لكل عيد حنين ، و لعيد الحب حنين يجرح القلب،، في الوقت الذى يعتبر العالم كله عيد الحب هو عيد البهجة و الفرحة و فرصة للتعبير عن المشاعر ،” و التى بالمناسبة ليس واقعى ان يكون لها موعد محدد”. يكون هناك الكثير من الغير مرتبطين«السناجل» كما يطلقون على أنفسهم، يروا هذا اليوم المتشح باللون الأحمر و الزهور و الدمى . مجرد يوم سخيف، جارح لمشاعرهم ،،
لذلك يسعى الكثير منهم للبحث عن شريك ليمر هذا اليوم بسلام ، فقط ليشعروا أن هناك من يريد أن يفرح معهم، حتى و إن كانت مشاعر زائفة ،، لكنها تؤدى الغرض اللحظى ،، فلا يفرق عيد الحب كثيرا عن باقى الاعياد المستحدثة، مثل عيد الأم مثلا و الذى من وجهة نظرى من اقسى المناسبات التى تمر على البشر ، فالحنين الى الأم الراحلة ، لا يمكن أن يمر دون جرح في العمق ،،
خلق الله لنا أعياد دينية،، لماذا لا نكتفى بها و نستشعر السعادة معها، لماذا نبحث عما يخلق الألم بداخلنا!!
لأن الأنسان بطبعه يبحث عما يؤلمة ليرضى بواقعه المؤلم،
و لحسن حظ الشعب المصرى ،فأن عيد الحب يأتى مرتين، و ليس مرة واحده مثل باقى العالم، فالشعب المصري ذو جبروت خاص ، قرر يجلد و بعذب غير المرتبطين مرتين،، نعم يا سادة مرتين ، مره مع فى منتصف الخريف، و مره مع قرصة الشتاء البارد، حتى يستطيع «السنجل»الدخول في حالة اكتئاب معتبرة،، لا يمكن أن يفلت منها بسهولة ،، أو أنه يبحث بسرعة على شريك يؤدى غرض اليوم ، و يعيش هو في حالة من الحب الوهمى ، يستقبل و يرسل فيها الهداية المغلفة باللون الأحمر، و الكلمات العاطفية الملتهبة ، و بعد انتهاء اليوم الأحمر، تذهب السكرة و تأتى الفكرة ، و يبدأ كل طرف في الإنسحاب، و الاختفاء، و تزيد فرصة الإصابة بالاكتئاب و الحنين،، الحنين إلى الحب الحقيقيى ، و ليس الحب الذى ينتهى مع نهاية اليوم ،
فعندما قال القيصر كاظم الساهر في أغنيته “احبينى بلا عقد و ضيعى في خطوط يدى ، احبينى لأسبوع، لأيام، لساعات، فلست أنا الذى يهتم بالأبد”، لم يقصد مطلقا البحث عن حب لتأدية الغرض، حب ينتهى مع نهاية اليوم.
الحنين للحب أهون كثيرا من الحب الوقتى ،،