أخبار عاجلة

كورونا تفضح الديمقراطية الغربية ومزاعم حقوق الإنسان (١-٦)

يبدو أن العالم قد بدأ يستفيق من الصدمة وحالة الإنكار التي صاحبت سكان الكرة الأرضية طوال الأشهر الثلاثة الماضية، والتي انتشر خلالها فيروس غير مرئي بالعين المجردة ليغزو العالم ويفتك بالبشر، ويعزل دول العالم عن بعضها البعض، ويدمر الاقتصاد. اجتاح هذا الفيروس العالم دون تمييز بين الدول المتقدمة والنامية، ولا بين الأغنياء والفقراء، ولا بين ذوي السلطة والنفوذ والمواطن العادي. لم يفرق الفيروس بين البشر من حيث الجنس أو اللون أو العرق أو المستوي الاقتصادي والاجتماعي. وسواء أكان هذا الفيروس متحورآ من الطبيعة أو من صناعة البشر، إلا أن الجميع وقف عاجزآ وفاشلآ في مقاومته أو اكتشاف علاج مناسب للقضاء عليه. وبالرغم من التطور العلمي والتكنولوجي الهائل، لم يستطع أحد التكهن بمدي زمني لتلك الأزمة، ولا كيفية احتواء آثارها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والنفسية حال اكتشاف العلاج المناسب لها، أو انتهائها من تلقاء نفسها. لقد وجدت جميع دول العالم نفسها مجبرة علي الانعزال والانكباب علي الذات في محاولات مستميتة للحد من سرعة انتشار الفيروس، وأصبحت كل دولة منفردة مضطرة لمواجهة المرض وتداعياته وحدها. أصبحت حياة الأفراد مرهونة بقدرة كل دولة علي معالجة الأزمة بشكل منفصل عن النظام العالمي أو المحيط الإقليمي الذي تقع فيه. لقد وضعت أزمة انتشار وباء فيروس كورونا المستجد “كوفيد-١٩” الحكومات في اختبار شديد ابصعوبة أمام مواطنيها. أصبح المعيار الوحيد في نجاح أي دولة في مواجهة هذه الأزمة البيولوجية المرعبة رهنآ بثقة المواطن في دولته ومدي قدرتها علي إدارة الأزمة والخروج بأقل الخسائر في مواجهة الهزات الاقتصادية المتوقعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *