أعرب عدد من المنظمات الحقوقية العربية الموقعة على هذا النداء العاجل عن عميق قلقها للاشتباكات الجارية في العاصمة اليمنية صنعاء، والتي باتت تشكل خطراً داهماً على سلامة مئات الآلاف من المدنيين في المدينة، وخاصة المدنيين العالقين في مناطق الاشتباكات في عدد من أحياء العاصمة بالغة الاكتظاظ.
وأكدت المنظمات على الحاجة الملحة لفرض هدنة إنسانية عاجلة، تبدأ بفتح ممرات آمنة للمدنيين العالقين في مناطق الاشتباكات، عل أن تليها على وجه السرعة ضمان خروج المتقاتلين من العاصمة، وخاصة الأحياء السكنية, معربة عن قلقها لتدني قدرة الغالبية من المدنيين على الخروج من منازلهم لتدبير احتياجاتهم العاجلة من الغذاء ومياه الشرب والأدوية واللجوء للخدمات الطبية الضرورية.
وتزداد خشية المنظمات من تزايد التوقعات باتساع رقعة القتال الجاري وآثاره الفادحة على المدنيين، لا سيما مع لجوء الأطراف المتصارعة لجلب المزيد من الإمدادات والتعزيزات من مناطق عدة باتجاه صنعاء, كما شددت المنظمات على مسئولية الأطراف المتقاتلة عن حماية المدنيين وضمان سلامتهم وتوفير الحد الأدنى الضروري لسبل العيش، بما يتفق مع مباديء القانون الإنساني الدولي وأحكام اتفاقيات جنيف للعام 1949، وتنوه بأن عدم احترام هذه الأحكام يشكل انتهاك جسيم لحقوق الإنسان يقع ضمن طائفة جرائم الحرب التي تستوجب المساءلة والمحاسبة, داعية الأمم المتحدة للتحرك العاجل لضمان حماية المدنيين في صنعاء، ومتابعة جهودها لضمان التسوية السلمية، وتمكين الشعب اليمني من استكمال المرحلة الانتقالية وبلوغ آماله في السلم والاستقرار.