تعد مدينة بورسعيد واحدة من أجمل المدن المصرية ويتميز اهلها بحبهم الشديد لها وتمسكهم بهويتهم منذ إنشائها مع بداية حفر قناة السويس في القرن قبل الماضي ومشكلة بورسعيد انها حتى الان غير موجودة على الخريطة السياحية لمصر لأنها كانت دائما تدفع من نموها واستقرارها للحفاظ على امن وسلامة الوطن في عام 1956 تصدت للعدوان الثلاثي وفي 1967 تحملت مع مدن القناة مرارة النكسة .
وفي 1974 بعد العودة من الهجرة القسرية دفعت ثمن ما أهداه لها الرئيس انور السادات – رحمه الله – المنطقة الحرة التي لم تكن انتاجية بالمرة انما كانت منطقة حرة تعتمد على الإستيراد فقط ما جعلها إستهلاكية تحيط بها دائرة جمركية تحبط أي محاولة للتوسع العمراني والسياحي وعندما فكروا في تطوير الشاطئ هدموا الشاليهات وأقاموا مكانها قرى سياحية داخل كردون المدينة وهو أمر يتنافى مع العقل والمنطق ولا مبالغة القول انه تم تدمير الشاطئ الذي كان يتميز في الخمسينات والستينات بنعومة رملته واتساع مساحتة عكس شاطئ مثل الاسكندرية صخري ولا يوجد بشاطئ بورسعيد اي مناطق صخرية وكبلت المدينة بعدم توسعها شرقا او غربا بسبب المنطقة الحرة حتى جاء مشروع تطوير اقليم قناة السويس ودخلت منطقة شرق التفريعة في التطوير ( بعد منطقة الملاحات شرق بورفؤاد ) لنجد ساحلا شماليا شرقيا اجمل يكثير من الساحل الشمالي الغربي واتمنى الا يكون ادراك ذلك جاء متاخرا خاصة ان منطقة شرق التفريعة مازالت تتبع اداريا محافظة شمال سيناء على الرغم ان المسافة منها لبورفؤاد بضعة كيلومترات فقط وتثار الآن على مواقع التواصل الاجتماعي قضيتان تمثلان من وجهة نظر اهل بورسعيد عدوانا على هوية المدينة .
القضية الاولى موضوع الاعتداء على حديقة فريال احدى الحدائق التاريخية ببورسعيد في محاولة لاستبدالها بجراج ومول للقضاء على رئة خضراء في قلب المدينة حقيقي ان الحديقة مهملة وتحتاج تطويرا ولكن لايمكن ان يكون هذا التطوير بإزالتها وارجو ان يستجيب اللواء عادل الغضبان وهو احد ابناء بورسعيد لرغبة اهالي المدينة بالحفاظ على الحديقة التاريخية .
وقضية اخرى ارض مساحتها 20 الف متر تقع شمال المدينة عند مدخل قناة السويس بعد ميناء الصيد حيث يقال ان هيئة قناة السويس ستقيم عليها مبنى جديدا للارشاد ومكاتب ادارية وربما استراحات للموظفين وانا لا اعلم من يملك هذه الارض هئية القناة ام المحافظة ؟ وسواء هذه او تلك فان صاحب المصلحة في هذه الارض هم أهل بورسعيد وبصراحة انا غير مقتنع بفكرة انشاء مبنى جديد للارشاد فقد انتهى عهد الفنارات واصبحت من الآثار مثل فنار بورسعيد الشهير والارشاد الملاحي اصبح اليكترونيا وعبر الاقمار الصناعية وبالفعل توجد محطات للارشاد بطول القناة اهمها مبنى القبة التاريخي ببورسعيد ومبنى الارشاد بالاسماعيلية وانشاء مبنى جديد على بعد اقل من ثلاثة كيلومترات من المبنى القديم يثير علامات استفهام محتاجة توضيح من الرجل المحترم الفريق مهاب ماميش رئيس هيئة قناة السويس وان كنت اعتقد ان مبنى القبة القديم سيتم الاستغناء عنه ويتحول الى متحف لقناة السويس واقترح على محافظة بورسعيد وهيئة قناة السويس نقل فكرة بناء مبنى جديد للارشاد الى شمال بورفؤاد في منطقة تطل على جهتين مدخل القناة من جهة بورسعيد ومن جهة تفريعة بورفؤاد وهي افضل كثيرا من شمال بورسعيد التي يمكن استغلالها لمشروعات سياحية وثقافية وللحديث بقية .