امنية قاسم تكتب..عيد الحب و الحنين للحب

لكل عيد حنين ، و لعيد الحب حنين يجرح القلب،، في الوقت الذى يعتبر العالم كله عيد الحب هو عيد البهجة و الفرحة و فرصة للتعبير عن المشاعر ،” و التى بالمناسبة ليس واقعى ان يكون لها موعد محدد”. يكون هناك الكثير من الغير مرتبطين«السناجل» كما يطلقون على أنفسهم، يروا هذا اليوم المتشح باللون الأحمر و الزهور و الدمى . مجرد يوم سخيف، جارح لمشاعرهم ،،
لذلك يسعى الكثير منهم للبحث عن شريك ليمر هذا اليوم بسلام ، فقط ليشعروا أن هناك من يريد أن يفرح معهم، حتى و إن كانت مشاعر زائفة ،، لكنها تؤدى الغرض اللحظى ،، فلا يفرق عيد الحب كثيرا عن باقى الاعياد المستحدثة، مثل عيد الأم مثلا و الذى من وجهة نظرى من اقسى المناسبات التى تمر على البشر ، فالحنين الى الأم الراحلة ، لا يمكن أن يمر دون جرح في العمق ،،
خلق الله لنا أعياد دينية،، لماذا لا نكتفى بها و نستشعر السعادة معها، لماذا نبحث عما يخلق الألم بداخلنا!!
لأن الأنسان بطبعه يبحث عما يؤلمة ليرضى بواقعه المؤلم،
و لحسن حظ الشعب المصرى ،فأن عيد الحب يأتى مرتين، و ليس مرة واحده مثل باقى العالم، فالشعب المصري ذو جبروت خاص ، قرر يجلد و بعذب غير المرتبطين مرتين،، نعم يا سادة مرتين ، مره مع فى منتصف الخريف، و مره مع قرصة الشتاء البارد، حتى يستطيع «السنجل»الدخول في حالة اكتئاب معتبرة،، لا يمكن أن يفلت منها بسهولة ،، أو أنه يبحث بسرعة على شريك يؤدى غرض اليوم ، و يعيش هو في حالة من الحب الوهمى ، يستقبل و يرسل فيها الهداية المغلفة باللون الأحمر، و الكلمات العاطفية الملتهبة ، و بعد انتهاء اليوم الأحمر، تذهب السكرة و تأتى الفكرة ، و يبدأ كل طرف في الإنسحاب، و الاختفاء، و تزيد فرصة الإصابة بالاكتئاب و الحنين،، الحنين إلى الحب الحقيقيى ، و ليس الحب الذى ينتهى مع نهاية اليوم ،
فعندما قال القيصر كاظم الساهر في أغنيته “احبينى بلا عقد و ضيعى في خطوط يدى ، احبينى لأسبوع، لأيام، لساعات، فلست أنا الذى يهتم بالأبد”، لم يقصد مطلقا البحث عن حب لتأدية الغرض، حب ينتهى مع نهاية اليوم.
الحنين للحب أهون كثيرا من الحب الوقتى ،،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *