فى وقت الأزمات تبرز أهمية تقدير الموقف بشكل صحيح من خلال تحليل علمى للمعلومات الصحيحة المتاحة التى يجب ان يتم تداولها للصالح العام حيث يصبح الجمهور فى حالة لهاث وراء الاخبار ولهذا أتفق مع صديق لى قال (إن غياب المعلومات يضطر المتلقى الى اللجوء «للريموت كنترول» للبحث عنها) وبالاضافة لهذا أقول انه يلجأ ايضا للمصادر الأخرى ومن بينها السوشيال ميديا التى لا توجد عليها اى ضوابط تحريرية، كما أنه من الطبيعى وقت الأزمات أن تنتشر الشائعات وتختلط الاخبار الكاذبة بالصحيحة.
ومن هنا يعتبر المصدر الرسمى الموثوق فيه هو الجهة التى يجب ان يعتمد عليها فى الحصول على اى معلومات تتعلق بالأزمة واذا كان المتحدث الاعلامى أو الرسمى له دور كبير فى الظروف العادية فما بالك فى وقت الأزمة أعتقد أن دوره يصبح حيويا وأكثر أهمية عن ذى قبل، لأنه يقوم بدور الناقل للبيانات من الجهة التى تدير الأزمة الى الجمهور وهى وظيفة ليست سهلة، حيث تتطلب مواصفات وقدرات خاصة فى الشكل والمضمون ويجب أن يتمتع المتحدث الاعلامى وكل يتولى عملية الكشف عن المعلومات بهذه القدرات ومن بينها ان يكون مؤهلا ومفوها وقادرا على التواصل بمصداقية مع المتلقى.
بعبارة أخرى، أن يكون لديه قبول يجعل كل ما يقوله قابلا للتصديق وهذا يتطلب ان يمتلك المتحدث الرسمى لأدوات الوظيفة التى يقوم بها من أهمها استيعابه لتطورات الموقف من خلال ما لديه من بيانات كما يستطيع تحليل مضمون الارقام والانفوجراف وأى بيانات تتعلق بسير ومراحل الأزمة وهنا احذره من الوقوع فى شرك تهوين أو تهويل الأزمة.
وخطورة المتحدث غير المؤهل وقت الازمة تظهر دائما فى ظل حالة الهلع من شيء ما وهو امر طبيعى لصعوبة حرية تداول المعلومات وقت الازمات حيث تتركز مصادر الأخبار كما اسلفت فى الجهات الرسمية فقط أو هكذا يفترض لأن من الخطورة تعدد هذه المصادر لما قد تسببه من بلبلة وتضليل للرأى العام.
إذًا ما الحل ؟ يتلخص الحل فى الشفافية وان تعتمد الحكومة على متحدثين محترفين ينقلون المعلومة الصحيحة للجمهور اولا بأول. إن المتحدث الاعلامى غير المؤهل للقيام بهذه الوظيفة قد يفشل فى نقل المعلومة بشكل صحيح ما يعقد الموقف وقد لاحظت ان بعض المتحدثين الرسميين غير ملمين بالمشاكل ويتفوهون بكلام مرسل لا تخرج منه بمعلومة إنهم يقومون فقط بدور تجميلى للمؤسسة أو المسئول وآخر تبريرى للاخطاء ويتهمون منتقديهم بما ليس فيهم ونلاحظ ان مثل هذا النوع من المتحدثين غالبا ما يكون متوترا وعصبيا وفى حالة استفزاز دائم من اتفه الأشياء وقد يتساءل البعض ما الفرق بين المتحدث الرسمى والمستشار الاعلامى؟
من وجهة نظرى ان كليهما يجب ان يكون مؤهلا للقيام بالوظائف الاتصالية مع الفارق أن الأخير قد لا يواجه الجمهور بشكل مباشر وينحصر دوره فى صنع القرار الاعلامى وتقديم المشورة فى الشأن الإعلامى وطرح الحلول او البدائل المختلفة على متخذ القرار واعتقد ان كل متحدث اعلامى يصلح للقيام بدور المستشار الإعلامى لكن ليس كل مستشار اعلامى يصلح لكى يكون متحدثا رسميا!