لعل إحدي الوظائف المهمة المنوطة بوسائل الإعلام تكمن في رفع مستوي وعي المواطنين بالقضايا الحيوية من أجل حث الحكومات الوطنية والمتظمات الدولية علي التصدي لتلك القضايا بجدية للحفاظ علي حق الأجيال القادمة في بيئة نظيفة ومستقرة. كان موضوع الإعلام والقضايا المناخية هو عنوان المؤتمر السنوي لكلية الإعلام بجامعة أكتوبر للعلوم والآداب لهذا العام. شارك في المؤتمر نخبة من خبراء الإعلام الأكاديميين والممارسين، واستهدف المؤتمر تجسير الفجوة القائمة بين إنجازات البحوث النظرية وأساليب الممارسة علي أرض الواقع. ناقش المؤتمر العديد من القضايا البيئية والمناخية مثل قضايا الاحتباس الحراري، وثقب الأوزون، وتجريف التربة،والتصحر، ونقص المياه، وحرق قش الأرز، وسد النهضة الإثيوبي، ومشكلة الانفجار السكاني. وقد شرفت بإدارة إحدي جلسات المؤتمر النقاشية حول التعليم الإعلامي وقضايا البيئة ضمت نخبة من عمداء كليات ومعاهد الإعلام الحكومية والخاصة وكبار الأساتذة. اتفق الخبراء علي وجود قصور في مناهج التعليم الإعلامي والبحث العلمي فيما يتعلق بقضية التغيرات المناخية وتأثيراتها السلبية علي الفرد والمجتمع، وكذلك ضعف معرفة الصحفيين والإعلاميين بأبعاد القضية مما ينعكس علي وعي المواطنين بها، وبالتالي قلة اهتمامهم بتلك القضايا، كما أن الإعلام غالبآ ما يركز علي البعد السياسي للقضية أكثر من تركيزه علي البعد المعلوماتي والمعرفي. وفي كثير من الأحيان يرتبط الاهتمام بالقضايا البيئية عند وقوع كارثة أو مشكلة بيئية كبيرةوالتركيز علي هذه القضايا باعتبارها قضايا وقتية منفصلة وليست قضايا مستمرة ترتبط بعملية التنمية المستدامة. أكد الخبراء علي ضعف اهتمام المؤسسات الحكومية بقضايا البيئة والمناخ، وندرة الاهتمام الإعلامي بتغطية هذه القضايا، فضلآ عن غياب دور منظمات المجتمع المدني ورجال الأعمال بشأن المساهمة في حملات التوعية من منطلق مسئوليتهم الاجتماعية.أسفر المؤتمر عن بعض التوصيات التي نأمل أن يتم تطبيقها علي أرض الواقع، ومنها تنظيم حملات توعية بجميع وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي لنشر الوعي الجماهيري بأهمية ترشيد استهلاك مياه الشرب والري للحفاظ علي الموارد المحدودة، وكذلك الاستفادة من معلومات وآراء خبراء البيئة والموارد المائية كمصادر مهمة للمعرفة الموضوعية. والاهتمام بعناصر الجذب والتشويق عند تصميم وإخراج حملات التوعية البيئية لجذب شرائح من المجتمع للاهتمام بتلك القضايا. كذلك أهمية إقامة شراكات ومبادرات بين المؤسسات الأكاديمية والتنفيذية لرفع مستوي الوعي الجماهيري، والبحث عن حلول تقنية للحفاظ علي الموارد المائية الحالية وتنميتها مثل تحلية مياه البحار، ومعالجة مياه الصرف الصحي والزراعي لإعادة تدويرها للأغراض الصناعية. أوصي المؤتمر بضرورة تدريب الصحفيين والإعلاميين المعنيين بالإعلام البيئي وتزويدهم بالمعلومات الدقيقة حول طبيعة المشكلات ومظاهرها وأساليب علاجها. كذلك أهمية إصدار قوانين لتجريم إهدار مياه الشرب والري أو تلويثها، وتنفيذ مشروعات قومية لحماية الشواطئ والأراضي الزراعية المنخفضة من الغمر. كذلك ضرورة إدراج قضايا البيئة والتغيرات المناخية ضمن المقررات الدراسية لطلاب المدارس والجامعات لتنمية الوعي بأهمية صيانة البيئة . كل الشكر لجامعة أكتوبر للعلوم والآداب والقائمين علي هذا المؤتمر وأخص بالشكر المربية الفاضلة الدكتورة نوال الدجوي،والدكتورة ابتسام الجندي العميدة السابقة لكلية الإعلام وصاحبة فكرة هذا المؤتمر، والعميدة الحالية النشيطة الدكتورة أماني فهمي، وأستاذنا الكبير الدكتور سمير محمد حسين.