قالت وزارة الثقافة الاردنية، إن البدايات الأولى لتأسيس الدولة الأردنية تشير إلى قيام كيانها السياسي والاجتماعي على ركنين أساسيين، هما الانفتاح والتعددية، وتدلنا الأدبيات على أن المكونات الأولى للاجتماع المديني في الدولة الأردنية قد تكون من نسيج متنوع مثل العديد من الأطياف التي أقامت على الأرض الأردنية، واندمجت في بوتقة واحدة بلورت الهوية الأردنية.
كما تكونت من المسلمين والمسيحيين وعدد من الطوائف الدينية والعرقيات القومية المختلفة التي أضفت نوعا من الحيوية على المجتمع، وأبرزت أهمية كل مجموعة بما تمتاز من ثقافة خاصة وعادات وفنون وطقوس وموروث شعبي يعطي الأردن صورته الزاهية.
وأضافت الوزارة في بيان بمناسبة اليوم العالمي للتنوع الثقافي الذي يصادف يوم 21 مايو من كل عام ، أن الدولة الأردنية ظلت في كل مراحلها وفية إلى هذا التنوع والتعدد والانفتاح في إطار هويتها العربية الإسلامية ونزعتها الإنسانية لتحقيق قوة المجتمع مستفيدة من العمق التاريخي والحضاري بمقارباتها الاجتماعية والثقافية والسياسية. وفي إطار تلك البدايات التأسيسية، فقد كرست الدولة الأردنية التي تدخل مئويتها الثانية فكرة التنوع الثقافي الذي يقوم على احترام التعدد والاختلاف مقدرة ما تقدمه الثقافات الأخرى من قيم مضافة للآخر، ولإيمانها بالوحدة في إطار التنوع.
وأشار البيان إلى أن مفهوم الثقافة لا يتحدد بالمعارف والمعلومات، وإنما يشتمل على العادات الاجتماعية، والفنون، والموسيقى، واللغة، وعادات الطعام، والأزياء وأنماط العيش والدين وغيرها من الأنماط المشتركة التي تنعكس في السلوك والتفاعل الإنساني وتعبر في الوقت نفسه عن هوية المجتمع الجمعية. وإذا كان مفهوم الثقافة يشير إلى أنها مجموعة الخصائص الموجودة عند فئة معينة من الناس والتي تختص بالعديد من المجالات العلمية والدينية والتقاليد الاجتماعية، وتشتمل على مجموعة من المجالات والمفاهيم مثل: الطعام، والملابس، واللغة، والفنون، فإن التنوع الثقافي يشير إلى مجموعة الثقافات المختلفة والمتعددة التي تثري النسيج الاجتماعي بعدد من المكونات التي تمنح المجتمع حيوته وقوته.
وأوضحت الوزارة أن فكرة الاهتمام بالتنوع الثقافي لا تتوقف عند إبراز تلك الظاهرة وحسب، بل تتأتى من حمايتها التشريعية والحقوقية في الإطار العام للهوية الجامعة بوصفها أساسا لقوة الدولة، وقاعدة مهمة لاستمرار الحياة والحفاظ على الأنواع والنظم الإيكولوجية المختلفة، لأن الحفاظ على الثقافات الأصلية المتنوعة في البيئات المختلفة قد يكون بأهمية وجود الجنس البشري نفسه. لقد تمثلت البدايات التأسيسية للدولة الأردنية على هذا الشكل المجتمعي المتنوع الذي منحها القوة بإزاء مختلف التحديات التي واجهتها المنطقة واستطاعت أن تتجاوز كل ذلك بالطاقات التي يمنحها تنوع نسيجها. وقد دأبت وزارة الثقافة سنويا على الاحتفال باليوم العالمي للتنوع الثقافي لتعزيز التراث الأصيل في نفوس الأجيال الناشئة من خلال إقامة مهرجان التنوع الثقافي في عمان أو في أحدى المحافظات، ولقد حالت ظروف وباء فيروس كورونا المستجد دون إقامة هذه الاحتفالات للعام الحالي. واكدت الوزارة ان الاردن ملتزم بإثراء قيم التنوع الثقافي وحمايته