د. سمير عباس يكتب… المجالس الاعلامية الجديدة.. هل من جديد فى مصر ؟!

كنا قد آلينا على أنفسنا أن نلتزم الصمت…حين اكتشفنا أن لا أحد يسمع أو يقرأ…أو ينظر لأبعد من حلقة المعارف والاقارب والاصدقاء…
اكتفينا بآداء ما علينا تجاه بلدنا…تاركين القرارات لأهلها ولمن شاءت لهم الاقدار أن يجلسوا فى مقاعد صنع واتخاذ القرار فى مصر المحروسة …..
ولكن…كيف نستطيع أن نصمت ..اذا كنا بالفعل نعشق تراب هذا البلد…واذا كنا نتصدى للدفاع عن النظام الحالى فى كل محفل وكل منتدى …..
هذه المقدمة ..تمليها علينا المفاجأة التى طالعناها ونحن نستعرض أسماء السادة الذين تم اختيارهم ليكونوا أعضاء المجالس الاعلامية التى من المفترض أنها تصيغ أهداف واستراتيجيات الاعلام ، ومواثيق واليات العمل التى تغير من آداء المنظومة بالكامل ..مما يسهم فى بث رسائل اعلامية جديدة ومختلفة وبناءة فى الصحافة والاذاعة والتليفزيون.
تم تشكيل المجالس الثلاثة …
وكانت المفاجأة …..هى الاسماء التى تتكون منها هذه المجالس .
فباستثناء عدد قليل لا يتعدى اثنين او ثلاثة …يكون التساؤل ..هل هؤلاء هم من يصيغون استراتيجيات التوجيه الفكرى والاعلامى فى مصر ؟؟؟؟؟
القرارات الثلاثة …بتشكيل المجالس الثلاثة …ومع كامل احترامنا لمقام الرئاسة …..لا تضم من كان يجب أن يكونوا فيها ………
الدور المنوط بهذه المجالس لا ينهض به هؤلاء الموظفون والمذيعون وصحفيو الجرائد السيارة القريبون منكم او الذين تعرفونهم……..
يا سادة …… المهمة جليلة وخطيرة وهامة…..لا ينهض بها هؤلاء الذين هم فى معظمهم موظفون اعلاميون سواء مذيعين أو صحفيين……….
…..هذه المجالس يجب ان تضم مفكرين ..ومثقفين..وكتاب وعلماء فى الاقتصاد والسياسة والاجتماع والرأى العام…وعدد من الكفاءات صاحبة الاسهامات الفكرية فى قطاعات أخرى بالدولة …وتكون لها اسهامات فكرية واعمال منشورة تحدثنا عنهم وعن كيف يفكرون 
مصر تعج بهؤلاء العباقرة ..من الخبراء واساتذة الجامعات والكتاب والمثقفين …ولكنها معضلة أهل الثقة وذوى القربى …وليس أهل الخبرة والكفاءة …..
ياسادة….
لماذا الاصرار على الاختيار من السلة ذاتها عند اختيار الرجال للمواقع الهامة فى الدولة لماذا لا تبحثون عن كفاءات حقيقية فى الزوايا البعيدة عن حلقاتكم الضيقة…ومصر غنية بالكفاءات ….؟؟؟؟؟
…حتى هذه المجالس التى على نجاحها يتوقف مستقبل صناعة العقل والفكر والوجدان لدى المصريين بمختلف أجيالهم وثقافاتهم….حتى هذه المجالس …تنبىء فى طريقة تشكيلها عن قصور رؤية من تم تكليفه بالاختيار …
تنبىء عن ضحالة فى الرؤية …تنبىء عن افتقار مراكز صنع القرار واختيار الرجال للمهام ..افتقار تلك المراكز للكفاءات لدرجة أن هؤلاء تصوروا انه ما دام الامر عنوانه هو الصحافة والاعلام ,…..اذن فلنبحث بين احبائنا عمن نثق فيهم او نستخف دمهم من الصحفيين والعاملين بالاذاعة والتليفزيون….. 
مهمة هذه المجالس كانت تقتضى البحث عن اسماء جديدة ووجوه جديدة ورجال ذوو فكر ورؤية ..ويؤمنون برسالتهم…هذه المجالس كان يجب أن تضم قامات محترمة تفهم المعنى الاستراتيجى لمفهوم صناعة الفكر وصناعة العقل…..وصناعة الوجدان….
ولكن…..
ندعو بالتوفيق لكل من يعطى للوطن فى هذه المرحلة الصعبة وغير المسبوقة فى تاريخه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *