”إن أبواب انفتاح الصين على العالم الخارجي ستكون أوسع فأوسع” . هذه واحدة من أكثر العبارات التي تركت انطباعا عميقا للعالم عن الصين خلال السنوات الأخيرة. وبعد احتفال الصين بالذكرى الأربعين للإصلاح والانفتاح في نهاية العام الماضي، كيف سيكون انفتاحها الصين على العالم الخارجي في المستقبل؟ ، وهذا ما اكدته زيارة إلى موانئ التجارة الحدودية في هيلونغجيانغ، وقوانغشى وغيرها من الأماكن بالخطوط الحدودية، و خدمات التخليص الجمركي، وأجرى مقابلات صحفية، وتعرّف على حيوية تطور الإنفتاح في الصين.
ففي منطقة الإنفتاح التجريبية سويفنخه – دونغنينغ التابعة لمقاطعة هيلونغجيانغ ، انخفض متوسط زمن التخليص الجمركي بميناء سويفنخه بعد عمليات التوسيع بأكثر من الثلث خلال العام الماضي ، وارتفعت طاقة الشحن في الميناء إلى 38.5 مليون طن.
” حيث تصدر شركة الفواكه والخضروات كميات ضخمة يوميا، ، وكانت عمليات التخليص الجمركي تستغرق يومًا كاملاً ، وكان من الصعب حماية السلع من التضرر؛ أما الآن فأصبح التخليص الجمركي فوريًا، وأكثر سهولة.”
يقول وانغ يينغ دونغ، وهو مسؤول بشركة لان يانغ الدولية للإمدادات بسويفنخه. السرعة لم تشمل الشحن فحسب، فمنذ العام الماضي، بدأ ميناء الطريق السريع في استخدام نظام تفتيش المحطة الواحدة، مااقتصر وقت التخليص الجمركي إلى 20 ثانية فحسب.
وفي دونغشينغ، من مقاطعة قوانغشي، وافق مجلس الدولة العام الماضي على إنشاء منطقة فانغتشنغقانغ السياحية النموذجية على المناطق الحدودية، وقد بذلت حكومة بلدية دونغشينغ جهودًا حثيثة لخلق المزيد من التسهيلات السياحية، وتوسيع التعاون السياحي لدفع عملية التحول والارتقاء الهيكلي لقطاع السياحة في دونغشينغ.
يفصل مدينة دونغشينغ عن سوق مانغ في فيتنام نهر واحد فقط، وهي المدينة الساحلية الوحيدة في الصين التي ترتبط ببلدان الآسيان. وبعد اجراء عمليات الإصلاح والتوسعة على الميناء، شهدت سعة الميناء زيادة من 20 ألف إلى 50 ألف شخص يوميًا. وتراجع زمن اجراءات مرور الأشخاص بين الضفتين إلى 6 ثوانٍ.
وقال مسؤول محطة فحص الدخول والخروج في دونغشينغ، إن نقاط التفتيش الحدودية في المعبر قد قامت بتفتيش أكثر من 1.63 مليون مسافر بين 1 يناير و 14 فبراير من العام الحالي. بما في ذلك 400 ألف مسافر عبروا الحدود إلى فيتنام، بمعدل نمو بلغ 58.4 ٪، مامثّل رقما قياسيا كما ينطلق قطار شحن الصين – أوروبا محمّلا بالبضائع من مدينة ارنهوت بمنغوليا الداخلية، متّجها إلى البلدان الواقعة على طول “الحزام والطريق” بما يخدم المبادرة في تحقيق التقدم والتطور السريع ويحقق التبادلات الاقتصادية والتجارية بين الصين ومنغوليا وروسيا، كما شهدت الصناعة اللوجستية بميناء ارنهوت نموا سريعا. حيث بات يغطي أكثر من 70٪ من المبادلات التجارية بين الصين ومنغوليا والنقل العابر للحدود بين الصين وروسيا. وبات الميناء يشكل نظاما لوجستيا متكاملا يجمع بين النقل والتخزين والمعالجة ومعالجة المعلومات وغيرها من المهام، وأصبح محطة محورية على طول الحزام والطريق.
من هيلونغجيانغ إلى قوانغشي إلى منغوليا الداخلية، يجدد ميناء التجارة الحدودية هنا حيويته في سياق انفتاح الصين المتزايد. وكما أشار الرئيس الصيني شي جين بينغ في رسالته بمناسبة العام الجديد لعام 2019: “إن الصين المتحرّكة، مليئة بحيوية الرخاء والتنمية”.