حينما حذرنا من عبث البعثات الأجنبية بتراث مصر الأثرى وثرواتها..كنا وما زلنا نعى ما نقول..بعدها فوجئنا بوزير الآثار د.خالد العنانى-لافض فوه- يهاجم من ينتقد هذه البعثات..الأمر الذى أصاب العديد ممن أعرفهم داخل الآثار وخارجها بالحزن والقلق على مستقبل ميراث أجدادنا العظام..وتحدى “عنانى” كل من شكك فى نوايا البعثات الأثرية-الأجنبية..ورأى أن ما يردده البعض أن “هذه البعثات تعمل بتوجيه من بعض الدول بهدف الضرر بمصلحة مصر غير منطقى وغير مبرر”!!. لم يكتف “العنانى” بذلك..بل كشف عن وجود أكثر من 200 بعثة أجنبية تعمل فى مجال الآثار بمصر..مبرراً ذلك بإن “أغلبها بعثات علمية محترمة نستفيد منها وتقوم بتدريب وتعليم العديد من المصريين العاملين فى مجال الآثار كالمتاحف وعلم الحفائر وعلم إدارة المواقع الآثرية..خصوصاً وأن هذه التخصصات لا تدرس عندنا حتى الآن”..وهنا سأترك الرد على كلام “وزير الآثار” للخبراء والعلماء-خصوصاً وان الرجل من أساتذة السياحة ولا علاقة له بالآثار..وحتى تتضح الرؤية أمام القارئ فى أى طريق نسير فسأذكر ما سبق ونشرته بتاريخ 1-06-2016 بعنوان “بعثات الآثار الخواجاتى مستمرة.. والمصرية متوقفة !!.
فعندما يؤكد لنا خبراؤنا فى الآثار أن الوزارة المعنية بالحفاظ على كنوزنا تتعامل معهم على أنهم من جنسية «عاشرة» بعد الأمريكان والفرنسيين والألمان واليابانيين وحتى الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية.. وعندما نكتشف أن أكثر من250 بعثة أجنبية تنقب عن آثارنا داخل أراضينا فى الوقت الذى يجلس فيه خيرة علمائنا فى بيوتهم دون عمل.. وعندما نتأكد أن البعثات «الخوجاتى» تُحدد لنفسها مواقع أثرية مهمة لتصبح بعد ذلك –بقدرة قادر- صاحبة حق امتياز لهذه المواقع..وعندما نعلم أن هذه البعثات لا تدفع جنيها واحدا لخزانة الدولة نظير حصولها على موقع للتنقيب عن الأثار – حاجة ببلاش كده – !!!! وعندما يُمنع علماؤنا الأجلاء من مجرد الاقتراب من «الخواجات» والأماكن التى يعملون فيها بأوامر من مسئولى الآثار الكبار.. وعندما يتضح لنا أن 50 بعثة أجنبية تعمل فى محافظة الأقصر وحدها.. وعندما نعرف بأن مفتش الآثار المصرى الذى تعينه وزارته ممثلاً للدولة للإشراف على بعثة الخواجات يتحول من «مراقب» إلى «أجير» يتقاضى من هذه البعثات 50 جنيهاً يومياً.. فإننى هنا أُجزم بأن هذه الوزارة كانت ومازالت «دولة داخل الدولة»!!.
كما أكدت فى مقالاتى وتحقياتى وسأظل أؤكد على أن ما يأتينى من أخبار عن سطوة بعض الأثريين وإجرامهم بحق زملائهم وآثار مصرنا الحبيبة لهو شئ بغيض حقاً و«ممقوت»..فعلى سبيل المثال لا الحصر نوجه سؤالنا للوزير:كيف تسمح بحرمان البعثات المصرية من العمل فى الحفر بحجج غير مقنعة قد تؤدى إلى ضرب انتمائهم الوطنى فى مقتل وهم يشاهدون بلدهم تفضل عليهم الأجانب!! .. طبعاً ده عيب أوى.. وليت السيد الرئيس يُخصص من وقته ولو ساعة واحدة- وأظنه سيفعل لو قرأ هذا الكلام-حتى يناقش قضية مصيرية تخص «عرض» مصر مع قيادات أثرية- وطنية-محترمة تمثل أكثر من «12 ألف» أثرى مصرى لديهم من العلم والكفاءة والخبرة ما يؤهلهم للتنقيب عن آثار العالم أجمع «مش» بس آثار مصر .. ولو «مش» مصدقنى سيادة الرئيس إسأل «الخواجات» إللى بيستعين بيهم وزراؤنا المبجلون عن كفاءة الأثريين والمرممين المصريين فى الاكتشافات والحفروالتنقيب والترميم.. هؤلاء الآن سيادة الرئيس أصبحوا عبئاً ثقيلاً على الدولة بعد أن تم تحويلهم إلى بطالة مقنعة عن عمد لأسباب غير مفهومة !!..لذا أقول دائماً «مفيش حاجة من الغرب تسُر القلب».. آآآه والله العظيم.. لأن كل ضربة معول من يد مصرية فى أرض الكنانة.. تكشف لنا أثراً يمثل دليلاً دامغاً لـ «فضح» التأويلات الصهيونية المستمرة ضد حضارتنا.. وهذا ما حدث بالفعل بعد اكتشافنا «جبانة عمال الأهرام» التى دحضت ادعاءات اليهود بأنهم بناة الأهرامات.. وهنا أطرح السؤال التالى: ماذا لو أن أثريى أى بعثة أجنبية- وجميعهم مؤمنون بالتوراة المحرفة طبعاً- هم من اكتشفوا تلك المقبرة ؟!.. هل كانوا سيعلنون الحقائق لصالحنا؟!.. لا والله..وأظن واقعة ثقب الهرم الأكبر عام 1992 بواسطة الجمعية الجغرافية الأمريكية خير دليل على ذلك.
