لعل واحدة من أكبر المخاطر التي تواجه المجتمعات في الفترة القريبة القادمة تكمن في تطوير الروبوت لأغراض العلاقات الجنسية البديلة، وهو ما يشكل تهديدا لثوابت المجتمعات وأخلاقياتها، ولذلك ظهر مجال جديد في علم الأخلاق في بعض الجامعات الغربية يختص بأخلاقيات استخدام الروبوت للتوعية بسوء استخدام هذه الأجهزة من المنظور الأخلاقي، والسعي لإقناع مطوري الروبوت الجنسي بإعادة التفكير في كيفية استخدام هذه التكنولوجيا.
برزت أسئلة عديدة بشأن التركيز المتزايد علي صناعة وترويج أجهزة الروبوت الجنسي، وطبيعة النماذج التي يبتكرونها، وكيف سيكون شكلها، وطبيعة الأدوار التي ستلعبها. يري البعض أن إنتاج الروبوت الجنسي الأنثوي سوف يعزز من الصورة النمطية التقليدية للمرأة التي يكرسها المجتمع الذكوري باعتبارها وسيلة لإمتاع الرجل وإشباعه جنسيا، كما أن صناعة مثل هذه الروبوتات سوف ينجم عنها علاقات ضارة وغير سوية بين الرجال والنساء في الواقع، حيث يستجيب الروبوت بسهولة لأية علاقة لا تقبلها المرأة الطبيعية بما يؤدي إلي انعكاسات سلبية في العلاقة بين المرأة والرجل. لقد ظهرت دمي الجنس بالفعل في العديد من الأسواق العالمية وأصبحت أكثر تطورا وقربا من الإنسان الطبيعي، ويتم حاليا تصنيع هذه المنتجات بتقنيات الذكاء الاصطناعي. كانت شركة » تروكومبانيون» قد أطلقت أول روبوت جنسي في العالم وأطلقت عليه اسم » روكسي»، ويري » دوجلاس هاينز» الرئيس التنفيذي لهذه الشركة في تبرير ابتكار هذا الروبوت: » نحن لا نستهدف من إنتاج هذا الروبوت أن يحل محل الزوجة، أونحاول استبدال الصديقة، وانما هوحل جيد لمن فقد الزوج أوالزوجة، أومن يعاني من الوحدة والفراغ العاطفي وافتقاد علاقة طبيعية»، وأضاف أن الدمية روكسي ستكون قادرة علي التحدث إلي مالكها ومعرفة ما يحبه وما يكرهه. سوف تباع الدمية » روكسي» بحوالي سبعة آلاف دولار، وقد تلقت الشركة آلاف الحجوزات مقدما وفقا لتصريح المدير التنفيذي. من جانب آخر، يري الدكتور » كيفين كوران» أحد خبراء الإلكترونيات أن مثل هذه المنتجات علي وشك أن تصبح سوقا كبيرة في وقت قريب، كما يذهب » ديفيد ليفي» مؤلف كتاب بعنوان » الحب والجنس مع روبوت» أنه بحلول عام ٢٠٥٠ ستكون العلاقات الحميمة بين الروبوتات والبشر أمرا مألوفا، حيث ان هناك أعدادا متزايدة من الناس الذين يجدون صعوبة في تكوين علاقات بالجنس الآخر، وبالتالي سوف تسد فراغآ لبعض الأفراد، كما يعتقد أنه عندما تصبح هذه الروبوتات أكثر تطورا وقدرة علي محاكاة السلوك البشري، فإن العلاقة فيما بين البشر سوف تصبح أكثر تعقيدا. ومن المؤكد ظهور بعض الجماعات المناهضة لهذه الابتكارات الجديدة وما قد ينجم عنها من تفكك اجتماعي وشذوذ والكثير من القضايا الأخلاقية، وهناك تخوف متزايد من الروبوتات المصممة لتلبية رغبات المستخدمين مهما كانت، والقدرة علي فعل أشياء لا يمكن للبشر القيام بها، بالتالي قد يتحول عدد كبير من الأشخاص لاستخدام الروبوت في التجربة الجنسية، وخاصة الأشخاص الذين تعرضوا لصدمات جنسية في الماضي، أو أولئك الذين يواجهون صعوبات في إقامة علاقات إنسانية سوية. إن مخاطر الروبوت لا تقتصر علي الجوانب الاجتماعية فقط، ولكن ماذا عن الروبوت القاتل ؟ للحديث بقية