شهدت أحداث امس الاثنين 26 نوفمبر العديد من الفعاليات في اليوم السابع من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، حيث بدأ اليوم بمحاضرة بعنوان “الدور الإبداعي للمنتج.. حتى في التمويل والموازنة” وقدمها روشاناك بيهيشت نيدجاد بفندق سميراميس انتركونتيننتال، وطرحت الخبيرة روشاناك في البداية سؤال حول من هو المنتج هل هو رجل تموين؟ هل حامي حمي الفن؟ بالتأكيد لا، فالمنتج ينبغي أن يحصل ايضا على المال فهو لديه ادارة المكتب الخاص به ويحتاج لأجهزة وهو في النهاية ليس في هوليود وأن المنتج يجب عليه ان يبدا بتنظيم عمله حتى يصل تحقيق هدفه المنشود.
وأكدت أن على المنتج من أجل أن ينجح فى مشروعه أن يقسم تكلفة الإنتاج وتفكيكها لأرقام صغيرة والإعداد الفني للموضوع، وشراء حقوق العرض ودفع أتعاب الكتاب والمخرج والمستشارون لإنتاج النسخة المبدئية وهؤلاء المستشارون دورهم مهم أيضا في عملية التحضير فإذا كان الفيلم تدور أحداثه في برلين عام 1984 فيجب أن يتم الاهتمام والنظر لكيف كانت الحياة والشوارع في برلين في هذا الوقت، فيجب أن نستمع لآراء كل الخبراء وهنا نتكلم عن مرحلة الإعداد وبعد ذلك نتحدث عن مكان التصوير.
وشرحت روشاناك الفرق بين الموزع ووكيل البيع ومدة التي من خلالها تتم عملية شراء حقوق فيلم ما في المنطقة العربية أو عالميا فقالت إن الوكيل يحصل على الحقوق العالمية للفيلم لمدة تصل من خمسة سنوات إلى عشرون عام، بينما الموزع يحصل على حق عرض الفيلم لفترة محددة داخل إقليم محدد كمنطقة الشرق الأوسط وهنا يوجد فرق بين تكاليف التوزيع في مصر والشرق الأوسط عن تونس والمغرب، وذلك يحدث في ألمانيا وغيرها من الدول.
وفيما يخص دور المنتج العربي أكدت عضو أكاديمية الفيلم الألماني أن المنتجون العرب تركوا الأسرة والطفل للسينما والدراما الأمريكية فلم يقدموا قصة للأطفال أو فكرة جذابة تجعلهم يتلفون حول منتجهم، وباستثناء بعض الأعمال المدبلجة التركية والروسية التي أيضا بدأت تصل إلى الأسرة والطفل العربي وأصبح لها تواجد بشكل ما، في وقت مازال المنتجون العرب لم يقدموا ما يلفت نظر أسرهم على الرغم من أن لديهم أطفال ويعرفوا ما يهتمون به ويجعلوه في أولوياتهم.
وأجابت روشاناك عن قضية الأفلام المستقلة وسبب عدم نجاحها في الوصول للجماهير، فقالت أستطيع أن أعلن بشكل حاسم أن كافة المنتجين عندهم عشرات من وجهات النظر، لذلك لا يمكن تحديد وجهة النظر السائدة، وبالتأكيد إذا نظرنا للمشكلة بعيدا عن المنتج، ونظرنا كذلك لمصر من ناحية بيع التذاكر فهي مختلفة عن باقي الدولة العربية والشرق الأوسطية، لكن وصول تلك الأفلام للمشاهدين ينبغي وضع سياق للفيلم يعرفه المشاهد من أجل أن ننجح في إيصال المحتوى له ومن هنا نجذب قطاعات أكبر من هؤلاء ويصل الفيلم لهدفه.
