قبل كتابة هذا المقال تعمدت أن أشاهد مجموعة أفلام تناولت تلك الآفة متي بدأت و كيف وصلت الي يومنا هذا.
وجدت أن غالبية الأفلام و المسلسلات تناولت عصر الإرهاب الحديث أي منذ كانت مصر مملكة ثم جمهورية مرورا بكل رؤساء مصر الي الآن.
و هذا الخطأ في التقدير و المسميات أوصلنا لما نعانيه من شرهم و قتلهم لنا الي الآن
أولا الإرهاب ليس وليد المرحلة بل بدأ في وجود النبي عليه الصلاة و السلام و هم منافقون الإيمان و العقيدة و كان يطلق عليهم الخوارج و هذا مصطلح الإرهاب الأساسي لأن كل إرهابي ينتمي الي هذا الدين من منظوره هو أنه هو الدين و هو الوصي فالإرهابي لا يعترف بغيره وصياً علي الدين و فتواه و شرائعه و فقهه و حكمه و كل أركانه حتي أنهم لا يعتبرون مكة هي وجهة الحج
ثانياً إمتد الإرهاب و تناول الخلفاء و لم ينجوا منه غير سيدنا أبي بكر الصديق فعمر قتل و علي قتل و عثمان قتل ألم يكن هذا هو الإرهاب ؟
ثالثاً لم يهدأ الإرهاب لحظة فكانت اسلحته مختلفة إما إرهاب بقتل و إما بالفكر و إما بالعودة مرة أخري للتدمير و إسقاط الأمم ثم التوغل و التوسع لإحتلال دول بكاملها
رابعاً تغيرت الإستيراتيجية الإرهابية و أخذت منحني أكثر إتساعاً لكسب شرعيتها و من ثم شراء ذمم الدول الكبري التي لا تعرف التفخيخ و الإنتحار و تمر بضائعها تحت بصر هؤلاء من خلال المناطق التي تسيطر عليها.
إذن الإرهاب ليس وليد صدفة و لم يرتبط بمستوي معيشي سواء غني أو فقر فتجد الممول لهم لا يحتاج و المنفذ أيضاً لا يحتاج للطعام بل هو في حاجة الي جنس سماوي و حوريات ينتظرونه لأن جنس الأرض مكلف و يعتمد علي مظهره و إمكانياته و مع هذا و للعجب نجد مثقفون يرتدون الأحزمة الناسفة و كأنه مغيب و لم يدرس الدين علي مدار سنوات تعليمه
كل ما ذكرته و الكثير أيضاً جميعنا نعرفه و مع هذا نربط الإرهاب بالمرشد هذا و ذاك و عندما نبحث عن شخصية المرشد نجدها هي الوظيفة التي تنتظر من عليه الدور في الترقيات و لا يوجد بها سن للمعاش فالمرشد يأتي جاهزاً حافظاً لكتاب الإرهاب و يمارسه عملياً فتارة نجده ليناً و تارة أخري يخرج علينا بمليشياته التي يخفيها عن الأنظار و هم في حالة تدريب دائم حتي يقوم بالمهام الكلف بها و هي عادة لا تتغير و الدليل واضح الي يومنا هذا قتل أو إغتيال أو تفجير أو إنتحار ثم يعودوا الي مواقعهم عند إنتهاء مرحلة المواجهة إستعداداً للمواجهات الإخري
إذن ما هو الحل و كيف نقضي علي جذوره و الجواب المنطقي لن نستطيع قطع جذوره بل الصحيح أننا نستطيع تحجيمه و يجعله هو يقضي علي نفسه كيف ؟
كلمة واحدة سحرية و نفتح لها كتاب جديد
التعليم و مستوي جودته و عودة دروس الدين الحنيف ببساطة دون تعقيد و رفع مستوي الأسرة كي يعيشوا في ستر
فتح آفاق العمل و تشجيع الشباب علي المشروعات الصغيرة التي تعينهم علي بداية حياة مستورة و العودة للبيت الكبير الذي يجمع الأسرة بمختلف أجيالها .
إن الإرهاب الذي نواجهه الآن بالسلاح مطلوب و لكن هل فكرنا في إنشاء صرح صناعي كبير و نأخذ سجناء هذا الفكر التكفيري و نعلمهم و ندربهم و نجعلهم يقارنوا بين العمل و العبادة و ان الله فضل العمل علي عبادته؟
هل فكرنا في دمج هؤلاء صغار السن منهم و الذين مازالوا حتي وقتنا هذا مترددون و لم يتخذوا قرار الإستمرار في هدا النهج التكفيري للمجتمع و أقمنا لهم دورات و ندوات دينية و تنمية بشرية لنبسط لهم الدنيا و الدين ؟
هل سنظل نعتمد أن الإرهاب سببه الدين و نسينا أنه أيضاً إرهاب للصعود الي سلطة و حكم ؟
حقيقة الأمر كلمة الإرهاب تطلق علي المؤمنون ألم يقل عز و جل (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ
إذن يجب علينا أن نكون نحن الإرهابيون و ليس القتلة الكافرون فقط عندما نشعر بقوة حجتنا و فهمنا الصحيح لصحيح الدين و عندما نستخدم الفحم مرة أخري لشوي اللحوم و لا نستخدم البارود لشوي جسد الإنسان