رحل عن عالمنا الأستاذ الدكتور / محمود توفيق . الأستاذ بكلية ( الدراسات الإسلامية والعربية بنات بدمنهور ) وكلية ( الشريعة والقانون بنين بدمنهور ) والمنتدب بكلية ( الدراسات الإسلامية والعربية بالأسكندرية ) فى جنازة مهيبة حضرها الآلاف من أصدقائة وطلابه وجيرانه وعائلته ومحبينه فالحمد لله أن وضع له القبول فى الأرض .
لم يقرر أحد أن يموت ويرحل عن الأخر فالموت إرادة إلهية خالصة وليس للإنسان فيها إختيار إنه يهبط علينا مثل رياح تغزو الحدائق الغناء فتحولها إلى صحارى موحشة فهو يتسلل إلى ربيع أيامنا فيحولها إلى خريف عندما نفقد شخص عزيز على قلوبنا فالأيام تسعدنا أحيانا وتشقينا أحيانا ولهذا كنت دائما أخاف لحظة فراق مؤلمة فأحبتنا اليوم بين يدينا وغدا لا نعرف لهم أرضا أو مكان .
والفرق بين اللقاء والفراق مسافة قصيرة لكنها تستنفذ الكثير من عمر الإنسان والأقسى من كل هذا أن يرحل باكرا عن عالمنا النبلاء الذين كانت أخلاقهم الحب والعدل والتضحية والكرم ففى إحدى محاضرات الدكتور محمود توفيق دخلت طالبة المدرج تسأل الطالبات عن مائتى جنيه أضاعتها فرد عليها الدكتور قائلا هل فقدتى المائتى جنيه هنا قالت له نعم فقال لها أنا وجدتها وهى معى وبعد المحاضرة سأعطيها لك فانتظرينى وبالفعل انتظرته الطالبة وبعد إنتهاء المحاضرة خرج إليها وأعطاها المال الذى أضاعته ولكنه من ماله الخاص لأنه لم يجد شيئا بل أراد أن يعين الطالبة ويدخل السرور على نفسها لأنه أدرك بفطنته وعطفه أنها قد لا تملك غير هذا المبلغ وغير ذلك من المواقف النبيلة والعظيمة لأستاذى التى لو نفذ الحبر ما نفذت فأستاذى كان رجلا من عالم آخر ولكن الطيبون يرحلون سريعا فليت هناك سوقا يبيع السنين يعيد الأحبة ويمحى الأنين ولكن مهما مضينا من سنين سيبقى الموت هو الأنين لكن أشكو إلى الله أنين قلبى لفراق من كان لى أبا بعد وفاة أبى الدكتور / سامى عوض
أسأل الله أن يعوض قلبى عن فقدهما خيرا ويلهمنى الصبر والسلوان إلى يوم ألقاهما فى أعلى مراتب الجنان .