كشفت جائحة كورونا عورات النظم الغربية التي جعلت من شعوبها وحكامها عبيدآ لأصحاب رؤوس الأموال ومصالحهم. واجه الإعلام الغربي الذي طالما تغني بقيم حرية الرأي والتعبير والإنصاف. الموضوعية اتهامات بالكذب والتضليل وحجب المعلومات، خاصة في بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية. تبين أن السياسات الصحية في الدرل الرأسمالية الغربية لا تتناسب بأي حال مع قدرات تلك الدول السياسية والعسكرية والاقتصادية والتكنولوجية، وأن الطبقات الفقيرة ليس لها وجود في استراتيجيات تلك الدول، وانكشف ضعف سياساتها الاجتماعية في الرعاية الصحية والمعيشية والتعليم والبحث العلمي. من جانب آخر، تبين أن الدول التي تشكلت مؤسساتها وفقآ للفكر الاشتراكي مثل الصين وروسيا وكوبا وكوريا الشمالية كانت أكثر قدرة وصلابة عند مواجهة الأزمة، ولم تهدر حقوق مواطنيها في الرعاية الصحية ، واستطاعت الصين استثمار الأزمة من خلال جذب دول أوربا وملء الفراغ الذي تركته الولايات المتحدة حيث تفرغت لمواجهة أزمتها الخاصة. قدمت الصين يد العون للدول الأوربية وحتي للولايات المتحدة من خلال تقديم المساعدات والمستلزمات الطبية. صرح رئيس صربيا أن بلاده لن تستطيع الدفاع عن نفسها بدون مساعدة " الإخوة الصينيين"، وتم رفع علم الصين وعزف نشيدها الوطني في إيطاليا، وأعرب وزير الخارجية الإيطالي عن امتنانه لمصر والصين مشيرآ إلي أن هناك أشخاص في العالم يريدون مساعدة إيطاليا. وزاد تقدير الصين لكونها من أكثر الدول التي قدمت العون للعديد من دول العالم، في حين فشل الاتحاد الأوربي في التوصل لوسيلة جماعية لمكافحة الجائحة في أوربا. أشادت منظمة الصحة العالمية بالإجراءات التي اتبعتها الصين في مواجهة الجائحة واستخلاص الدروس التي يمكن أن تفيد بقية بلدان العالم، وهو ما جعل الرئيس الأمريكي يهدد بحجب التمويل الأمريكي عن منظمة الصحة العالمية والادعاء بأن المنظمة منحازة للصين. سوف تخلف الأزمة تغيرات حادة في النظام الدولي . وللحديث بقية..