بعد أن قدمنا في المقال السابق كيف كان مجيء سيدنا المسيح بلسم الرحمة ونبراس الحق والعدل بين الناس ، ووجوب التطور وتخطي مرحلة اليهودية. ظل هناك أقليةمنافقة من اليهود ، تألفت من رجال دين ومال ، يمكن تسميتها “باليهوذية” نسبة إلى “يهوذا الإسخربوطي” الخائن ، من فئة اليهوذية التلمودية ، لم تؤمن بالمسيح المبعوث ، وظلت تنظر (نزول مسيحها هي في فلسطين).
وهذا ما دعى السيد المسيح إلى قوله ” يا أورشليم ، يا أورشليم ، يا قاتلة الأنبياء ، وراجمة المرسلين إليها ، كم من مرة أردت أن أجمع بنيك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ، فلم تريدوا ، حتى يأتي زمان تقولون فيه : مبارك الآتي باسم الرب”!. (لوقا 34:13)
الأمر الذي لم يرق لليهوذية التلمودية ، فبدأت تآمرها على المسيح ، فوضعت خطط وأثارت حملات اضطهاد وتنكيل ، حصدت الالاف من المسيحيين الأولين. وهكذا أظهر لنا التاريخ أنه منذ أكثر من خمسمائة عام بعد خطاب أمر اليهود المشهور “كاسلو” رقم 21 (ت 2) لعام 1479 ، وسوس هذا المستند (الذي يدعوا إلى ينحر في كيانات الشعوب ، فلقد أفسدها ، وحطمها ، ودمرها ، وأفرغها من كل القيم الأخلاقية وحتى الانسانية ، حتى يحكم ما سماه كاسلو “الأخوة الأعزاء بموسى” الأرض ومن عليها ، ومن داخل تلك الأمم ، ويضرب ضربته وينسل.
لترى إذاً أن هذا التلمود قد جاء بقول واضح: “أن اليهود قد خلقوا ليحكموا العالم ، إلا أن سيادتهم لا يمكن أن تبدأ قبل انتزاع السيادة من زعماء الشعوب الحاكمة ، وقبل أن تنتهي الامبراطورية المسيحية التي نراها تموت سريعاً في قلب أبنائها تحت مطارق اليهودية كما ورد في كتاب د. كمال يوسف الحاج ، في “دراسة حول فلسفة الصهيونية” ليصل الصراع إلى أشده ويمر الزمان إلى أن يظهر الدين الاسلامي ويؤدي دور الوسيط أو كما سماه د. فؤاد العادل في كتابه “العدالة الاجتماعية” باسم توسط الاسلام بين الأديان” وهوما سوف نفرد له مقالا قادما إن شاء الله.