وحالة «القرف» التى تسيطر على العديد من الأثريين والمهتمين بهذا الملف، يجب أن نعرف – كمواطنين أصحاب حق أصيل فى الدفاع عن هذه الآثار- ما رأى الوزير الجديد فيما سيحدث لآثارنا بوجه عام وداخل هرم خوفو ومقبرة الملك الذهبى بشكل خاص..وهل د. حواس معه تصريح من اللجنة الدائمة للآثار تسمح له بالاتفاق مع جهة أجنبية بعمل ثقوب جديدة فى الهرم..وهل حصلت هذه الجهة أيضاً على تصاريح أمنية؟؟..وهل كُتب على المصريين أن يكونوا آخر من يعلمون بما يحدث لهم وفيهم ؟!..هذه الأسئلة وغيرها يجعلنا نطالب وزارة الآثار من باب احترام حق الشعب فى المعرفة أن تصدر بياناً عاجلاً للرأى العام المصرى والعالمى بتحديد الهوية والأهداف والأبحاث والمراكز العلمية للجهات الأجنبية ذات الصلة بآثارنا طبقاً لمواد قانون حماية الآثار رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته..على أن يشمل البيان الكشف عن الجرائم التى ارتكبها وسيرتكبها النصاب العالمى «ريفز» بمساعدة د.الدماطى..والجمعية الجغرافية الأمريكية بمساعدة د.حواس واسم الجهة التى ينوى العمل معها فى ثقب هرم خوفو وكذلك خطتها التى أعدتها لإخراج هذا البحث ومن ثم الجهة الإعلامية التى ستشرف على نقل ما يدور داخل هذا الهرم وما الفائدة العلمية التى ستعود على مصر من هذه الأبحاث..كذلك مصير العائد المادى للتسويق الإعلامى العالمى والذى يقدر بمليارات الجنيهات..مش كده ولا إيه ؟!.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *