اخبرت الرفاق ذات مرّة ..
انّي لا أعلم هل انا اخسر ؟؟
ام اكسب ..
جميعهم سخروا منّي ..
الا صديقاً واحداً ..
وعندما اخبرتِك ..
هتفتي بكُل حماس ..
” انت تملُك الكثير .. اشكُر الاله “
كيف اشكُر الاله وانا لا املك شيئاً !!
ليس عندي أي شيء ..
اتحرّك نحو الهاوية ..
لعلّها فوضي الرحيل ..
اتوق الي زحام بلا بَشَر ..
بلا وجوه تعرفني ..
واسماء لا اعرفها ..
اشكو من شعور لا اطيقه ..
ولا اعرفُه ..
لا مفر من الموسيقي ..
والسينما الحزينة ..
انا لست سوي احمق هارب من الموت ..
ليبحث عن الحياة في ضحكات الاطفال ..
انا من خلقت الحُزن ..
وضللت طريق الهرب منه ..
الي الآن ..
ينتابني الشك احياناً ..
بأني قد عشت تلك الايام ..
او كونت بتلك السرعه ..
تلك الصداقه
وبأني كنت اعرف هذا الانسان ..
الذي سقطت جثته امام عيني ..
هذه الجثه التي لهثث لالتقاط الانفاس ..
وكتبت انا تلك الصفحات ..
تلك العيون الخاويه بكت بلا تعبير ..
وتلك الشفاه توسّلت لأجل انين اخير ..
هذا الحُلم ..
كان يفتقد لهذا الصنف من الحالمين ..
تعوّدت ان ابتسم للمُتعجّلين ..
ليلحقوا بعملهم ..
لا للهرب من الشُرطة ..
سأقدّر دراميّة الحدث ..
مع قتل لم ينقطع ..
لن اتحدّث عن بُقع دامية ..
عن الخوذات التي تملأ الكوابيس ..
عن الموتي والهاربين الي القتل ..
عن رياضة النظر الي الأكفان ..
عن الأحذية علي اجساد النساء ..
عن المُشاهدة ، الأصعب من الشهادة ..
فقط سأدوّن الاسماء ..
فوق طاولة المقهي ..
حتي لا يراها أحد ..
ستَمُر الأيّام يا صديقتي ..
ولن نذكُر شيئاً ..
سوي عُمّال النظافة من يستيقظون صباحاً ..
ليكنسُوا الموتي عن الطريق ..
يعلمون ان الدم صعب الغسيل ..
وكذلك بقع الشاي ..
والنصوص التي تبْكي ..
علي جُثث تصدر من مصر ..
اريد ان اخبرك ..
عن هذا المَطَر ..
الذي يفاجيء الجميع ..
ليملأ الأكواب بالماء المُثلّج ..
ويخيف الأطفال ..
ويقطع خطاب المُبشّرين بالقيامة ..
انّها طقوس الهَلَع ..
حين تتقاطع مع طُقُوس الفرح ..
لتدفعنا جميعاً ..الي المَحْشر المُنتَظَر ..
ليس لي أن اتفاجأ الآن ..
وقد أكل الزمان رأسي ..
وعلّق قلبي ..
بجوار مقابر الفُقراء ..
المدينة كُلّها امامي ..
بملايينها ..
بزحامها ، بجنونها ..
بمثيري الشعر .. وكاتبي الشَغَب ..
قدح القهوة في يدي ..
وسيجارة بين شفتيكِ ..
يأتيكِ ما في الغَيْب ..
ويزحف الليل بطيئاً ..
وأنا ..
اشرب .. اكتب .. اهرب ..
انهي .. آمُر .. اشكُر ..
اشكو .. الهو ..
اهدأ .. أبدأ ..
أنتهي ..
فأرفع يدي ..
وأطلب الحساب .