لاتفهمونا غلط
* بدأ الاعلان عن بيع ريسيفرات لاستقبال القنوات الارضية بخاصية الـ HD وذلك ضمن الاستعدادات لكأس الامم الافريقية التي ستقام في مصر 2019 في نسخته الثانية والثلاثين. وهذا شيء رائع. ان يكون هناك تجهيزات اعلامية تواكب هذا الحدث الهام من عمر مصر. والقنوات الارضية التي سيتم استقبالها هي قنوات التليفزيون المصري تليفزيون الدولة الصرح الاعلامي الذي يتهاوي ويترنح والجميع يشاهد التنكيل به. دون ان يكون هناك اي تدخل لاصلاحه والاهتمام به. في وقت تتحمل فيه الدولة الانفاق علي هذا الصرح العظيم دون اي بوادر للاستفادة منه حتي في حدود تغطية نفقاته التي ترهق الدولة. والتفكير في هدمه وضمه لمثلث ماسبيرو اغفال لتاريخ ولجمال يضيف للمنطقة الكثير. ففي ظل الديون المتراكمة والتي اعلنها اسامة هيكل وزير الاعلام الاسبق ورئيس لجنة الاعلام بمجلس النواب والتي بلغت بسبب الفوائد 32 مليار جنيه من اصل 6 مليار تم انفاقها علي انشاء مدينة الانتاج الاعلامي ونايل سات. وفعلا اتفق مع اسامة هيكل في قولة ان الدولة ليست بحاجة للانفاق علي 23 قناة تليفزيونية و67 محطة اذاعية. ولكن ما فعلتم للحد من هذا الانفاق الذي وصل في فترة من الفترات الي 255 مليون جنيه شهريا رواتب شهرية ترسلها وزارة المالية لماسبيرو. 255 مليون جنيه من خزانة الدولة. فمتي يحقق ماسبيرو الاكتفاء الذاتي؟ خاصة وان ابناء ماسبيرو هو ابناء مصر ومن حقهم العيش الكريم الذي اتمناه للعاملين بالصحف القومية. من حقهم ان يشملهم قرارات الرئيس التي تخفف معاناة المصريين ومنهم العاملون في ماسبيرو في اطار اجراءات الاصلاح ورفع الحد الادني للاجور لجميع العاملين في الدولة. لهم الحق وعليهم واجب. فمن يحاسب علي هذا الواجب. وماسبيرو لا يقوم بدوره المنوط به ويبتعد عن الساحة الاعلامية بسبب الاهمال المتعمد. وهذا الاهمال لا يمنع ان اسأل عن الاسباب وراء اغفال قطاع الاخبار وقناته النيل الاخبارية لما حدث في السودان وما اعلنه تليفزيون السودان نفسه. ففي الوقت الذي اعلن فيه تليفزيون السودان عزل الرئيس السوداني عمر البشير ووضعه تحت الاقامة الجبرية وخروج شعب السودان كله للشوارع خاصة العاصمة الخرطوم وقيام كل القنوات الاخبارية والعامة في العالم العربي بالنقل المباشر للاحداث اجد قناة النيل الاخبارية تبث فيلما وثائقيا عن احمد بن طولون. دون اي اشارة بشكل مهني عن هذا الحدث الجلل الذي يحدث في السودان الشقيق. حتي مؤجز انباء الحادية عشرة لم يكن به اي اشارة من قريب أو بعيد عن السودان. والقناة المصرية الوحيدة التي كانت تغطي الشأن السوداني هي قناة اكسترا نيوز ممثلة للاعلام المصري. كل من كان يبحث عن مصداقية الاخبار السودانية لم يجدها عبر التليفزيون المصري وبحث عنها عبر القنوات الاخبارية الاخري ومنهم الجزيرة. فكيف يمر هذا الاخفاق والعجز المهني مرور الكرام. اليس القائمون علي النيل للاخبار والقطاع يحملون لفظ اعلامي قبل اسمهم ام ان هذا اللفظ اصبح لاقيمة له. اين المهنية والسبق في ظل المصداقية والحفاظ علي الرابط الاخوي بين مصر والسودان خاصة وان عدداً كبيراً من الاصدقاء السودانيين المقيمين خارج السودان بحثوا عن حقيقة ما حدث في السودان عبر النيل للاخبار ولم يجدوا الا ابن طولون. انفصال تام عن الواقع الاخباري والاعلامي والمهني. اين حسين زين رئيس الهيئة الوطنية للاعلام من هذا الجرم الذي مر مرور الكرام دون حساب. واذكر ان استاذتي الدكتورة مني الحديدي كانت تقول لي انها تحرص علي مشاهدة نشرة التاسعة مساء لانها تثق في التليفزيون المصري. فهل حافظ القائمون علي الهيئة الوطنية للاعلام علي ثقة المواطن المصري ومنهم الاستاذة المتخصصة في الاعلام دكتورة مني الحديدي. اظن هذا لم يحدث !. كراسي يجلس عليها موظفون لا ينطبق عليهم صفة اعلامي. علاقتهم بهذا الكيان الاعلامي الكبير لا تتعدي الراتب والحوافز والمنصب. واظن انه لو كان هناك محاذير لتغطية احداث السودان كانت ستطبق علي اكسترا نيوز فهي تحمل العلم المصري. فاين اخبار ماسبيرو من احداث السودان؟ اسمع بين الحين والاخر مسئولي ماسبيرو يتحدثون عن التطوير. اي تطوير هذا بعد فشلكم في تغطية الشأن السوداني ونحن ابناء نهر النيل؟ اي تطوير هذا وقد اغتيل الانتاج الدرامي في قطاعات التليفزيون المصري؟ اي تطوير هذا بعد تصفية شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات؟ اي تطوير هذا ولم ار اي انجاز في تاريخ الهيئة الوطنية للاعلام علي ارض الواقع بعيداً عن التصريحات الرنانة؟