يقول تعالي في سورة ق ( إن في ذلك لذكري لمن كان له قلب أو ألقي السمع وهو شهيد) صدق الله العظيم
لماذا قال تعالي ( أو القي السمع وهو شهيد ولم يقل وألقي السمع وهو شهيد ) والسياق يستدعي الجمع بالواو وليس الابدال بأو فشروط الانتفاع والفهم والتدبر قلب سليم واستماع بإنصات دون أن يشغل الإنسان شاغل آخر بمعني أن يكون حاضر البال ؟
والاجابة باختصار هو لبيان أحوال الناس وأنواعهم وسيأتي التفصيل لاحقا ، وقبل أن نفصل لابد أن نجيب علي عدة أسئلة منها
ما المقصود بإن في ذلك لذكري ؟ هل ما سبق من آيات في سورة ق؟ هل مجمل القرآن؟ المعنيين صح فما سبق من آيات هو من مجمل القرآن
ما المقصود بذكري؟
المقصود الموعظة والاستفادة واشترط الله لذلك شرطين ان يكون الإنسان صاحب قلب حي وواعي والثاني أن يلقي الإنسان السمع اي يستمع بإنصات وهو شهيد اي حاضر البال لا يشغل فكره شيئ آخر وإلا لما فهم ووعي لأن القرآن يجب أن يدخل الي بؤرة الإحساس والوعي وهي القلب ليفهم وتحصل الذكري والموعظة
وإذا كان الأمر كذلك فلماذا لم يقل الله تبارك وتعالي ( إن في ذلك لذكري لمن كان له قلب وألقي السمع وهو شهيد)، بمعني انه تبارك وتعالي استعمل لفظ ( أو) ولم يستخدم حرف الواو والموضع هو الجمع بمعني ان في ذلك لذكري لمن كان له قلب واستمع بانصات ولم يشغل باله شيئ آخر
استعمال لفظ أو هنا لبيان احوال الناس فالحال الأول هو لمكتملي الفطرة أصحاب القلوب السليمة ومعظمهم أصحاب فصائل الدم B , O وليس كلهم فالغالبية العظمي منهم أصحاب ادراك قلبي وبالتالي اصحاب بصيرة .
والحال الثاني لمن في فطرته وقلبه خلل وهم الغير مكتملي الفطرة و سلامة القلب ومعظمهم من اصحاب الفصائل A , AB وليس كلهم انما أغلبهم اي حوالي ثمانين بالمائة منهم أو يزيد قليلا طبقا لبحث ودراسة لي بخصوص علاقة فصيلة الدم بالشخصية ، ولكي ينتفع هؤلاء بالقرآن ويصلهم نوره عليهم الاستماع بوعي وانصات ولا يشغلوا بالهم بشيئ آخر اثناء التلاوة او الاستماع وان يكون عندهم الرغبة الحقيقية للوصول للفهم الصحيح لمراد الحق وليس الفهم السطحي المغلوط في كثير من الأحيان كما في الظاهريين والمعتزلة
وعن بركة القرآن فإن الله يبارك في عقل قارئه وحافظه فعن عبد الملك بن عمير : ( كان يقول أن أبقى الناس عقولا قراء القرآن ) وفي رواية اخري عنه : “أنقى الناس عقولا قراء القرآن”.
وقال القرطبي :
من قرأ القرآن متع بعقله وإن بلغ مائة .
فحفظ القرآن وقراءته فيها تقويه للذاكرة ! لذلك “أكثر من قراءة القرآن ولا تتركه ، فإنه يتيسر لك الذي تطلبه على قدر ما تقرأ ، تعلّق بالقرآن تجد البركة قال الله تعالى في محكم التنزيل : “كتاب أنزلناه اليك مبارك”
وكان بعض المفسرين يقول :
(اشتغلنا بالقرآن فغمرتنا البركات والخيرات في الدنيا ).
فاللهم اشغلنا بالقرآن ومتعنا بفهمه وتدب ، اللهم إنا نسألك أن تلزم قلوبنا حفظ كتابك ، وترزقنا أن نتلوه آناء الليل والنهار ونتدبره على الوجه الذي يرضيك عنا يا أرحم الراحمين ، اللهم انا نسألك سلامة في القلب من الكبر والنفاق والرياء ومن حب الدنيا ومفاتنها تيسر لنا فهمه وتدبره ، اللهم ارزقنا يقينا صادقا يهون علينا مصائب الدنيا الي أن نلقاك .