رغم الوعكة الصحية التي مررت بها خلال الـ 15 يوما الماضية وانقطاعي عن الاتصال والتواصل مع الجميع, الا أنني لا أدري كيف انتفض قلمي اليوم استجابة لكل جوارحي التي انتفضت عندما “تحدثت مصر” في شخص زعيمها الذي تحمل ما لا يتحمله بشر منذ توليه مقاليد الأمور, فما يحاك لمصرنا الحبيبة تنوء بحمله الجبال, لكنه رجل أثبت للجميع أن الزعامة ليست شعارات حنجورية فارغة, لكنها مسئولية ودهاء وحكمة وحنكة بالغة واخلاص لوطن يستحق.
ما حدث أمس بعد تصريحات ورسائل الرئيس عبدالفتاح السيسي, يؤكد أن “مصر عندما تتحدث ينصت العالم كله” و تتبدل كل التوازنات والمعادلات السياسية, فالمتابع لردود الأفعال والمواقف اقليميا و دوليا عقب تلكم التصريحات, سيدرك حتما الثقل والتأثير المصري, فمصر هي من تحدد كيف ومتي وأين ولماذا تتحدث, بعيدا عن كل الشعارات الجوفاء, فمصر الأن حباها الله برجل استطاع بحنكة وحكمة واخلاص قيادة سفينة الوطن, رغم ما واجه من رياح عاتية وأمواج متلاطمة ليعبر بها الي شاطيء العزة والكرامة.
حجم المؤامرات والتحديات…
لنعد بالذاكرة قليلا حتي لا ننسي وندرك حجم ما تحقق من انجاز, فبعد ما سمي بـ”الربيع العربي” الذي أطاح بما تبقي من أطلال “القومية العربية” وبدأت خريطة المنطقة تتبدل بعد سقوط دول و جيوش عربية حبيبة وشقيقة “سوريا و العراق” وبدا جليا أن مخطط التقسيم “الشرق الأوسط الجديد” دخل حيز التنفيذ و أن “الأكلة تكالبت علي قصعتها” باستخدام وتصعيد الجماعات الدينية والربط فيما بينها بتخطيط و دعم محكم استخدمت لتنفيذه أشرس وأخطر أسلحة العصر “الألة الاعلامية” التي مهدت المسرح تماما من خلال زرع الفتن وتثبيط الهمم وتفتيت الهوية والعقيدة من خلال “تغييب وعي متعمد” واطلاق مصطلحات تعزز التطرف والتفتيت, واهلاك وانهاك المجتمعات من الداخل دونما كلفة تذكر, المخطط الذي لقي نجاح منقطع النظير في دول عربية شقيقة تحكمت فيها الفتن بسبب القبليات والعصبيات العقائدية والاجتماعية, لتكون النتيجة سقوط العراق الشقيق وجيشه الذي لطالما كان أحد دعائم الأمن القومي للمنطقة, ويلحق به الجيش السوري, ليبقي حجر العثرة الوحيد نحو الترسيم والتقسيم الجديد للمنطقة, هم “خير أجناد الأرض” فيتم تسخير كل امكانات وتعزيزات المؤامرة الكبري, لاستهداف مصر وانهاك جيشها, الذي أربك حسابات المتأمرين حول العالم بصموده وتحديه وانتفاضة الشعب المصري خلف قائد و زعيم جديد في 30يونيو.
وللحديث بقية…