وفي نفس التوقيت أقيم مؤتمر صحفي لأعضاء لجان تحكيم المهرجان، وبسؤالهم عن الأمر الذي يجذب انتباههم كأعضاء لجنة تحكيم ويجعلهم يقرروا منح الفيلم جائزة؟ قالت دي هان إن المهمة صعبة إلا أن الخبرات المتنوعة لأعضاء لجان التحكيم سواء في التمثيل أو الإخراج أو البرمجة تساعد في اختيار الفيلم الفائز، كما أجاب موساوي أنه دائما ينتظر من الفيلم أن يفاجئه ويقدم شيء جديد ومختلف.
وعرض في الثانية عشر ظهراً فيلم ذات يوم بالمسرح الكبير، وفيلم الدولة ضد مانديلا والآخرين بالمسرح الصغير، وفيلم آنا ونهاية العالم بمركز الإبداع الفني، واستكمل برنامج سينما الغد عروضه بسينما الهناجر.
ويرصد فيلم الدولة ضد مانديلا الذكري المئوية لميلاد نيلسون مانديلا، الذي كان مركز اهتمام العالم من خلال محاكمته التاريخية عام 1964و1963، لكن كان هناك ثمانية آخرين واجهوا مثله عقوبة الإعدام وهم أيضا خضعوا للاستجوابات الشاقة، ولكنهم بلا استثناء صمدوا وقبلوا الموقف راسا على عقب مع الدولة، ووضعوا نظام التميز العنصري في جنوب أفريقيا في قفص الاتهام.
وقال مخرج الفيلم نيكولا شامبو، إنه تم التحضير للفيلم لمدة عامين وبدأ تصويره في 2017 بعد التحضيرات الشاقة، وكان من الصعب على الجهات الإنتاجية الموافقة على إنتاج فيلم بحجم” الدولة ضد مانديلا والآخرين” مع شخصيات متقدمة في السن، مؤكدا أن موت أي فرد سيؤثر على الفيلم، وأوضح أنه قبل التحضير للفيلم اضطر لسماع مئات التسجيلات من المحاكمة لأن فكرة الفيلم مبنية عليها.
وعن كيفية إقناعه للأشخاص بالظهور في الفيلم أكد أنه تواصل معهم منذ 15 عام، واقتنعوا عام 2017 بفكرة تسجيل الفيلم، مضيفا أنه استخدم “فن التحريك” ” لأنه أحب أن يعبر عن أفكار مثل فصل السود عن البيض أثناء المحاكمة في بعض اللقطات مثل وضع الخط وهو يعبر عن الكبت.
كما أقيمت محادثة مع ألبيرو باربيرا بمسرح الهناجر، وأكد “باربيرا “، خلال كلمته بالندوة، التي أدارها الناقد الأمريكي جاي فايسبرج، أن الأسواق التقليدية للسينما بدأت تشهد انكماشًا، والجميع يُدرك جيدًا بمشكلة انخفاض حجم الجمهور بصالات العرض، وهذه ظاهرة عالمية، مشيرا إلى أن أسباب ذلك ترجع إلى إتاحة الأفلام عبر الإنترنت، فمن السهل والمريح أن تختار الفيلم من عدة اختيارات وهي أرخص بكثير، وكل ذلك وأنت في منزلك بحسب قوله.
وتابع: “أعتقد أن صالات العرض قد تختفي، لذا يجب علي المسؤولين عن هذه الصالات تغيير طريقتهم في العرض”.
واكد مدير مهرجان فينسيا ان عدد الأفلام المشارك في الدورة الجديدة من المهرجان محدود وأنه لا يهتم بالعدد وإنما يهتم بمضمون الأفلام وأضاف أن برنامج الدورة الجديدة سيتضمن العديد من البرامج الموازية حيث انه من الممكن أن تصل المشاهدة إلى 6 أفلام يوميا وهو أمر صعب ولم يحدث كثيرا في أغلب مهرجانات العالم وعن فكرة اهتماماته بأفلام هوليوود دونا عن غيرها قال البرت إن هذا الكلام غير صحيح لكن الشو الإعلامى لأفلام هوليود هي من يعطها التواجد دون غيرها من الأفلام.
