أنشئت قناة الجزيرة في الدوحة عام 1995 بفريق عمل وافد من هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي وكانت الجزيرة في ذلك الوقت اول محطة اخبار عربية تقول انها تنجح في حشد كل الامكانات المهنية الراي والراي الاخر ما جعلها بالفعل تنافس محطات اخبارية عالمية مثل السي إن إن وغيرها بل وتتقدم عليها في تغطية احداث كبرى مثل الغزو الامريكي للعراق عام 2003 .
وجذبت الجزيرة إليها وفي سنوات قليلة نجوما من الاعلام العربي وامتلكت القناة غرفة تحرير اخبار عالية الآداء حتى اصبحت نموذجا غير نمطي للاعلام الاخباري في العالم العربي .
ولكن بعد خمسة عشر عاما من ظهور الجزيرة ومع اندلاع ما عرف ثورات الربيع العربي في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا وبدءا من نهاية العام 2010 حدث تغيير نوعي في السياسة التحريرية لقناة الجزيرة عندما وجهت مكاتبها بالخارج عموما وفي دول الربيع العربي خاصة بالتدخل في الشؤون الداخلية للدول والحكومات متجاوزة قواعد العرف الصحفي ومنتهكة القوانين المحلية واتبعت اسلوبا مبتكرا هو توجيه رسالة اعلامية لمنطقة او دولة معينة اولا من خلال برامج مثل النشرة المغاربية ومن واشنطن والقاهرة مباشر وهو الاسلوب الذي تطور الى خروج قنوات قائمة بذاتها مثل الجزيرة مباشر وتحولت الى قناة مصر مباشر وعندما تولى الاخوان المسلمون السلطة في مصر تحول دورها من العمل الاعلامي الى العمل الدعائي وبعد ان كانت تسوق لنفسها انها تعبر عن استقلالية عن الدولة القطرية نجدها تنتقد النظم المختلفة مع النظام القطري بالحق وبالباطل وبعد قيام ثورة 30 يونية حزيران في مصر عام 2013 استمرت في اظهار عدائها لمصر وكانت مآوى للهاربين من الاعلاميين التابعين لنظام حكم الاخوان المنهار
واذا كان الاعلام يساهم في وأد الارهاب في الوقت نفسه يقوم بمساعدته على تنفيذ مخططاته خاصة في ظل ما يمكن تسميته فوضى المشهد الاعلامي وعدم وجود آليات عملية تقوم بدور حارس البوابة لضبط الآداء الاعلامي وهذا مافعلته قناة الجزيرة التي ااستغلت الوضع وخلعت قناع المهنية وتحولت رسائلها الاعلامية الى بث سموم موجهة للجسد والفكر والعقل العربي !!
وهكذا كل يوم يمر تفقد قناة الجزيرة القطرية رصيدها المهني و تتحول الى قناة دعائية تعمل ضد القانون وتساهم في تأجيج النزاعات داخل الدول وتتسبب في الازمات بين دولة واخرى اوتتلاعب في المصطلحات فتقول على سبيل المثال لا الحصر تنظيم الدولة بدلا من القول تنظيم داعش الارهابي وهذا يعني اعترافا ضمنيا بهذا التنظيم نظرا لاستخدام ( ال ) التعريفية و تسمي الجزيرة دولا عربية في الازمة الحالية بدول الحصار رغم ان ماتم لم يتعد حدود المقاطعة فقط وواضح ان تعليمات ارسلت للعاملين بالجزيرة باستخدام تعبير ” دول الحصار ” بدلا من استخدام تعبير : دول المقاطعة ” !!
وسوف اسوق لكم واقعة تكشف علاقة هذه القناة بالتنظيمات الارهابية ففي التاسع والعشرين من يناير عام 2015 هاجم الارهابيون مدينة العريش المصرية وقامت قناة الجزيرة بتغطية الهجوم وقد ظهر هذا جليا في بث شريط فيديو يوضح حجم تورط قناة الجزيرة فقد كنا امام نسختين النسخة الأولى بتعليق خديجة بن قنة مذيعة القناة التي قالت بالحرف الواحد إن النقل مباشر من سيناء وذلك قبل وقوع الهجمات الارهابية بدقائق وكررت ذلك اكثر من مرة معنى ذلك ان قناة الجزيرة كانت على علم بالعملية الارهابية قبل تنفيذها واتفقت مع الارهابيين على التغطية التي استمرت على الهواء حتى ادرك المتابعون في الدوحة ورطتهم فطلبوا من المذيعة ان تقول ان هذا الفيديو وصل قبل قليل بمعنى أن اللقطات مسجلة في محاولة للخروج من المأزق الذي وقعت فيه الجزيرة وفي كلا الحالتين فشلت الجزيرة في اثبات براءتها من العمل الارهابي
اما النسخة الآخرى نفس الصور لكن بدون تعليق المذيعة وعليها الصوت الطبيعي من موقع الحدث وبها اصوات متداخلة لفريق العمل الذي يقوم بالتصوير والنقل وعندما ادركوا انهم على الهواء طلب أحدهم من الآخرين ان يصمتوا ولما وقع الإنفجار كبر الموجودون الأمر الذي يؤكد أن فريق عمل الجزيرة ضالع في الجريمة الإرهابية مع منفذي الهجوم سواء كان التصوير بالتليفون النقال او بالكاميرا المحمولة .
وان كنت ارجح ان التصوير تم بواسطة هاتف محمول فائق الدقة وقام بالتصوير كاميرمان محترف حتى يجري بث العملية على الهواء الى استديو الجزيرة في قطرعبر تطبيق جرى تحميله للنقل المباشر باستخدام تقنية ال3 جي والسؤال كيف وصل طاقم التصوير او فريق النقل الى مدينة العريش ام انهم عملاء من المنطقة ؟ على اي حال الفيديو موجود على اليوتيوب مستند ضد قناة فقدت مهنيتها وعلقت في مستنقع الارهاب والخيانة !
وكل ما تقدم يؤكد أبعاد المؤامرة وانحراف قناة الجزيرة القطرية عن دورها وفي الوقت نفسه لم يعد خافيا على أحد أن قناة الجزيرة القطرية قد كشفت بسفور القناع عن وجهها القبيح االذي يجعلها تتراجع وتفقد المصداقية في كل ما تقدمه لمتابعيها اذا كان لها متابعون الآن !!