يا سادة.. إن دارسى علوم المصريات الأجانب يتبنون جميعهم أفكار التوراة.. ارجعوا إلى تصريحات السفيرة الأمريكية السابقة بالقاهرة آن باترسون «غراب البين الذى أججت الصراع فى باكستان.. كما تسببت فى جرائم معروفة أثناء ثورة 25 يناير» نقلاً عن «معاريف» الإسرائيلية عندما نسبت أصل الملك الفرعونى توت غنخ آمون إلى اليهود !!.. كما زعمت ً-حسب فهمها للرواية العبرية «المفبركة»- أن والده الملك أخناتون هو سيدنا موسى عليه وعلى نبينا وأنبياء الله أفضل الصلاة والسلام !!.. وهذا «الشطط» يجرنا جراً إلى كشف ألاعيب النصاب العالمى-حسب وصف د.زاهى حواس- «ريفز» الذى حاول بمساعدة «د.الدماطى» أن يثقب مقبرة الملك الشاب بحجة أن خلفها مقبرة أخرى للملكة الجميلة نفرتيتي.. وهذا ما حذرنا ونحذر منه فى مقالاتنا السابقة وإن شاء الله اللاحقة!!. عموماً..علشان أنا ساعات ما بفهمش.. أحياناً أسأل نفسي: هم إخوانا وزراء الآثار بيعملوا فينا كده ليه؟!.. لكن سرعان ما تأتينى الإجابة الشافية من خلال تفردهم واحتكارهم باتخاذ قرارات سلطوية وكأن هذه الوزارة «عزبة» ورثوها أباً عن جد وليست ملكاً للشعب !!.. وليه لأ.. ارجعوا كام سنة للخلف حتى تصدقوا ما أقوله.. لقد أعطى هؤلاء لأنفسهم الحق فى العبث بآثارنا وحضارتنا كيفما شاءوا ووقتما يريدون ولمصلحة من يروق لهم لا لمصلحة الشعب !!.. وإلا فليجاوبنى الوزير السابق ممدوح الدماطى – مثلاً – عن نتيجة الدورات التدريبية التى أقامتها الوزارة «المكلومة» فى عهده لآلاف العاملين بها وأنفقت عليهم ملايين الجنيهات فى الوقت الذى تعمد فيه وقف العمل الميدانى الخاص بالحفائر ؟!.
إن أجدادنا الفراعنة الذين صدروا للدنيا حضارة عظيمة تجلت فى معابدهم وأهراماتهم ودور عبادتهم.. بل وقدموا من العلوم ما سبقوا به جميع العالم بآلاف السنين من طب وفلك وتشييد ورسم ونحت وتحنيط.. أصبحوا الآن تحت رحمة العجز فى وزارة الآثار التى تركت الباب موارباً للبعثات الأجنبية ومافيا الداخل والخارج لينهبوا مئات الآلاف من القطع الأثرية النادرة.. الأمر الذى يطرح العديد من التساؤلات.. ويثير علامات الاستفهام حول أنشطة تلك البعثات..ولدينا أمثلة “فاضحة” قديماً وحديثاً حول هذه الملف مثل عبث هواة ومتنطعين وخونة وعملاء تحت مسمى “البعثات الأجنبية”..ومن ضمنها:بحث “نصابة” يونانية تدعى”ليانا سوفالترى” عن مقبرة الاسكندر الأكبر بمنطقة سيوه..و”مشعوزة” بولندية أخرى تدعى “ليانا لوبوس” معروف انتمائها وامتداحها للصهاينة كانت ضمن بعثة بلادها وقد كرمها د.علاء شاهين عندما كان عميداً لآثار القاهرة-نضف إلى ما سبق واقعة المسح الجيولوجى والتنقيب التى قامت بها البعثات الأميريكية والبلجيكية والهولندية عام 1993 دون موافقة اللجنة الدائمة للآثار بمنطقتى وادى الحمامات وبكر بالبحر الأحمر. وتعد واقعة بعثة متحف اللوفر من أشهر الجرائم التى ارتكبت بحق الآثار المصرية.. إذ كيف نفسر وجود خمس لوحات من مقبرة «طيبة-15» فى متحف اللوفر فى ثمانينيات القرن الماضى ؟!.. أيضا قيام بعض علماء المصريات الألمان بنقش علامة «نجمة داود» على أحد الأحجار بمعبد «أوزير نسمتى» بجزيرة الفنتين بمحافظة أسوان..مع العلم أن «نجمة داود السداسية « لم تذكر فى التوراة على الإطلاق..وأن هذا الرمز كان موجوداً كتصميم فنى هندسى فى الحضارتين: الإسلامية والهندية..لكنً اللوبى الماسونى استطاع أن يخدع العالم بتزييف حقائق التاريخ .. مدعياً أن هذه النجمة هى الرمز اليهودى..وهذا العبث ليس له غير معنى واحد فقط..وهو السعى الدؤوب لصهينة آثار مصر عن طرق هؤلاء الـ…نقول كمان ولاكفاية كده؟؟!!.
لكل ما سبق أطالب السيد الرئيس بالتدخل شخصياً لاختيار القيادات الأثرية التى تشرف على تراث مصر وتاريخها ..لأن العبث الذى نتابعه حول هذا الملف من وقت لآخر يؤكد أن هناك من يتلاعب بحضارتنا لصالح العدو سواء أكان ذلك من خلال البعثات الأجنبية المتخصصة فى التنقيب والترميم والاكتشاف.. أو من خلال أثريين لا يرتقون إلى مستوى المسئولية الموكلة إليهم..اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.