كتب الله لنا أن نعيش أياماً مُظلمة، وحاضراً قاتماً، ومستقبلاً لا أرى فيه الأمل، إلا بعد أن يتم ازالة الكابوس الذى يجثم على الوطن العربي، فماذا يرى المواطن العربي فى هذا العصر، وهو يرى بلطجياً يُمارس تدمير دولاً عربية، ويحتضن مرتزقة ارهابيين ليعيثوا فى الأرض العربية ظُلماً وفساداً وقتلاً وتهجيراً، وهو يرى أيضا السلطان العثماني يجتاح العالم العربي؟!
تهجيراً للشعب السوري، واستباحة لأرضه، ومدمراً لحضارته وسارقاً للمعدات الصناعية المملوكة للشعب السوري، ويفتح الحدود السورية لكل أنواع المتطرفين، والارهابيين الذين عاثوا فى الدولة السورية قتلاً وفساداً وتدميراً، مشهداً دامياً – حقا – حين تُراق الدماء العربية تحت أقدام أردوجان، والعرب لا يبصرون، ومتناسون “اتفاقية الدفاع المشترك”، بل تجاوزت بعض الدول العربية إلى المشاركة مع أردوجان فى ذبح اشقائهم، وتدمير مدنهم.
والبلطجي العثماني ينتقل من سوريا إلى ليبيا، يرسل آلاف الإرهابيين ليكرروا المأساة السورية، يمدهم بالسلاح والمال، يرسل جنوده لاحتلال دولة عربية لنهب ثرواتها، واستعمار أرضها، وسفك دماء ابنائها، ثم يعود السؤال مرة أخرى:
أين “اتفاقية الدفاع العربي المشترك”؟!، والعرب، هل أصبحوا “ملطشة” للسلطان العثماني الذى يحلم أن يكون خليفة للمسلمين، ويتحول البلطجي مرة أخرى لضرب الشعب العراقي بالطائرات واستخدام القنابل المحرمة دوليا، فستبيح سيادتها، ويستولي على جزء من أراضيها، وتستمر “الملطشة” على العرب، فلا يجد من يقف أمامه أو يوقفه عند حده؟!، أين الشهامة والعرو بة والكرامة؟!، أين وحدة المصير العربي المشترك؟!
قد يجتمع وزراء الخارجية العرب لدراسة الموقف فى ليبيا بناءً على طلب جمهورية مصر العربية، ينعقد هذا الاجتماع والأمة العربية تمر بمنعطف خطير يهدد وجودها، لذلك يجب على العرب أن يتخذوا موقفاً مشرفاً يعيد للأمة العربية شرفها وكرامتها فيما سيتخذ من قرارات عملية تلتحم مع الموقف المصري، تسانده وتعضده دفاعاً عن الأمن القومي العربي.
وكل ممثل لأي دولة عربية يتردد فى اتخاذ موقف شريف وشجاع لصالح أمن أمته العربية، فليس عربياً، ويطرد من عضوية الجامعة العربية، لأنه أخل ب “اتفاقية الدفاع العربي المشترك”، ويصبح فى هذه الحالة فى خانة عدو للأمة العربية، وعميل لمن يعمل على تهديد الأمن القومي العربي.
فلا مجاملة للخيانة، ولا احترام لمن باع عروبته وضحى بكل روابط الأخوة والمصير المشترك، ونتيجة لضعف الموقف العربي الذى جرأ – حتى – الأحباش لتهديد الأمن المائي لمائة مليون عربي فى مصر، مهددا وجودهم وحياتهم، هكذا أصبح العرب نتيجة للتخاذل والتنازع بينهم، بين “بلطجة” و”ملطشة”.