كما أقيمت حلقة نقاشية في الثانية والنصف ظهرا بعنوان “تحالف إنتاجي أقوي بين العالم العربي وأوروبا” بفندق سميراميس انتركونتيننتال
وسبق عرض فيلم ورد مسموم بالمسرح الصغير جالا لصناع الفيلم على السجادة الحمراء بحضور صناع الفيلم
وكان في مقدمة حضور الفيلم: الفنان محمود حميدة ونجلته إيمان وكوكي وإبراهيم النجاري، ومخرجه أحمد فوزي صالح والمنتج صفي الدين محمود وحرص على مشاهدة العمل إلى جانب صناعه: إلهام شاهين ولبلبة وطارق الشناوي وبوسي شلبي ومحمد العدل وخالد عبدالجليل وساندرا نشأت وألفت عمر وياسمين رئيس وأحمد الفيشاوي وأحمد داوود.
وعقب انتهاء الفيلم عقد ندوة لصناعه أكد فيها الفنان محمود حميدة أن المشروع حصل على دعم من عدة جهات لأنه جديد في لغته البصرية ولذلك قرر المشاركة في إنتاجه ليكون لاحقًا بمشروعه فيلمه الأول “جلد حي”، مشيرًا إلى أن السيناريو تم تعديله 4 مرات وفترة التحضيرات استمرت أكثر من 18 شهر تقريبًا وبالنسبة له يعتبره تجربة مختلفة، موضحا أن مهرجان روما اختار 7 مشاريع من ضمنهم “ورد مسموم” .
كما قال مخرجه أحمد فوزي صالح إن العمل مأخوذ عن رواية لأحمد زغلول الشطي بعنوان “ورود سامة لصقر”، موضحا أن مكان التصوير كان صعب وتطلب مشقة كبيرة في الكادرات ووضع الكاميرات، لأن شخصياته تعيش في حي المدابغ وحياتها قاسية.
وأوضح أن العلاقة بين الأخت وشقيقها في الفيلم تم تنفيذها بطريقة صوفية وكان هناك تعمد لتقديمها بطريقة غامضة تعكس الثقافة الذكورية المنتشرة.
وفي الثالثة والنصف عصرا عرض فيلم أمين بالمسرح الكبير، وفيلم حفرة الصلصال بمركز الإبداع الفني، وفيلم المترجم بسينما الهناجر، وفيلم مريم تكذب بمسرح الهناجر، كما عقدت محاضرة قدمها نيكولا سيدو رئيس شركة جومون بعنوان “100 سنة من السينما” بفندق سميراميس انتركونتيننتال.
وسبق عرض فيلم الغراب الأبيض بالمسرح الكبير جالا علي السجادة الحمراء بحضور صناع العمل، وقام محمد حفظي رئيس المهرجان بتسليم ريف فاينز جائزة فاتن حمامة قبل عرض الفيلم.
وأعرب ريف فاينز عن سعادته بالجائزة خاصة وأنها تحمل اسم فنانة كبيرة بقدر فاتن حمامة، وقام بمداعبة الحضور بعدد من الكلمات المصرية الشهيرة .
واستكملت الأفلام عروضها في السادسة والنصف مساء بفيلم صوفيا بالمسرح الصغير، فيلم علي كف عفريت بمركز الإبداع الفني، فيلم الطريق المسدود بالمسرح المكشوف، كما استكمل برنامج سينما الغد 4 بسينما الهناجر.
واختتم اليوم فعالياته في التاسعة والنصف بعرض فيلم على باب الأبدية بالمسرح الكبير، وفيلم خانق بالمسرح الصغير، وفيلم 3000 ليلة بمركز الإبداع الفني، وفيلم ملكة السباتي بسينما الهناجر، وفيلم الحلم البعيد بمسرح الهناجر، وفيلم سهر الليالي بالمسرح المكشوف.